الجنوب مابين سندان (رشاد العليمي ) ومطرقة الأحزاب اليمنية

كتب/ وضاح قحطان الحريري
منذ سنوات، يعاني أبناء الجنوب في المحافظات الجنوبية من ويلات الصراعات السياسية التي ألقت بظلالها على حياتهم اليومية.
الحرب على الإرهاب، الفوضى السياسية، تدهور الخدمات والبنية التحتية، ومعاناة الناس باتت في صراع لا ينتهي مع الظروف الصعبة التي فرضتها هذه الصراعات. لكن من المؤسف أن هذه المعاناة لا تجد أذنًا صاغية من قبل ضيوف الشرف اليمني الفارين من وطنهم الى وطن الجنوب، وبذلك كانت مكافاتهم لرد الاحسان بالعذاب، واتخاذ سلاح حرب التجويع والافقار جزاء بما صنع لهم الجنوبيين،وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان ولكن أكثر المفسدين يمارسون فسادهم كطقوس لاهوتية دون حياء او خجل او وجل
التحديات الكبيرة والقيادة الجنوبية
لكن بين طيات هذا السكون، تبرز بعض الأصوات النبيلة التي تحمل الأمل. القيادة الجنوبية، ممثلة في المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس (عيدروس الزبيدي)، قدمت نفسها كحامل لقضية الجنوب، الساعي لتحقيق تطلعات الشعب الجنوبي في الحرية والاستقلال. رغم التحديات الكبيرة التي تواجهها، إلا أن جهودها تظل محورًا رئيسيًا في صياغة مستقبل الجنوب، وعلى الرغم من الضغوط والتحديات المحلية والإقليمية، يبقى الأمل في قيادة ذات إرادة قوية قادرة على إيصال صوت الجنوب إلى العالم، والعمل على إعادة بناء الدولة
أراء الناس عن العليمي وحكومته:
من خلال رصدنا للواقع المرير، نجد أن الغالبية العظمى من الناس، سواء في الجنوب أو في المناطق الخاضعة للشرعية، يشعرون بخيبة أمل شديدة من أداء المجلس الرئاسي لاسيما بعد محاولة رشاد العليمي التفرد بالقرار وتطويعه وهو الامر الذي رفضه رفضا قاطعا الرئيس القائد (عيدروس الزُبيدي )،وانسحابه من الجلسة وحتى اللحظة مازال مقاطعا لجلساته .. اما الحكومة الجديدة برئاسة بن مبارك الذي جاء متحمسا ولديه مصفوفة تغييرات في الامانة العامة لرئاسة الوزراء، اذ قابلت بالرفض من قبل رشاد العليمي الءي وقف امامها سدا منيعا
حديث الكثير من المواطنين في عدن وحضرموت وشبوة والمهرة يروي قصة الإحباط. “لا نرى منهم سوى الوعود الكاذبة والوعود التي لا تُنفذ”، يقول أحد أبناء شبوة. بينما في المهرة، يكمل مواطن آخر قائلاً: “الحكومة لا تهمها معاناتنا، همهم فقط الحفاظ على مناصبهم”. وهناك من يتحدث عن أن الحكومة بقيادة العليمي هي مجرد أداة لتنفيذ أجندات أخرى لا علاقة لها بمصالح الشعب.
الإخوان والحوثي: لعبة مصالح على حساب الشعب الجنوبي
أما الإخوان، فقد تحولوا إلى عبء ثقيل على الشعب الجنوبي، إذ تسعى بعض القوى السياسية داخل المجلس الرئاسي إلى تنفيذ أجندات خارجية تضر بمصلحة الجنوب. التواطؤ مع الإخوان يفاقم الوضع، ويزيد من تعقيد المشكلة.. بينما يعزف الحوثي على وتر الفوضى، مدعومًا من قوى إقليمية، ويستمر في محاولاته لزعزعة الأمن والاستقرار في الجنوب، وهو ما يعكس حجم التحديات التي تواجه القيادة الجنوبية في الوقت الراهن.
حديثي مع الدكتور فهد الشليمي:
في حديثي المباشر مع الدكتور فهد الشليمي، كشف لي عن تحركات دولية بقيادة الأشقاء من السعودية تهدف إلى حل المجلس الرئاسي، وإيجاد بدائل سياسية جديدة سواء في الجنوب أو في الشمال. وأكد أن المرحلة القادمة ستكون أكثر تعقيدًا، خاصة في ظل استمرار الحوثي في محاولاته التوسع، وأن الحلول المطروحة قد تشمل تغييرات جذرية في بنية القيادة السياسية، وهو
ماقد يفتح بابًا جديدًا أمام الشعب الجنوبي للحصول على حقوقه المشروعة.
نداء إلى القيادة الجنوبية
من قلب هذه المعاناة، يظل شعب الجنوب يحلم بمستقبل أفضل. في هذا السياق، نقول للقيادة الجنوبية: إن الجنوبيين قد فوضوا القائد عيدروس الزبيدي ليكون صوتهم وحامي حقوقهم، وهم اليوم ينتظرون منه خطوات واضحة وحاسمة تتسم بالواقعية والمسؤولية. يجب أن يكون هناك تحرك حقيقي لمواجهة الفساد والمفسدين، لا سيما أولئك الذين حولوا الجنوب إلى ساحة للمناورات السياسية وابتزازهم ومقايضتهم اما القبول بالخدمات والتنازل عن مشروعهم ،مالم فإن سلاح حرب الخدمات سيطال الحجر والشجر في الجنوب وتحت مقولة انا ومن بعدي الطوفان
من هنا، فإن الشعب الجنوبي يمتلك حقًا مشروعًا في المطالبة بحل مشاكله وتحقيق تطلعاته. وبالنسبة لرشاد العليمي وشلته والحكومة الحالية، إن لم يكن لديهما رغبة حقيقية في خدمة الناس، فإنهم سيظلون يواجهون شعبًا على استعداد لإحداث التغيير الذي طال انتظاره. ولا يجب أن يغيب عن الأذهان أن الجنوبيين صبروا طويلًا، ولكن هذا الصبر قد نفد. ويجب أن يفهم رشاد العليمي ومن راشده بالسير في خط عداءه للجنوبيين أن السكوت على الظلم لم يعد مقبولًا.
ختامًا: إن المرحلة المقبلة هي مرحلة الحسم، وللشعب الجنوبي الحق في تقرير مصيره وإسقاط رموز الفساد والظلم، فلا مجال بعد اليوم للتراخي أو التخاذل