“حتى صواحب يوسف كنَّ أصدق منهم وأحرص على أوطانهن!”

كتب/ جلال باشافعي
تحكي إحدى القصص عن دولة كانت على حافة الانهيار الاقتصادي، وصلت إلى المجاعة وعجزت حكومتها عن إيجاد الحلول. لكن رئيسها لم يقف مكتوف الأيدي. كان في بلاده عاهرات، كما في أي دولة، فقام بجمعهن وخاطبهن قائلاً: “وطننا يحتضر، وشعبنا يعاني، وليس لدينا سبيل سوى استثمار كل إمكانياتنا، حتى تلك التي قد يراها البعض غير تقليدية. أريد منكن السفر للعمل في دول أخرى، وإرسال أرباحكن بالعملة الصعبة لدعم اقتصادنا. هذا البلد وطنكن أيضًا، ومصيره يعتمد على وقوفكن معنا.”
وافقن العاهرات، ليس فقط لمجرد حصولهن على مصدر رزقهن، بل كونهن أدركن أن إنقاذ وطنهن واجب عليهن. لم يتأخرن يومًا في إرسال أموالهن إلى البنك المركزي، واستمر تدفق العملة الأجنبية، مما سمح للحكومة بتنفيذ إصلاحات اقتصادية صارمة. خلال بضع سنوات فقط، تحولت تلك الدولة من دولة مهددة بالزوال إلى واحدة من أقوى الاقتصادات في العالم.
أما أنتم، يا حكومتنا المبجلة، وياعيال مسعدة خاصة،ومع كل ما تمتلكونه من موارد طبيعية، ودعم دولي، وودائع مالية، وعلاقات خارجية، لم تصلوا حتى لدرجة العاهرات في إخلاصهن لوطنهن! العاهرات قدمن تضحيات لمساعدة شعوبهن، بينما أنتم غارقون في الفشل والفساد والتناحر على مصالحكم الشخصية. أليس من العار أن تقفوا في هذا الموقف المخزي، عاجزين عن فعل ما فعلته نساء لم يكن يملكن سوى أجسادهن؟ هل وصلتم إلى هذه الدرجة من العجز،ومن الفشل كون السياسة فن الممكن،وتمكين المشروع اليمني المتسخ؟
جلال بشافعي
ناشط نقابي وسياسي جنوبي