نسبة قياسية في التصويت المبكر بكوريا الجنوبية لانتخابات رئاسية حاسمة

 

بدأ الناخبون في كوريا الجنوبية، اليوم الخميس 29 مايو 2025، الإدلاء بأصواتهم في مرحلة التصويت المبكر للانتخابات الرئاسية، وسط أجواء مشحونة بالترقب السياسي، بعد أشهر من عزل الرئيس السابق يون سيوك يول في سابقة دستورية تاريخية.

 

وأعلنت اللجنة الوطنية للانتخابات أن نسبة المشاركة في التصويت المبكر بلغت حتى الساعة الواحدة ظهرًا 10.51%، أي ما يعادل 4,666,252 ناخبًا من أصل 44,391,871 ناخبًا مؤهلًا، وهو ما يمثل أعلى نسبة تسجل عند هذا التوقيت منذ اعتماد نظام التصويت المبكر في البلاد.

 

وتعكس هذه النسبة زيادة ملحوظة مقارنة بالانتخابات السابقة، حيث تجاوزت معدل اليوم الأول من التصويت المبكر في الانتخابات الرئاسية لعام 2022 بـ1.76 نقطة مئوية، كما فاقت ما تحقق في الانتخابات العامة لعام 2024 بـ2.51 نقطة مئوية، ما يشير إلى حيوية سياسية غير مسبوقة لدى الناخب الكوري الجنوبي.

 

تفاوت جغرافي في نسب الإقبال

وسجل إقليم جنوب جولا أعلى نسبة مشاركة بلغت 20.23%، يليه شمال جولا بنسبة 18.55%، فيما جاءت مدينة دايجو في أدنى ترتيب بنسبة 7.04%. أما في العاصمة سيئول، فبلغت نسبة المشاركة 10.06%، وفي إقليم غيونغغي 9.65%، و9.76% في مدينة إنتشون، ما يعكس تفاوتًا نسبيًا في الحماس الانتخابي بين المناطق.

 

تنظيم وإجراءات مرنة

تُجرى عمليات التصويت المبكر على مدار يومين، الخميس والجمعة، من الساعة السادسة صباحًا وحتى السادسة مساءً. ويُسمح للناخبين بالتصويت في أي مركز اقتراع دون الحاجة إلى التسجيل المسبق، بشرط إبراز بطاقة تعريف رسمية تحمل صورة شخصية مثل البطاقة الوطنية أو رخصة القيادة أو جواز السفر.

 

معركة انتخابية بستة مرشحين

ويتنافس في السباق الرئاسي ستة مرشحين، أبرزهم “لي جيه ميونج”، مرشح الحزب الديمقراطي، الذي أدلى بصوته صباح اليوم في العاصمة سيئول، و”كيم مون سو” مرشح حزب سلطة الشعب، الذي صوت في مدينة إنتشون تزامنًا مع فعاليات حملته الانتخابية.

 

ويُنتظر أن تجري الانتخابات الرئاسية الرسمية يوم الاثنين 3 يونيو 2025، وسط متابعة حثيثة محليًا ودوليًا، بالنظر إلى تداعيات الفترة السابقة، التي شهدت عزل الرئيس يون سيوك يول في ديسمبر الماضي، إثر إعلانه الأحكام العرفية في خطوة فجرت أزمة دستورية كادت أن تهدد استقرار النظام السياسي في البلاد.

 

ولاية رئاسية مباشرة بعد النتائج

ومن المقرر أن يتسلم الفائز بمنصب الرئيس الجديد سلطاته مباشرة عقب إعلان النتائج، في ولاية رئاسية تستمر خمس سنوات.

ويُنظر إلى هذه الدورة الانتخابية باعتبارها نقطة تحول رئيسية في الحياة السياسية الكورية، مع تصاعد الأصوات المطالبة بالإصلاح الدستوري، وضمان استقرار النظام الديمقراطي، بعد واحدة من أعقد الأزمات في تاريخ الجمهورية الخامسة للبلاد.