قطار يخرج عن مساره بعد تفجير جسر في بريانسك الروسية

أعلنت السلطات الروسية، الأحد 1 يونيو 2025، مقتل سبعة أشخاص على الأقل وإصابة أكثر من ثلاثين آخرين، بينهم طفلان، أحدهما في حالة حرجة، جراء خروج قطار عن مساره عقب انهيار جسر طرق فوقه في منطقة بريانسك، المحاذية للحدود الأوكرانية، في حادث تؤكد السلطات أنه نجم عن “تفجير متعمد”.
وأفادت هيئة السكك الحديدية الروسية في بيان عبر تطبيق “تليجرام” أن القاطرة وعدداً من عربات القطار خرجت عن السكة “بسبب انهيار جزء من جسر الطريق نتيجة تدخل غير قانوني في سير النقل”، في إشارة ضمنية إلى فرضية العمل التخريبي، وهي الفرضية التي أكّدتها لاحقاً سلطات المنطقة.
تفجير لحظة عبور القطار
ألكسندر بوجوماز، القائم بأعمال حاكم منطقة بريانسك، أوضح في تصريح لوكالة “إنترفاكس” الروسية أن الحادث نجم عن انفجار لحظة عبور القطار المتجه من كليموفو إلى موسكو، وكان على متنه 388 راكبًا. وأضاف: “تم تفجير الجسر أثناء مرور القطار”، لافتًا إلى أن التحقيقات جارية لمعرفة الجهة المسؤولة عن العملية.
وبحسب المصادر، كان سائق القطار من بين القتلى، بينما نقل المصابون إلى مستشفيات المنطقة، وسط استنفار واسع لأجهزة الطوارئ. وأكدت وزارة الطوارئ الروسية أن أكثر من 180 عنصرًا من فرق الإنقاذ والإطفاء يشاركون في عمليات البحث عن ضحايا محتملين وإنقاذ المحاصرين بين الحطام.
خلفيات أمنية وتكهنات
قناة “بازا” المقربة من أجهزة الأمن الروسية كانت أول من نقل فرضية “التفجير المتعمد”، مشيرة إلى معلومات أولية دون تقديم أدلة قاطعة. فيما نقلت وكالات الأنباء الروسية أن الأجهزة الأمنية بدأت تحقيقات موسعة، وسط تكتم رسمي على تفاصيل تقنية حول طبيعة الانفجار أو الوسائل المستخدمة فيه.
يأتي الحادث في ظل تصاعد الهجمات التي تتعرض لها مناطق بريانسك وكورسك وبيلجورود الروسية، الواقعة على الحدود الأوكرانية، منذ بدء الحرب قبل ثلاث سنوات. وتشمل هذه الهجمات قصفًا مدفعيًا وطائرات مسيّرة، تقول موسكو إن كييف تقف وراءها، في حين لم تتبنّ أوكرانيا رسميًا أي من هذه العمليات.
ترامب يدعو لتسوية
سياسيًا، علّق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الحادث في سياق دعوته إلى “انتهاز الفرصة لعقد تسوية تُنهي الحرب المستمرة”، مشيرًا إلى دعمه لانعقاد جولة جديدة من المحادثات المباشرة بين موسكو وكييف.
وأكد ترامب في بيان مقتضب أن “الوقت مناسب لوضع حد لإراقة الدماء”، داعيًا الطرفين إلى الاجتماع حول طاولة المفاوضات. وأعلنت موسكو أنها اقترحت عقد جولة جديدة من المحادثات، الاثنين، في مدينة إسطنبول التركية، إلا أن كييف لم تُعلن حتى الآن موافقتها، مكتفية بالقول إنها “تنتظر الاطلاع على تفاصيل المقترحات الروسية”.
تصعيد أم فرصة دبلوماسية؟
فيما ترى موسكو في المقترح فرصة لاستئناف التفاوض من نقطة متقدمة، تبدي أوساط دبلوماسية غربية تشككًا في إمكانية تحقيق تقدم ملموس ما لم تُطرح ضمانات جديدة بشأن وقف الهجمات عبر الحدود، خصوصًا بعد حادث بريانسك، الذي قد يعزز موقف المتشددين في الداخل الروسي.
وبينما تستمر التحقيقات حول ملابسات التفجير، تتزايد التساؤلات حول ما إذا كان هذا الحادث مقدمة لتصعيد ميداني جديد، أم لحظة مفصلية تدفع الأطراف الدولية نحو تفعيل مسار السلام.