النقابي الجنوبي: اعلان كاك بنك
مقالات الراي الجنوبي

إلى الشماليين: متى ستكسرون قيود الذل؟!

 

كتب/ جلال باشافعي 

منذ سنوات طويلة، والجنوب يقاتل بكل ما أوتي من قوة، يضحي بدماء أبنائه، ينزف جراحًا لا تُعد، ويدفن شهداءه الواحد تلو الآخر. لم ينتظر الجنوبيون أحدًا ليحررهم، ولم يطلبوا من غيرهم أن يقاتلوا نيابة عنهم. وقف رجال الجنوب في الصفوف الأمامية، خاضوا حروبًا ضارية، وتحملوا ويلات لم يتحملها غيرهم، حتى استعادوا أرضهم وطردوا المحتل من ديارهم. لقد أثبتوا للعالم أنهم رجال معارك، لا يهابون الموت، ولا يترددون في التضحية من أجل حرية أرضهم وشعبهم.

لكن السؤال الذي يفرض نفسه بقوة، ويصرخ في وجوه الجميع: لماذا لا يفعل الشماليون الشيء نفسه؟!

أين تلك الملايين التي يتحدثون عنها؟ أين الجيوش التي قيل إنها مدربة ومجهزة بأحدث الأسلحة؟ أين الحرس الجمهوري الذي يفترض أن يكون درع الوطن وسيفه؟ أين قادة مثل طارق عفاش وأحمد علي؟ أين جيش الإصلاح والمؤتمر؟ أين أولئك الذين يملكون السلاح والعدد والدعم؟ لماذا لا يتحركون لتحرير أرضهم كما تحرك الجنوبيون؟!

هل أصبح دم الشمالي على الشمالي حرامًا، بينما دم الجنوبي حلالٌ يُراق في كل المعارك؟! هل ينتظر الشماليون أن يأتي الجنوبي، الذي فقد أبناءه ورجاله في معارك التحرير، ليقاتل ويموت من أجلهم بينما هم جالسون يتفرجون؟! أليس هذا عارًا يُنقَص به الرجال؟!

أليس الشماليون هم من يتحدثون عن الجمهورية والوطن والحرية؟  أليسوا هم من يرفعون شعارات الوحدة او الموت؟ إذن لماذا لا يواجهون واقعهم؟ لماذا يتركون المليشيا تسيطر عليهم، وتذلهم، وتسرق مستقبلهم، بينما لديهم القدرة على كسر قيودها؟ هل ينتظرون المعجزات؟ هل يراهنون على التدخل الخارجي؟ أم أنهم اكتفوا بالشكوى وتركوا وطنهم يضيع بين أيدي الغزاة؟!

لقد أثبت الجنوبيون أنهم رجال معارك، لا يبيعون قضيتهم، ولا يساومون على أرضهم. لقد قدموا الدماء والضحايا، ولم يترددوا في خوض غمار الحرب من أجل استعادة كرامتهم وحريتهم. واليوم، لن يكون الجنوب وقودًا لمعركة لا يخوضها أصحابها. إذا كان الشماليون يريدون تحرير أرضهم، فعليهم أن يثبتوا رجولتهم، أن يتحركوا، أن يثوروا كما فعل الجنوب.

أما أن يظلوا في انتظار من يحارب نيابة عنهم، فهذا عارٌ لن يمحوه التاريخ. لن يُكتب للشماليين نصرٌ ما لم يتحركوا بأنفسهم، وما لم يقرروا أن يكسروا قيود الذل بأيديهم. الحرية لا تُمنح، بل تُنتزع. والكرامة لا تُهدى، بل تُكتسب.

فهل ستظلون صامتين؟ هل ستستمرون في انتظار من ينقذكم؟ أم أنكم ستقفون كالرجال، وتقولون كفى للذل، كفى للخنوع، كفى للانتظار؟!

الوقت ليس في صالحكم، والفرصة قد لا تتكرر. فتحركوا قبل فوات الأوان.

جلال باشافعي 

ناشط نقابي وسياسي جنوبي

زر الذهاب إلى الأعلى