عودة جندي سوفيتي بعد 40 عاماً من الغياب في أفغانستان

النقابي الجنوبي/خاص
بعد أربعة عقود قضاها في الأراضي الأفغانية، عاد الجندي السوفيتي السابق سيرغي كراسنوبيوروف إلى روسيا في لحظة إنسانية مؤثرة للقاء أقاربه، الذين لم يرهم منذ ثمانينات القرن الماضي، وتحديدًا منذ عام 1985 حين انقطعت أخباره إثر مشاركته في الحرب السوفيتية بأفغانستان.
وكان كراسنوبيوروف، الذي يبلغ من العمر اليوم 60 عامًا، قد غادر وحدته العسكرية بشكل مفاجئ في ذلك العام، عقب مشاجرة مع بعض زملائه في الخدمة، ليقع بعدها في الأسر لدى مقاتلين أفغان. ومنذ ذلك الحين، اختفى اسمه من السجلات العسكرية، واعتُبر في عداد المفقودين.
لكن حياة سيرغي لم تتوقف هناك، بل بدأت من جديد في بلاد لم تكن يومًا موطنه. فبعد سنوات من الأسر، اختار البقاء في أفغانستان، حيث تزوج من فتاة محلية وأنشأ أسرة مكوّنة من ستة أبناء، عاش معهم حياة بعيدة عن ماضيه العسكري.
وتأتي عودته إلى روسيا في وقت لا تزال فيه تداعيات الحرب السوفيتية في أفغانستان تلقي بظلالها على كثير من العائلات التي فقدت أبناءها أو لم تتلقَّ إجابات حول مصيرهم. وبعودة سيرغي، تُعاد فتح صفحة مؤلمة من التاريخ، لكنها أيضًا تمنح الأمل بإمكانية التئام الجراح ولو بعد عقود.
وتفاعل كثيرون على وسائل التواصل الاجتماعي مع قصة سيرغي، واعتبروها رمزًا لمعاناة الجنود المنسيين في النزاعات الدولية، كما أثنوا على قراره بالعودة رغم العقود التي فصلته عن موطنه الأول.
وتبقى قصته شاهدة على تقلبات الزمن، وعلى مصائر أناس دفعتهم الحروب إلى خيارات لم تخطر ببالهم، لتعيدهم الحياة في النهاية إلى نقطة البدء، محمّلين بتجارب لا تُنسى وحنينٍ لا يموت.