الوطن طيف الجمال والفخر..وحكاية البطل (عيدروس الزُبيدي)

الوطن طيف الجمال والفخر..وحكاية البطل (عيدروس الزُبيدي)
كتب/ نوال احمد
في أحضان وطننا الجنوبي، اذ تتجلى صور الحُسن في أبهى حللها، أجد نفسي أسير بين أروقة الذكريات، أتحدث مع الأرواح الجميلة التي سطرت بحروف من نور تاريخنا المشرق. أيها الزهور المتلألئة، أيها الطيور المغردة، أيا جبال السماء المعانقة، أيا سهول الخضرة العابقة بعطر الأمل، هنا، حيث وُلدنا، لطالما شكلتُ بين حضنك الدافئ ذكرياتي، وإلى هذه الأرض جذبني حُسنها وسلامتها.
جمال الأرض: لوحة فنية طبيعية
تتجمل محافظاتنا الجنوبية بسحر يستمد قُوته من حكايات الأجداد، فتأملوا في جبالها، كأبطال يتأبطون الأسرار، وفي الوديان، حيث تَنساب الأنهار كخيوط الفضة تعبر بنا بين الأمس واليوم، تُشعل فينا فتيل الفخر. ارفعوا أبصاركم نحو البحر، حيث يحتضن في صبيحاته أشعة الشمس، كأنه يَعد للعالم عرضًا من الألوان الزاهية، وما أجمل الهمسات التي تحملها نسمات البحار، ترقص مع نغمات الطيور وتُعزف سيمفونيات الحياة.
حكاية البطل: عيدروس الزُبيدي
يا عيدروس الزُبيدي، حارس هذه الأرض الباسلة، أنتَ الفارس الذي يحمل لواء الوطن، غمرتَ سماءنا بكرامتك وشجاعتك، فصرتَ رمزًا للوفاء في زمنٍ يحتاج إلى الأبطال. تسطرُ اسمك في صفحات التاريخ، وبقلبك القوي تنقش حب الوطن في نفوسنا. أنت الحارس الذي أضاء لنا الدرب، حين تعثرت خطواتنا، فكيف لا نرفع الرؤوس اليوم بفخر، وقد أنجبت هذه الأرض الطاهرة أمثال هؤلاء الأبطال؟
تراث يتجدد مع كل جيل
لك عزيزتي الأرض، قد غُرست فينا حبك كما تُغرس الأشجار جذورها في الأرض الطاهرة. فقد تعلمنا القيم السامية من أجدادنا، ونَمت المعرفة في قلوبنا كأفكار تنبت في الأرض الطيبة. وفي كل زاوية، في كل شبر، يعبق صدى شهدائنا، ليس كذكريات فحسب، بل كنبراس يُضيء سبيل الأجيال القادمة. شهداؤنا ليسوا ذكريات ترتاح في طي الزمن، بل هم نبوءة تُحلق في أفق الأمل، تذكرنا دائمًا بضرورة احترام تضحياتهم وعظمتهم.
الأخلاق والفن: سمات أهل الجنوب
إذا كان الفن هو لغة الروح، فإنه يجري في عروقنا كدمٍ يحمل رحيق الهوية. فنحن أهل الجنوب، الذين أبدعوا في رسم الكون بمعاني الإخلاص والمحبة. عبر الأهازيج الشعبية، والألوان المتراقصة في الفنون التشكيلية، نُحاكي أحلام أجدادنا ونرسم تاريخنا ونهتف باسم الوطن. إن الفن يلامس قلوبنا، يرفع أصواتنا نحو السماء، ويربطنا في نسيجٍ واحد يشع بالحياة.
ختاماً: نحو مستقبل مشرق
أيها الأصدقاء، فلنجعل من ذكرياتنا شعلاتٍ تُضيء دروب المستقبل، ولنتحد في صفوف واحدة، نُخاطب بها الأرواح الجميلة، ونُعبر عن حبنا وولائنا للوطن. إن العيش في أرض الحب والكرامة لا يمكن أن يُبنى إلا بقلوب مخلصة. فنحن في رحلة معًا نحو غدٍ مشرق، حيث نبني أقدارنا بأيدينا، ونبارك للأجيال القادمة، لتسير على درب الأبطال أمثال عيدروس الزبيدي، وليبقى ولاؤنا دمًا يجري في شرايين الحياة. لنحيا دائمًا من أجل الوطن، ولنجعل من تضحياتنا سراجًا ينير دروب الخير.