اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

هل انتهى دور مؤتمر حضرموت الجامع وتحول إلى عبء سياسي

 

 

 

النقابي الحنوبي/خاص

 

 

في منعطف بالغ الحساسية تمر به محافظة حضرموت، تخرج أصوات سياسية جنوبية لتُعلن، بصراحة نادرة، فشل مؤتمر حضرموت الجامع في أداء دوره التمثيلي، وتكشف عن تحوّله إلى كيان لا يعكس تطلعات الحضارم، بل يتماهى مع شبكات مصالح ضيقة.

ولعل أبرز هذه الأصوات، ما عبّر عنه الكاتب الصحفي هاني مسهور، الذي حمّل الأمانة العامة للمؤتمر مسؤولية مباشرة عن الانحدار البنيوي الذي يهدد هذا الكيان بالزوال.

 

 

انهيار وظيفي لا خلاف عابر

 

– في تصريح مباشر، يقول مسهور:

“ما يجري داخل مؤتمر حضرموت الجامع ليس خلافًا إداريًا عابرًا، بل انهيار تدريجي لكيان فشل في أن يكون مظلة جامعة.”

هذه العبارة المفتاحية تضع الإصبع على جوهر الأزمة، حيث يتحوّل الكيان من منصة حوار إلى جسم عاجز عن تمثيل مكوّنات حضرموت.

 

التحليل الدقيق لهذا التصريح يكشف أن الأزمة أعمق من نزاع على المواقع أو صلاحيات تنظيمية، إذ تُشير إلى تفكك تراكمي أصاب البنية الداخلية للمؤتمر، جرّاء غياب الرؤية الجامعة وسيطرة النفوذ الفردي.

 

 

– من التمثيل إلى التخادم السياسي

في جزء آخر من تصريحه، يصف مسهور التحول الذي طرأ على المؤتمر بقوله:

“تحوّل إلى أداة تخادم ومناورات صورية.”

هذا التعبير لا يحمل فقط نقدًا حادًا، بل يصف سقوطًا سياسيًا لكيان كان يؤمَل منه أن يكون حائط صد أمام التجاذبات، فإذا به يتحول إلى ساحة لتبادل المصالح، وانتهاج سياسات شكلية لا علاقة لها بأولويات حضرموت.

 

ورغم أن هذا الطرح يأتي من كاتب جنوبي، فإن ما ورد فيه من مؤشرات واقعية يعكس اتساع رقعة السخط الشعبي والنخبوي من أداء المؤتمر، الذي بات في نظر كثيرين عبئًا لا يمكن الدفاع عنه، بل ينبغي تجاوزه.

 

 

محاولة تعطيل لجنة الإنقاذ.. من يقاوم الإصلاح؟

 

 

يتابع مسهور في تصريحاته ليوجه الاتهام مباشرة إلى الأمانة العامة، بقوله:

“محاولات الأمانة العامة تعطيل لجنة الإنقاذ التي شكّلها اللواء أحمد بن بريك، هي محاولة يائسة للحفاظ على مواقع مهترئة في هيكل لم يعد قائمًا.”

هذا الاتهام يفتح بابًا مهمًا للنقاش:

إذا كانت هناك لجنة إنقاذ تشكّلت بمباركة قيادات جنوبية تحاول إحياء المؤتمر من جديد، فلماذا تُواجه بالتعطيل من الداخل؟

الإجابة – ضمنًا – هي أن هناك شبكة مصالح مرتبطة باستمرار الوضع القائم، ترفض أي مسار إصلاحي قد يُفقدها نفوذها، حتى وإن كان الثمن هو انهيار كامل للمؤتمر.

 

 

حضرموت لا تختزل في كيان مأزوم

 

 

في خاتمة تصوره، يطلق مسهور نداءً سياسيًا واضحًا، قائلًا:

“حضرموت أكبر من عبث المصالح، ولن يُصلح ما أفسدته الموازنات السياسية سوى مؤتمر جديد بوجوه جديدة وإرادة جنوبية حاسمة.”

 

بهذا التصريح، لا يكتفي مسهور بتوصيف المأزق، بل يطرح حلاً جذريًا يتمثل في القطع مع التجربة الراهنة، والانطلاق نحو تأسيس كيان تمثيلي جديد ينبثق من إرادة حضرمية وجنوبية صافية.

 

 

رأي صحيفة النقابي الجوبي:

 

 

إن طرح الكاتب هاني مسهور يُعبّر عن موقف نقدي مسؤول تجاه واقع سياسي مشلول، ويدق ناقوس الخطر إزاء استمرار اعتماد النخب التقليدية على أجسام ميتة وظيفيًا.

فمؤتمر حضرموت الجامع، الذي شُكّل يومًا ليكون لسان حال المحافظة، تحوّل إلى كيان رمزي عاجز عن استيعاب متغيرات الواقع ولا يلبي متطلبات المرحلة.

 

وبينما تسعى بعض القوى إلى إنقاذ هذا الكيان عبر إصلاحات داخلية، يبدو أن القوى الممسكة به من الداخل تقاوم التغيير وتستميت في الدفاع عن امتيازاتها، حتى ولو أدّى ذلك إلى إغلاق باب الأمل أمام الحضارم في تمثيل نزيه ومستقل.

زر الذهاب إلى الأعلى