يتسائل اديب الثمادي: فشل الحكومة المستدام.. هل هو تدريب أم تنافس؟

كتب/بشار الثمادي
عقد من الزمن مرَّ على المحافظات الجنوبية المحررة لم يحمل معه سوى تفاقم الأزمات وتردي الأوضاع وتعمق معاناة المواطنيين، فخلال هذه المدة أربع شخصيات تعاقبت على رئاسة الحكومة، لم ينجح أيًّ منهم في معالجة الأوضاع المأساوية التي أرهقت كاهل المواطنيين، لم ينجزوا شيء فأبسط مقومات الحياة الكريمة غائبة في المناطق المحررة، لا ماء، لا كهرباء لا صحة ولا تعليم منذ عشرة اعوام، الفشل هو الانجاز الوحيد الذي سلم رايته كل رئيس وزراء للذي يلية، وآخرهم بطلنا الحالي بن بريك الذي ماشي على نفس الخطى، محافظاً على راية عدم الإنجاز بكل اتقان.
السؤال الذي يحيرنا حقاً: ما هو المكون السري الذي يجعل كل رئيس وزراء يترأس الحكومة عدة سنوات ويخرج بنفس هذا الإنجاز “العظيم” المتمثل في تفاقم الأزمات، والمزيد من الفساد؟
هل يتلقون تدريبات وبرامج مكثفة على عدم الإنجاز؟
أم يمكن ان يكون هناك نادٍ سري لرؤساء الحكومات الشرعية يتنافسون فيه على لقب الأكثر فشلاً وفساداً؟ الصراحة أن الأمر لم يعد مضحكاً فحسب، بل أصبح مدعاة للتأمل في هذه الظاهرة الفريدة، فما يحدث اليوم في المناطق الجنوبية ليس مجرد سلسلة من الأخفاقات الحكومية، بل هو دورة مستمرة من خيبة الأمل واليأس لدى شعب يتوق لابسط حقوقه في الحياة الكريمة.
ترى هل سيأتي يوم نرى فيه مايكسر او من يكسر هذه السلسلة الطويلة من الفساد والفشل؟ أم أن القدر قد حكم علينا بالعيش بدائرة مفرغة من الفشل وعدم الإنجاز؟