رئيس اتحاد التعاونيات الزراعي الجنوبي في حوار صريح وشفاف بمناسبة اليوم العالمي للتعاونيات

النقابي الجنوبي /حوار/خاص
في أول سبت لشهر يوليو من كل عام يحتفل العالم باليوم العالمي للتعاونيات ، الذي يصادف هذا العام 5 يوليو 2025م ، بهذه المناسبة اجرت صحيفة النقابي الجنوبي الحوار مع المهندس/صالح مساعد الأمير رئيس اتحاد التعاونيات الزراعية الجنوبي والى التفاصيل
استهل الأمير حديثه عن هذه المناسبة بقوله:
تتأهب المجتمعات في أرجاء العالم لإحياء اليوم الدولي للتعاونيات يوم السبت 5 يوليو 2025م تحت شعارٍ : (التعاونيات تبني مستقبل أفضل للجميع) هذا الشعار يُبرز الأثر العالمي المستمر للتعاونيات، ويضعها كحلول أساسية للتحديات العالمية الراهنة ، ويُسلّط الضوء على مساهماتها في التنمية المستدامة في مختلف الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، مُبيّنًا كيف تُعدّ التعاونيات دافعًا رئيسيًا لتحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة بحلول عام 2030م .
كما يُؤكد الشعار على قدرة التعاونيات الفريدة على تعزيز النمو الشامل وتعزيز قدرة المجتمعات على الصمود.
وتلعب التعاونيات دوراً محورياً في بناء مستقبل أفضل للجميع في العالم ، وتعتبر التعاونيات نموذجاً اقتصادياً واجتماعياً فريداً يركز على التعاون والمشاركة والمسؤولية المشتركة، مما يساهم في تحقيق التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية.
وبهذه المناسبة نتحدث في ثلاثة محاور:
* المحور الاول تجربة بلادنا في العمل التعاوني الزراعي
* المحور الثاني تعزيز الوعي بأهمية التعاونيات الزراعية
* المحور الثالث الدور الحيوي الذي تلعبه التعاونيات في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
المحور الاول تجربة بلادنا في العمل التعاوني الزراعي
*العمل التعاوني التقليدي*
عرفت بلادنا أشكال عدة من الأعمال التعاونية التقليدية منذُ العصور القديمة مثل تعاون الرفد والعوانه والسقي والظهئ وغيرها من أنواع العمل التعاوني التقليدي الذي كانت تنظمة العادات والتقاليد الاجتماعية الريفية لتحقيق مصالحهم الاقتصادية والاجتماعية ومن خلال ذلك شُيدت الحضارات القديمة وانشئت السدود والحواجز المائية والمدرجات الزراعية الضخمة.
العمل التعاوني الحديث والمنظم
يعود تاريخ ضهور العمل التعاوني المنظم في بلادنا إلى منتصف القرن الماضي عندما إنشاء الاحتلال البريطاني في عدن إدارة التعاون والتسويق بعدن عام 1956م ثم أصدر قانون التعاون لمستعمرة عدن ومحمياتها عام 1957م الذي انشأت على أساسه عدداً من التعاونيات
ازدهار العمل التعاوني الزراعي الحديث المنظم
ازدهرت الحركة التعاونية الزراعية الحديثة والمنظمة في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي وشكل القطاع التعاوني قطاعاً إقتصاديا هاما لعب دور كبير في تطوير الاقتصاد الوطني ، الذي يعتمد عليه أكثر من 75% من السكان ويستوعب نحو 53% من إجمالي القوى العاملة في البلاد بالإضافة إلى كونه القطاع المنتج للغذاء والمواد الخام للعديد من الصناعات المحلية.
ويعتبر العمل التعاوني الرافد الأساسي للتنمية الزراعية لارتباطه المباشر بالمزارعين منتجي الغذاء في بلادنا الذي تمثل النساء والشباب نسبة كبيرة فيه
تاثير الصراعات على العمل التعاوني الزراعي:
تعرض القطاع التعاوني في بلادنا بسبب الحروب والصراعات المتعاقبة من بعد عام 1990م إلى النهب والسلب والتدمير لأصول وممتلكات العمل التعاوني وإقصاء الكوادر والقوى العاملة، واستمرت الصراعات حتى استيلاء جماعة الحوثي المصنفة إرهابية على صنعاء وبقية المحافظات عام 2014م ، الذي قضت على ماتبقى من مقومات العمل التعاوني.
إعادة دور العمل التعاوني الزراعي الجنوبي من العاصمة عدن
* برعاية الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ـ نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي ، بعد تحقيق المكتسبات العظيمة تحرير العاصمة عدن والمحافظات الجنوبية ، وبجهود تعاونية مشتركة تم اشهار اتحاد التعاونيات الزراعية الجنوبي في 2022م وترتيب وضعه في العاصمة عدن واستكمال الهيكل التنظيمي بتأسيس تسعة فروع في عموم المحافظات الجنوبية .
* يسعى الاتحاد بعناية معالي اللواء سالم عبدالله السقطري وزير الزراعة والري والثروة السمكية إلى تمكين وتعزيز دور التعاونيين والمزارعين في المشاركة الفاعلة في تحقيق التنمية من خلال التطبيق الأمثل للسياسات والبرامج المحددة للقطاع الزراعي وتسخير الموارد بشكل رشيد يضمن تجاوز التحديات وتنفيذ المشروعات والأنشطة الاقتصادية القادرة على النجاح والاستدامة
المحور الثاني تعزيز الوعي بأهمية التعاونيات الزراعية
يكتسب نشر الوعي التعاوني بأهمية التعاونيات الزراعية أهمية كبيرة من خلال المساهمة في إذكاء الوعي التعاوني بما تضطلع به التعاونيات من دور في صنع عالم أكثر توازنًا وإنصافًا من خلال:
توسيع دائرة الوعي العام:
* إبراز ما تؤديه التعاونيات من دور حاسم في بلوغ أهداف التنمية المستدامة.
تمتين أسس النمو والتطور:
* دعم البيئة الحاضنة لريادة الأعمال التعاونية وتيسير سبل تطورها المؤسسي.
الدعوة إلى بيئات تشريعية وسياسية داعمة:
* تعزيز إرساء أطر قانونية وتنظيمية مواتية لازدهار التعاونيات في كل أصقاع العالم.
بعث روح القيادة الهادفة:
* غرس مفاهيم القيادة ذات الغاية، واستقطاب الأجيال الشابة للانخراط في النسيج التعاوني العالمي.
* نشر الوعي بأهمية التعاونيات بوصفها رابطات ومؤسسات، يستطيع المواطنون من خلالها تحسين حياتهم فعلاً، فيما يساهمون في النهوض بمجتمعهم وأمتهم اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وسياسياً. وبات من المُسلَم به أنها واحدة من الأطراف المؤثرة المتميزة والرئيسية في الشؤون الوطنية والدولية.
* كما بات من المُسلَم به كذلك أن الحركة التعاونية تتسم بقدر كبير من الديمقراطية، وهي مستقلة محلياً ولكنها متكاملة دولياً، وهي شكل من أشكال تنظيم الرابطات والمؤسسات يعتمد المواطنون أنفسهم، من خلاله، على العون الذاتي وعلى مسؤوليتهم الذاتية في تحقيق غايات لا تشمل أهدافاً اقتصادية فحسب ولكن تشمل أيضا أهدافاً اجتماعية وبيئية، من قبيل القضاء على الفقر، وكفالة العمالة المنتجة وتشجيع الاندماج الاجتماعي.
* تتيح العضوية المفتوحة للتعاونيات إمكانية تكوين ثروة والقضاء على الفقر. وينتج ذلك عن المبدأ التعاون المتصل بالمشاركة الاقتصادية للأعضاء، حيث يسهم الأعضاء اسهاما متساويا ومنصفا وديمقراطيا في التحكم برأس مال التعاونية. ولإن التعاونيات ترتكز على المحور الإنساني وليس المحور المادي ، فإنها لا تعمد ولا تُسرع مسألة تكدس رأس المال، بل إنها تعمد إلى توزيع الثروة توزيعا أعدل.
* تعزز التعاونيات المساواة في خارج إطارها، حيث أنها قائمة على فكرة المجتمع ، فهي بالتالي ملتزمة بالتنمية المستدامة لمجتمعاتها في المجالات البيئية والاجتماعية والاقتصادية. ويثبت هذا الالتزام نفسه في دعم الأنشطة المجتمعية، وتوفير المصادر المحلية للإمدادات، مما يعود بالنفع على الاقتصاد المحلي.
* وعلى الرغم من تركيز التعاونيات على المجتمع المحلي، فإنها تتطلع كذلك إلى تعم منافع نموذجها الاقتصادي والاجتماعي جميع الناس في العالم
المحور الثالث الدور الحيوي الذي تلعبه التعاونيات في التنمية المستدامة.
يُبرز شعار هذا العام “التعاونيات تبني عالمًا أفضل” الأثر العالمي المستمر للتعاونيات، ويضعها كحلول أساسية للتحديات العالمية الراهنة. ويُسلّط الضوء على مساهماتها في التنمية المستدامة في مختلف الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، مُبيّنًا كيف تُعدّ التعاونيات دافعًا رئيسيًا لتحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة بحلول عام 2030م . كما يُؤكد الشعار على قدرة التعاونيات الفريدة على تعزيز النمو الشامل وتعزيز قدرة المجتمعات على الصمود.
وتلعب التعاونيات دوراً محورياً في بناء مستقبل أفضل للجميع في العالم ، وتعتبر التعاونيات نموذجاً اقتصادياً واجتماعياً فريداً يركز على التعاون والمشاركة والمسؤولية المشتركة، مما يساهم في تحقيق التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية.
وتساهم التعاونيات في تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال دعم المجتمعات المحلية، وتعزيز الاقتصاد الدائري، وحماية البيئة.
المساواة والعدالة الاجتماعية:
* توفر التعاونيات فرصاً متساوية للأعضاء، وتسهم في الحد من الفقر وعدم المساواة من خلال توفير فرص العمل والوصول إلى الموارد والخدمات.
* التضامن والتماسك الاجتماعي:
* تعزز التعاونيات قيم التضامن والتعاون بين الأعضاء والمجتمعات، مما يؤدي إلى بناء مجتمعات أكثر تماسكاً وشمولاً.
التمكين الاقتصادي:
* تتيح التعاونيات للأفراد فرصة المشاركة في ملكية وإدارة المشاريع، مما يمكنهم من تحسين أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية
الاستدامة البيئية:
* تعمل التعاونيات على تعزيز الممارسات البيئية المستدامة، وتشجع على استخدام الموارد بشكل مسؤول، مما يساهم في حماية البيئة للأجيال القادمة.
أمثلة على دور التعاونيات:
التعاونيات الزراعية:
* تقدم التسهيلات اللازمة للمزارعين ومساعدتهم على تحسين إنتاجهم وايجاد قنوات تسويقية لتسويق منتجاتهم، مما يزيد من دخلهم ويساهم في تحقيق الأمن الغذائي.
التعاونيات متعددة الأغراض:
* توفر مدخلات الإنتاج وتقدم خدمات متنوعة ذات جودة عالية وبأسعار معقولة ، وتسهم في تعزيز الاقتصاد المحلي.
* توفر فرص عمل كريمة للعاملين، وتحمي حقوقهم وتضمن ظروف عمل آمنة وصحية.
التعاونيات السكنية:
* توفر خيارات سكنية بأسعار معقولة للمواطنين، وتسهم في تحقيق الاستقرار الاجتماعي.
(باختصار ، التعاونيات ليست مجرد نموذج اقتصادي، بل هي حركة اجتماعية تهدف إلى بناء مجتمعات أكثر عدلاً واستدامة، مما يجعلها جزءًا أساسياً من مستقبل أفضل للجميع)