ستين مليون دولار من أموال الشعب… مقابل شهادة تقديرية؟

جلال باشافعي
في واحدة من أغرب وأسوأء قصص الفساد التي مرت على شعبنا الصابر، قام احد مدراء البنوك في العاصمة الجنوبية عدن بتحويل مبلغ ستين مليون دولار أمريكي من أموال البنك، أي من أموال الشعب، إلى حساب في أحد البنوك اللبنانية.
دولة لبنان، الدولة المنهارة اقتصاديًا، والمصنفة كواحدة من أخطر البيئات المصرفية في العالم حاليًا… هل يعقل أن يتم تحويل هذا المبلغ الهائل إلى هناك؟ وعلى أي أساس؟ ومن سمح بذلك؟
بعد شهر فقط من التحويل… تم تفجير البنك في لبنان، وضاعت الفلوس،والصدمة الأكبر: بدلاً من محاسبة المسؤولين، وبدلاً من فتح تحقيق عاجل وشفاف..
أصدروا له شهادة تقديرية
نعم، شهادة تقديرية مقابل ضياع ستين مليون دولار من أموال الشعب
فليجبنا المدير والذي على راسه بطحة
من الذي وجّه بتحويل هذا المبلغ الضخم،ولماذا لم يتم اطلاع الرأي العام على تفاصيل هذه الكارثة؟
أين وثائق التحويل؟ من وقع؟ ومن استلم..لماذا تم اختيار دولة عربية بالذات، وهي في حالة انهيار مصرفي واقتصادي؟
هل كان الهدف فعلاً استثمارًا أم كان هناك أمرا آخرا خلف الستار..
ألم يكن هذا المبلغ كافيًا لإصلاح شبكة الكهرباء في عدن بالكامل
أليس من حق كل مواطن جنوبي أن يعرف الحقيقة
كل من حاول فتح فمه أو كشف هذا الملف… تم قمعه، وتم الزج به في السجون، كما فعل المدير مع بعض الموظفين الشرفاء الذين رفضوا السكوت
هذا فساد معلن، وسرقة واضحة لأموال الشعب، وتستر مخز من كل الجهات المعنية
نحن في الجنوب لسنا عبيدًا، ولسنا قطيعًا يُساق بالصمت
نطالب:
بتحقيق عاجل وشفاف في هذه الجريمة الماليةبإقالة ومحاكمة المدير الفاسد
نحن هنا نلمح ومن ثم سنكشف تفاصيل التحويل بالكامل
بمحاسبة كل من شارك في التوقيع أو التغطية أو الصمت
كفى عبثًا، كفى نهبًا، كفى استهتارًا بالشعب
جلال باشافعي
صوت الشعب الجنوبي