اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

الباحث/د/عبدالرزاق البكري يكشف عن المستور وما وراء الستار..النازحون اليمنيون والاستيطان الاقتصادي والسياسي: كيف يساهمون في انهيار العملة في الجنوب؟

كتب/ الباحث والدكتور/ عبدالرزاق عبدالله البكري

منذ اندلاع الحرب في اليمن، شهد الجنوب تدفقات واسعة من النازحين الشماليين، الذين استوطنوا في المحافظات الجنوبية، مستفيدين من الدعم المقدم من المنظمات الدولية. وعلى الرغم من أن بعضهم قد يكون في حاجة حقيقية للمساعدة، إلا أن هناك فئة منظمة تستغل هذا النزوح كوسيلة للاستيطان الاقتصادي، مستغلة الفوضى الاقتصادية في الجنوب لتحقيق مكاسب على حساب أبناء الجنوب.

أحد أبرز الآثار السلبية لهذه الظاهرة هو التأثير على سعر الصرف، حيث يتم تحويل كميات ضخمة من العملة الصعبة إلى الشمال، مما يزيد الطلب على الدولار والعملات الأجنبية داخل الجنوب، ويدفع بسعر الصرف إلى الارتفاع المستمر، متسببًا في مزيد من تدهور العملة المحلية.

كيف يساهم النزوح المنظم في انهيار العملة؟

1. تحويل الأموال إلى الشمال
يحصل النازحون الشماليون، وخاصة أولئك المنظمون الذين يتمتعون بدعم المنظمات الدولية، على مساعدات نقدية بالدولار أو الريال السعودي. بدلاً من إنفاق هذه الأموال داخل الجنوب، يتم تهريبها إلى المناطق الشمالية، حيث يتم استبدالها بالريال اليمني بسعر أقل، مما يؤدي إلى نزيف العملات الأجنبية من السوق الجنوبية.

2. زيادة الطلب على الدولار في الجنوب
بسبب هذا التحويل المستمر للعملات، يزداد الطلب على الدولار في السوق الجنوبية، مما يؤدي إلى ارتفاع سعر الصرف أمام الريال الجنوبي أو الريال اليمني المتداول في الجنوب. ومع استمرار هذه العمليات، يضعف الريال أكثر، وتزداد معاناة المواطنين الجنوبيين بسبب ارتفاع الأسعار والتضخم.

3. استنزاف الموارد الاقتصادية المحلية
النازحون المنظمون لا يكتفون بالتحويلات المالية، بل يدخلون أيضًا في قطاعات تجارية حيوية مثل العقارات والتجارة العامة، مما يؤدي إلى رفع أسعار الأراضي والإيجارات، وإضعاف القدرة الشرائية للمواطن الجنوبي، وتحويل النشاط الاقتصادي لصالح الشماليين.

4. دور القوى النافذة في تسهيل هذا الاستيطان
هناك تواطؤ من قبل بعض الجهات النافذة التي تستفيد من هذه الظاهرة عبر شبكات تحويل الأموال غير المشروعة، وغض الطرف عن الأنشطة المالية المشبوهة، مما يعزز من هيمنة الشماليين على السوق الاقتصادية الجنوبية.

5- قيام النازحين بتحويل العملة المحلية بعملة اجنلية لاجل تحويلها الى الشمال وهذا يساهم في ارتفاع الطلب على العملة الاجنبية وارتفاع سعرها.

وهناك عوامل اخرى مثل منها.
6- قيام سلطات م/ مارب ببيع الثروات من محروقات وغاز بالعملة المحلية ومن ثم تحويل هذه الايرادات الى عملة اجنبية وهذا اكبر سبب وعامل في ارتفاع سعر العملة الاجنبية في الجنوب.

ما الذي يجب علينا فعله؟

1. فرض رقابة صارمة على التحويلات المالية
يجب على السلطات الجنوبية فرض رقابة شديدة على عمليات تحويل الأموال إلى الشمال، ومنع التدفقات النقدية التي تستنزف الاقتصاد الجنوبي.

2. إصدار عملة جنوبية مستقلة
يجب الدفع باتجاه إصدار عملة مستقلة للجنوب، لمنع تهريب العملات الأجنبية إلى الشمال، وإيقاف سيطرة صنعاء على السياسة النقدية للجنوب.

3. تنظيم المساعدات الدولية
يجب العمل مع الجهات المانحة لضمان أن المساعدات النقدية لا تتحول إلى أداة لتهريب الأموال، وأن يتم إنفاقها داخل الجنوب عبر برامج تنموية واضحة.

4. تشجيع الإنتاج المحلي وتقليل الاعتماد على الواردات
كلما زادت قدرة الجنوب على تحقيق اكتفائه الذاتي، قلّت حاجته إلى العملات الأجنبية، مما يخفف الضغط على سعر الصرف.

5. تعزيز الرقابة الأمنية والاقتصادية
يجب فرض قوانين صارمة ضد أي أنشطة مشبوهة تهدف إلى زعزعة الاقتصاد الجنوبي، بما في ذلك مراقبة التدفقات المالية، وضبط التجار المضاربين بسعر الصرف، ومنع أي تلاعب اقتصادي.

6- الزام حكومة مارب بعدم شراء العملة الاجنبية من السوق وايداع ايرادات العملة المحلبة في مركزي عدن حسب اتفاق الرياض.

ختامًا

الاقتصاد الجنوبي يتعرض لحرب استنزاف ممنهجة، وأحد أسلحتها هو النزوح المنظم وتحويل العملات. إذا لم يتم اتخاذ خطوات جادة لحماية الاقتصاد الجنوبي، فإن الانهيار الاقتصادي سيستمر، وستزداد معاناة المواطنين. الاستقلال الحقيقي ليس فقط سياسيًا، بل اقتصاديًا أيضًا، وعلى الجنوبيين العمل بكل قوة لحماية مقدراتهم من هذه الحرب الاقتصادية التي تُشن ضدهم.

زر الذهاب إلى الأعلى