المجلس الانتقالي يمثلنا… والعلم الجنوبي هويتنا

كتب/ بسمة نصر
إن الهوية ليست شعارا يرفع ساعة الغضب، ولا كلمة تقال عند الحشد، ولا راية ترفع متى ما اتسع المزاج.
الهوية الجنوبية هي المبدأ، وهي الانتماء الثابت، وهي السياج الأول لكل صوت يرتفع من أجل حياة كريمة، وواقع أفضل.
إن النزول إلى الساحات دون رفع علم الجنوب هو خطوة ناقصة، ووقفة رمادية لا تخدم أحدا.
فالساحة التي لا يرفرف فيها علم الجنوب، هي ساحة بلا عنوان، ومطلب بلا جذور، وصوت لا يمثل الأرض التي ينادى باسمها.
فمن يطالب بالماء والكهرباء والرواتب – وهي مطالب مشروعة – لا يجوز له أن يتبرأ من العلم الذي يعبر عن من يدير المشهد اليوم على الأرض، ولا أن ينكر هوية الجنوب التي تُشكل جوهر هذا الوجود السياسي والاجتماعي.
المجلس الانتقالي الجنوبي،
ليس كيانا وافدا ولا طارئا، بل هو ثمرة نضال طويل، وممثل حقيقي لتطلعات شعب الجنوب، شاء من شاء وأبى من أبى.
هو من يقف في الداخل ويحاور في الخارج، وهو من يواجه التحديات الأمنية والاقتصادية والسياسية بكل ما أوتي من إمكانيات، في ظل وضع بالغ التعقيد والتداخل.
إننا ندرك تماما حجم المعاناة، وصعوبة الظروف، ولكن فصل المطالب الخدمية عن الهوية الوطنية، هو إضعاف لقضية الجنوب من حيث لا يشعر البعض.
ولا يجوز أن تتحول ساحات عدن أو أي مدينة جنوبية، إلى منابر يستخدمها من لا يؤمن أصلا بالجنوب، ولا يعترف بعلمه، ولا يكن له أدنى ولاء.
وإننا لنسأل كل من ينزل إلى الساحة:
لماذا ترفض رفع العلم؟
ومن يحرضك على المجلس الانتقالي؟
ولحساب من تهاجمين المجلس في وقت المصير؟
ما هدفك من تأليب النساء على من حملوا البندقية نيابة عن الجميع؟
إن الجنوب اليوم لم يعد ساحة سائبة كما كان، بل أصبح له قيادة سياسية واضحة، ومؤسسات قيد التأسيس، ومشروع وطني قائم، وعلى كل من يطالب أو يشارك أو يحتج، أن يعلن ولاءه لهذا المشروع، أو ينسحب من الميدان بصمت.
فالميادين ليست لفاقدي الهوية،
ولا للذين يتنقلون بين الولاءات،
ولا لمن يتخذ من الساحات منصة لتمرير أجندات دخيلة.
إننا نقولها بوضوح وصدق:
كل من لا يعترف بعلم الجنوب، لا يجوز له أن يتحدث باسمه.
وكل من يحرض ضد المجلس الانتقالي الجنوبي، في هذا الظرف الحرج، فهو إما مخدوع أو مسير، أو يخدم مشروعا آخر لا علاقة له بجنوب الأرض ولا بجنوب التاريخ.
ليعلم الجميع أن الجنوب اليوم في مفترق طرق، ولا مكان فيه للحياد، ولا للمواقف المائعة، ولا للرمادية.
إما أن تكون جنوبيا صريحا،
وإما أن تحترم إرادة الشعب وتبتعد.