اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

“إيران” الملاذ الروحي الأخير لجماعة اخوانية فقدت بوصلتها السياسية.. لحظة سقوط مدوٍّ لخطاب إعلامي يعيش في فقاعة طائفية! 

 

في واحدة من أكثر اللحظات عبثية في المشهد الإعلامي العربي، كشف خطاب إعلامي محسوب على جماعة الإخوان المسلمين- المصنفة ارهابيا- عن تناقض فجّ، أثار موجة سخرية وغضب في آنٍ واحد، بعدما ظهر أحد رموز هذا التيار وهو يدافع عن النظام الإيراني، ويهاجم بعنف كل من ينتقد طهران، واصفًا خصومها بأنهم “منافقون فاقدو الثوابت والقيم الدينية”، قبل أن يتحوّل فجأة إلى مناشدة السماء لحماية قطر من قصف إيراني استهدف قاعدة “العديد” الأمريكية هناك!

 

وفي البداية، كانت الكلمات نارية دفاعًا عن إيران، وكأنها الملاذ الروحي الأخير لجماعة فقدت بوصلتها السياسية، فالنظام الإيراني عندهم “لا يجوز المساس به”، والهجوم عليه يُعد خيانة وخروجًا عن القيم الإسلامية.

 

لكن بعد دقائق فقط، انقلب المشهد رأسًا على عقب، إذ صدرت تغريدة أخرى من نفس المصدر، تدعو بحُرقة إلى “اللهم احفظ قطر”، إثر القصف الإيراني الذي طال واحدة من أكبر القواعد الأمريكية في الخليج، وهو ما عدّه ناشطون لحظة سقوط مدوٍّ لخطابٍ إعلامي يعيش في فقاعة الانتماء الطائفي، لا الواقعية ولا المصلحة العربية.

 

وهذا الانكشاف المروع ليس مجرد زلة لسان أو تغريدة متسرعة، بل يعكس بنية مضطربة في الذهنية الإعلامية الإخوانية، التي تسير وفق أجندة متشابكة تتقاطع فيها المصالح الإيرانية مع مشاريع الفوضى، دون أي اعتبار لوحدة العرب أو أمنهم الجماعي.

 

فكيف يُعقل أن يمتدحوا مَن يطلق الصواريخ، ثم يصرخوا مستغيثين عندما تصل نيرانها إلى “الدوحة”؟! وأين المبدأ حين يتحوّل العدو إلى حليف، ثم يعود إلى صفوف الأعداء حسب موقع الهدف الجغرافي؟

 

والإجابة المؤسفة: لا مبدأ هناك.. فقط حسابات طائفية بحتة، وولاءٌ أعمى لمشروع فارسي لا يعترف بالعرب لا كحلفاء ولا كخصوم، بل كأدوات مؤقتة في رقعة شطرنج مذهبية.

زر الذهاب إلى الأعلى