اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

اتصالات أمريكية صينية رفيعة تؤكد التهدئة وتكشف عمق الخلافات

النقابي الجنوبي/خاص

في تطور يؤكد استمرار قنوات الاتصال بين القوتين العظميين، أجرت الصين والولايات المتحدة مكالمة هاتفية رفيعة المستوى بين نائب وزير الخارجية الأمريكي كريستوفر لاندو ونظيره الصيني ما تشاوشو، ضمن جهود الطرفين للحفاظ على التواصل الدبلوماسي النشط بعد الهدنة التجارية الأخيرة.

وبحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية، تناولت المكالمة – التي نقلت تفاصيلها وكالة “بلومبرج” الجمعة 23 مايو 2025 – طيفًا واسعًا من القضايا ذات الاهتمام المشترك. وقد شدد الطرفان على أهمية العلاقة الثنائية، ليس فقط بالنسبة للبلدين، بل أيضًا لاستقرار النظام العالمي، مؤكدين على ضرورة إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة في ظل التحديات المتزايدة.

تواصل مستمر رغم الخلافات
المكالمة الأخيرة تأتي في سياق سلسلة من اللقاءات والاتصالات الدبلوماسية المكثفة بين مسؤولي البلدين، ما يعكس رغبة مشتركة في تقليل التوترات، وإن كانت الخلافات البنيوية لا تزال حاضرة، خصوصًا في ملفات التكنولوجيا والقيود التجارية.

ورغم هذا الزخم، يتواصل الجمود في عدد من الملفات الحساسة، أبرزها القيود الأمريكية المفروضة على وصول الصين إلى الرقائق المتقدمة، والتي تُستخدم في تشغيل تطبيقات الذكاء الاصطناعي. وهو ما تعتبره بكين تهديدًا مباشرًا لتطورها التكنولوجي.

تحركات على أكثر من جبهة
لم تقتصر التحركات الدبلوماسية على الخط السياسي، إذ شهد الأسبوع الجاري لقاءات متعددة على المستويين الاقتصادي والمالي. فقد اجتمع نائب وزير الخارجية الصيني ما تشاوشو بالسفير الأمريكي الجديد لدى بكين، ديفيد بيرديو، في لقاء عبّر فيه الجانب الصيني عن أمله في تعزيز أوجه التعاون الثنائي.

وفي تطور اقتصادي لافت، التقى محافظ بنك الشعب الصيني بان غونغشنغ مع وزير الخزانة الأمريكي الأسبق تيموثي جايتنر، فيما أجرى نائب رئيس الوزراء الصيني، خه ليفنغ، محادثات مع جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لمصرف “جي بي مورغان تشيس”، في العاصمة بكين، الخميس الماضي.

وفي موازاة ذلك، أكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي، خلال لقاء مع كيونغ-وا كانغ، الرئيسة التنفيذية لجمعية آسيا، أن البلدين “بحاجة إلى إيجاد الطريقة الصحيحة للتعايش”، داعيًا إلى تعزيز التفاعل الإيجابي بدءًا من منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

ملف الرقائق يظل حجر عثرة
ومع أن هذه اللقاءات تشير إلى رغبة متبادلة في تجنب التصعيد، إلا أن ملف أشباه الموصلات ما يزال أحد أبرز مصادر التوتر. فقد أعلنت وزارة التجارة الصينية أنها قد تلجأ إلى إجراءات قانونية بحق أي جهة تلتزم بالقيود الأمريكية المفروضة على شركة “هواوي تكنولوجيز”، في مؤشر جديد على هشاشة التهدئة التجارية بين البلدين.

زر الذهاب إلى الأعلى