اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.
أدب وثقافة

رد الكاتبة | بسمة نصر

 

كتبت/ بسمة نصر

 

 

من خلف الشاشة… كتبت لأتنفس.

 

لم أختر الكلمات، بل اختارتني.

خرجت من داخلي كما يخرج النفس من صدر مكتوم.

كتبت ليس لأنني قوية، بل لأنني كنت على وشك الانكسار.

كنت أحتاج أن أقول شيئا، أي شيء…

كي لا يبتلعني الصمت أكثر.

 

أنا امرأة من ملايين النساء،

عشت في دور لم أكتبه،

في قصة لم أُستشر حتى في عنوانها،

ومضيت، كأن الحياة فرض علي… لا اختيار.

 

لم أكتب لأستعطف،

ولا لأجعل من حزني مشهدا قابلا للمشاركة،

بل كتبت لأُنقذ شيئا صغيرا في داخلي… اسمه “أنا”.

 

النص الذي خرج، لم يكن نصا أدبيا بالمعنى التقليدي،

كان أقرب إلى محاولة نجاة.

صرخة مكتومة خرجت عبر لوحة المفاتيح،

رسالة مفتوحة لكل من مر، أو يمر، بما يشبه هذا الشعور.

 

وحين جاءني رد هذا القارئ،

بكل ما فيه من فهم وتقدير وعمق…

لم تسقط دمعة من عيني، بل من قلبي.

أخيرا، هناك من قرأ الألم لا كضعف، بل كحقيقة.

ومن التقط المعنى لا ليعقب، بل ليقول: “أنا أراك.”

 

أنا أكتب في فضاء مفتوح،

لكنني أعرف أن الكلمات الصادقة لا تحتاج ورقا،

يكفيها أن تصل… إلى قلب حي، وعين لا تحكم.

 

لست كاتبة تلوح بحزنها،

بل شاهدة تحاول أن تفتح ثغرة صغيرة في هذا الجدار،

ثغرة تمر منها امرأة أخرى،

ربما لا تكتب اليوم، لكنها تقرأ وتفهم… وتتنفس.

 

وإن كنت من الذين أنصتوا وسط الزحام،

فاعلم أنك أحد الأسباب التي تجعلني أواصل.

أنا أكتب…

لأني أحتاج أن أعيش.

 

بسمة نصر

من خلف الشاشة… إلى كل امرأة لا تزال تصمت.

زر الذهاب إلى الأعلى