زيلينسكي يقترح وقف إطلاق النار مؤقتًا تمهيدًا للقاء بوتين

النقابي الجنوبي / خاص
في تطور لافت قد يُمهّد لمرحلة جديدة من مساعي التهدئة، اقترح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، يوم الأربعاء، وقفًا مؤقتًا لإطلاق النار مع روسيا، ريثما تُعقد قمة تجمعه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في محاولة لإعادة إحياء مسار السلام المتعثر منذ سنوات.
وفي إفادة صحفية أدلى بها من العاصمة الأوكرانية كييف، قال زيلينسكي: “اقتراحي، الذي أعتقد أن شركاءنا سيدعمونه، هو أن نطرح على الروس وقف إطلاق النار إلى أن يجتمع الزعيمان”، في إشارة إلى الدول الغربية والوسطاء الإقليميين الذين يضطلعون بدور في الملف الأوكراني.
ويأتي هذا الاقتراح بعد أيام قليلة من جولة محادثات جديدة جرت في الثاني من يونيو/حزيران الجاري بين وفدين من موسكو وكييف في مدينة إسطنبول التركية، لكنها لم تُحرز تقدمًا ملموسًا على صعيد إنهاء الحرب التي تدخل عامها الرابع، واكتفت بتبادل مقترحات عامة وخطة أولية لإطلاق دفعة كبيرة من أسرى الحرب بين الطرفين.
وأكد زيلينسكي أن عملية تبادل الأسرى ستتم خلال الأسبوع الجاري، في خطوة اعتبرها مراقبون بارقة أمل قد تُبنى عليها إجراءات ثقة متبادلة مستقبلاً.
ويعكس هذا المقترح تغيرًا نسبيًا في لهجة كييف، التي لطالما اشترطت انسحاب القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية كمدخل أساسي لأي حوار مباشر مع الكرملين، لكنه أيضًا يأتي في ظل ضغوط عسكرية متصاعدة على جبهات القتال، ودعوات دولية متزايدة لوقف الحرب التي خلفت دمارًا واسعًا وتسببت بأزمة إنسانية طاحنة في المنطقة.
حتى الآن، لم يصدر أي رد رسمي من الجانب الروسي بشأن مبادرة وقف إطلاق النار أو إمكانية عقد لقاء مباشر بين بوتين وزيلينسكي. ومن غير المتوقع، بحسب محللين، أن تقبل موسكو بسهولة بهذا المقترح دون ضمانات استراتيجية أو تنازلات سياسية، خصوصًا مع اقتراب موسم الانتخابات في أوكرانيا وازدياد التحركات الدولية حول ملف الحرب.
ومع أن فرص نجاح مبادرة زيلينسكي لا تزال غير واضحة، إلا أن توقيتها وظروفها تفتح الباب أمام مقاربات جديدة في إدارة الصراع، وربما تضع القوى الكبرى أمام مسؤولية الضغط نحو تسوية تُنهي نزيف الحرب وتعيد بعض الاستقرار للمنطقة.