اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.
اخبار وتقارير

الرايات البيضاء.. أكمام سلام تخفي أذرع الحوثي

النقابي الجنوبي / بقلم: المحرر السياسي

 

لم يكن منشور الصحفي فتحي بن لزرق عن “مبادرة الرايات البيضاء” مجرد إشادة بمبادرة مدنية، بل كان أقرب إلى بيان تمهيدي لفتح ثغرة استراتيجية خطرة، تتجاوز حدود “فتح طريق”، إلى حدود فتح بوابة عبور آمن للحوثي إلى خاصرة الجنوب.

 

من يطالب بفتح عقبة ثرة اليوم، متجاهلًا أن مكيراس لم تتحرر بعد من قبضة الحوثي، إما أنه يجهل طبيعة الميدان، أو أنه يُمرر أجندة مغلفة بالسلام.

 

بن لزرق استخدم خطابًا ناعمًا مفعمًا بالمجاملات، موجهًا الشكر لمن لا نعرف هويتهم ولا مرجعيتهم، بل ولم يُسمع لهم موقفٌ ضد الحوثي يومًا، وهذا بحد ذاته يدعو للتساؤل:

من يقف خلف “الرايات البيضاء”؟ ولماذا لا نسمع لهم صوتًا إلا حين يتعلق الأمر بطرق تؤدي للجنوب؟

 

الراية البيضاء قد تكون في ظاهرها دعوة للسلام، لكنها في توقيت خاطئ ومكان مشبوه، تتحول إلى تواطؤ ناعم مع العدو، خصوصًا وأن الجبهة هناك لا تزال مشتعلة بمناوشات، تؤكد أن العدو لم يغادر، بل يتربص.

 

ليس المطلوب أن نشكّك في كل دعوة للسلام، بل أن نحاكمها بشروط الواقع والميدان.

فالسلام لا يبدأ من تسهيل اختراق الجغرافيا، بل من كسر احتلالها.

 

ومع كامل التقدير للعواطف والمجاملات، فإن واجب القلم الوطني أن يصرخ حين تتحول الطرق إلى فِخاخ، والرايات البيضاء إلى ستار مموّه للراية الخضراء.

زر الذهاب إلى الأعلى