اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

واشنطن تعرض مقترحاً نووياً جديداً على طهران عبر وساطة عمانية

 

كشفت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، عن إرسال مبعوث الإدارة الأمريكية، ستيف ويتكوف، مقترحاً “مفصلاً ومقبولاً” إلى الجانب الإيراني، في محاولة جديدة للتوصل إلى اتفاق نووي شامل، بعد تعثر المفاوضات خلال السنوات الماضية.

 

وأورد موقع أكسيوس الأمريكي، في تقرير نشره الأحد 1 يونيو 2025، أن المقترح الأمريكي يتضمن مبادرة طموحة تقضي بإنشاء اتحاد إقليمي لتخصيب اليورانيوم، مخصص حصراً للأغراض السلمية، تحت إشراف أمريكي مباشر ورقابة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ووفقاً للتقرير، فإن الولايات المتحدة وافقت مبدئياً على الفكرة، لكنها تصرّ على أن تُنشأ المنشأة خارج الأراضي الإيرانية، وهو ما لا يزال محلّ نقاش بين الأطراف المعنية.

 

المبادرة، بحسب ما نقل الموقع، تعود إلى سلطنة عمان التي قامت ببلورة المقترح بالتشاور مع واشنطن، وقدّمت تصوراً لإنشاء هذا الاتحاد الإقليمي كحل وسط يُنهي مخاوف الانتشار النووي ويضمن الحقوق السلمية للدول الأطراف. وتُعد مسألة “الموقع الجغرافي” للمنشأة الجديدة واحدة من أبرز النقاط العالقة، إذ تسعى الولايات المتحدة إلى تفادي أي رمزية قد تُقرأ كاعتراف عملي بمشروعية تخصيب اليورانيوم داخل إيران.

 

وفي سياق متصل، أُثيرت فكرة بديلة تنص على اعتراف واشنطن بحق طهران في التخصيب، مقابل تعليق إيران لجميع أنشطة التخصيب إلى حين التوصل إلى اتفاق نهائي، ما يشكل توازناً دقيقاً بين المطالب الإيرانية والمخاوف الغربية.

 

ويأتي هذا التحرك بعد الجولة الخامسة من المفاوضات غير الرسمية بين الطرفين في العاصمة الإيطالية روما، والتي تخللها عرض شفهي أولي قدّمه ويتكوف خلال الجولة الرابعة، ثم عرض مفصل وشامل في الجولة الأخيرة. وبحسب أكسيوس، فقد طلب الجانب الإيراني توضيحات مكتوبة حول العرض الأمريكي، ما دفع سلطنة عمان إلى التدخل مجدداً كوسيط.

 

وفي هذا الإطار، قام وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي بتسليم المقترحات الجديدة من مبعوث البيت الأبيض إلى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، خلال زيارة رسمية أجراها إلى طهران يوم السبت الماضي. وتُظهر هذه الخطوة استمرار اعتماد واشنطن على الوساطة العُمانية، التي سبق أن لعبت دوراً حاسماً في مفاوضات الاتفاق النووي لعام 2015.

 

وحتى اللحظة، لا تزال ردود الفعل الرسمية الإيرانية على المقترح غير معلنة، إلا أن مصادر مقربة من دوائر التفاوض تشير إلى “فتور” في الموقف الإيراني حيال فكرة إنشاء المنشأة خارج حدودها، مقابل ترحيب مبدئي بفكرة الاتحاد الإقليمي من حيث المبدأ.

 

التحرك الأمريكي الأخير يُفسر في سياق جهود إدارة بايدن لإعادة إحياء المسار الدبلوماسي مع طهران، مع الأخذ في الاعتبار التحولات الإقليمية والدولية، وسعي واشنطن إلى كبح جماح أي تصعيد محتمل في منطقة الشرق الأوسط، خاصة في ظل الانشغال الأمريكي بملفات استراتيجية أخرى في شرق أوروبا والبحر الأصفر.

زر الذهاب إلى الأعلى