مديريةالازارق : معقل الفداء وقلعة الصمود

كتب / فؤاد المقرعي
لطالما كانت مديرية الأزارق في محافظة الضالع رمزًا للفخر والعزة، وسِجلًا خالدًا لنضال لا يلين. إنها الأرض التي لا تجف فيها دماء الشهداء، ولا تغيب عن سمائها رايات المجد، وستظل دومًا ولادة بالرجال الأبطال الذين يسطرون بحروف من نار ودم أروع ملاحم الفداء والتضحية في سبيل الجنوب وكرامة أهله.
من جبال الأزارق الشماء خرج القادة الأشاوس، وفي وديانها الخضراء ارتفعت صرخات الحرية المدوية، وعلى ترابها الطاهر خط التاريخ بحروف من نور أن هذه المديرية كانت ولا تزال مقبرة للغزاة والطامعين، وأرضًا أبيّة لا تركع إلا لله وحده.
إن الأزارق ليست مجرد بقعة جغرافية على الخريطة؛ إنها نبض البطولة، ومهد التضحيات، وصوت المقاومة الذي لا يخفت. فكل حبة تراب فيها شهدت على صمود الأبطال في وجه التحديات، وكل شبر من أرضها روته دماء طاهرة من أجل العزة والكرامة
.
تحية إجلال وتقدير لكل أبطال الأزارق الذين يسطرون أروع قصص الفداء. تحية لشهدائها الأبرار الذين ارتقوا شهداء في سبيل الوطن، ولجرحاها الأوفياء الذين حملوا ندوب المعارك بكل فخر، ولمقاوميها الأشاوس الذين لا يزالون يقفون كالجبال الشمّاء.
ولتبقَ الأزارق كما عهدناها دومًا: حارسة للكرامة، وسورًا منيعًا في وجه كل معتدٍ وطامع، ومنارة تهتدي بها الأجيال القادمة على درب العزة والإباء.