النقابي الجنوبي: اعلان كاك بنك
مقالات الراي الجنوبي

المنظمات.. هل هي دعم حقيقي أم سبب في هلاك الأمة؟

كتب/ جلال باشافعي

في السنوات الأخيرة، انتشرت المنظمات في أوطاننا بشكل لافت، تحمل شعارات براقة عن التنمية والدعم والمساعدة، لكنها في كثير من الأحيان لا تقدم سوى حلولٍ مؤقتة لا تُسمن ولا تغني من جوع، بل تترك آثارًا مدمرة على المجتمع والاقتصاد الوطني.

الهدف الظاهري لهذه المنظمات هو دعم المواطن، لكنها في الواقع تخلق حالة من الاعتماد السلبي على المساعدات، مما يؤدي إلى تراجع الإنتاج المحلي وتعطيل عجلة التنمية الحقيقية. فالمواطن الذي كان يكافح لكسب قوته بعرق جبينه، يجد نفسه أمام إغراء المساعدات السهلة، فيترك عمله ويعتمد على ما تقدمه المنظمات لفترة محدودة، وعندما تتوقف هذه المساعدات، يجد نفسه بلا مصدر رزق، فيدخل في دوامة من الفقر والبطالة.

المزارعون أكبر الضحايا!
من أكثر الفئات تضررًا من هذه الظاهرة هم المزارعون، الذين تركوا أراضيهم وأهملوا زراعتهم بسبب الاعتماد على ما تقدمه المنظمات من معونات غذائية مؤقتة. والنتيجة؟ أراضٍ بور لم تعد صالحة للزراعة، ومزارعون بلا عمل، وبلد أصبح أكثر اعتمادًا على الاستيراد، مما يُضعف اقتصاده ويجعله رهينة للخارج.

الحل.. في الاعتماد على الذات
لا يمكن لأي أمة أن تنهض بالاعتماد على المساعدات الخارجية، بل يجب أن يكون الحل في دعم المشاريع المحلية، وتشجيع الإنتاج الزراعي والصناعي، وتوفير بيئة تمكن المواطن من الاعتماد على نفسه. التنمية الحقيقية لا تأتي من الخارج، بل تُبنى بسواعد أبناء الوطن، بالعمل الجاد والتخطيط السليم.

الخلاصة
المنظمات قد تُغيث الناس لفترة قصيرة، لكنها لا تقدم حلولًا مستدامة، بل تخلق مجتمعًا اتكاليًا يفقد قدرته على الإنتاج والعمل. وإذا استمر الوضع على هذا النحو، فإننا سنجد أنفسنا أمام كارثة اقتصادية واجتماعية لا تحمد عقباها. لذا، حان الوقت لإعادة التفكير في دور هذه المنظمات، والعمل على بناء مجتمع يعتمد على ذاته، لا على مساعدات مؤقتة سرعان ما تزول!

جلال باشافعي
ناشط نقابي وسياسي جنوبي

زر الذهاب إلى الأعلى