المستشار. فضل الحريري يكتب: الصدق والأمانة… قيم نبيلة في زمن التحديات

كنب/ المستشار. فضل علي ناشر الحريري
في عالم سريع التغير، حيث تتقاطع المصالح وتتنافس الأفكار، تظل قيم الصدق والأمانة منارة تضيء لنا الطريق. إنها ليست مجرد كلمات نرددها، بل هي مبادئ تجسد الأخلاق التي تربينا عليها، ووسائل تساعدنا على بناء علاقات صحية ومستدامة.
عندما نتحدث عن الصدق، نتحدث عن روح الشفافية التي تتجاوز الكلمات. فالصدق يعني أن نتحدث بما نشعر به حقًا ونظهر أنفسنا كما نحن، دون أقنعة أو تزيين. إنه يعكس نزاهتنا في التعامل مع الآخرين، ويدفعنا إلى اتخاذ قرارات مبنية على الأمانة والحق. في المقابل، الخداع والطعن من الخلف هما أسلوبان يزهقان الروح الأخلاقية للمجتمع ويشوهان الثقة، وهو ما يجعلنا نتساءل: إلى أين سيقود هذا السلوك في النهاية؟
أما الأمانة، فهي تعني تحمل المسؤولية والوفاء بالعهود. إنها القيمة التي تدفعنا إلى احترام وعودنا، سواء كانت واضحة أو ضمنية، سواء كانت مع أشخاص مقربين أو مع الغرباء. وفي زمن يصعب فيه الوثوق بالآخرين، تصبح الأمانة جسرًا يربط بين القلوب ويعزز العلاقات الاجتماعية.
الكثيرون يجدون أنفسهم في صراع بين التمسك بالقيم أو الانغماس في سلوكيات لا تتماشى مع مبادئهم. فقد نرى أن بعض الأفراد قد يُفضلون استخدام الحيل والمناورات لتحقيق أهدافهم على حساب الآخرين. لكن في صميم قلوبنا، نعلم أن النجاح الحقيقي لا يتحقق عبر الخداع، بل بالعمل الجاد والوفاء بالقيم.
نحن، الذين تربينا في كنف هذه القيم، نواجه تحديات حديثة تتطلب منا أن نكون أقوياء في تمسكنا بمبادئنا. صحيح أننا قد لا نكون محبوبين دائمًا من الجميع، ولكن إرضاء الله ورضا من تربينا على أيديهم هما الأولوية. لقد تعهدنا بأن نظل مخلصين لعهدنا، وأن نعكس القيم النبيلة التي غُرست فينا على مر السنين.
في النهاية، لن تغيّرنا الأيام أو الأوهام. سنواصل السير على الطريق الذي حددناه لأنفسنا، مع علمنا بأن ما كتبه الله لنا، هو ما يجب أن نستقبله بصدر رحب. الصدق والأمانة ليسا مجرد قيم، بل هما أسلوب حياة يستحق أن نكافح من أجلهما، لنصبح مثلاً أعلى لمن حولنا ولنترك أثرًا إيجابيًا في عالمنا
المستشار. فضل علي ناشر الحريري