قيادي نقابي جنوبي : التصالح والتسامح.. الصفعة التي أسقطت رهانات <عفاش>

كتب / جلال باشافعي
طوال فترة حكمه، استغل عفاش أبشع الأساليب لتفتيت الصف الجنوبي. ركّز على زرع الفتن وتأجيج الصراعات بين مناطق الجنوب، متلاعبًا بمفاهيم الطقمة والزمرة، ومُستغلًا الخلافات بين أبين، شبوة، الضالع، ويافع لتحقيق مكاسب شخصية. في خضم هذا المخطط الممنهج، كان ينهب خيرات الجنوب والشمال، بينما يظل الجنوبيون منشغلين بصراعات داخلية أُججت بإحكام.
ولكن حين انطلقت فكرة التصالح والتسامح، كانت بمثابة الزلزال الذي هدم مخططات عفاش، والصفعة التي لم يحسب لها حسابًا. أدرك الجنوبيون أن قوتهم الحقيقية تكمن في وحدتهم، وأن الماضي بكل أخطائه وآلامه يجب أن يُطوى ليُفتح المجال لبناء مستقبل مشترك. لقد كشف التصالح والتسامح زيف المخططات التي راهنت على الحقد والانقسام، وأثبت أن الجنوب أكبر من كل المحاولات الرامية إلى تمزيقه.
نحن أبناء الجنوب، مهما اختلفت مناطقنا وانتماءاتنا، يجمعنا دم واحد وأرض واحدة. الجنوب ليس ملكًا لشخص أو جماعة، بل هو ملك لكل جنوبي شريف يؤمن بوطنه. قد تكون هناك أخطاء، نعم، ولكن الأهم أن نتعلم منها ونمضي قُدمًا. من يعمل يخطئ، ومن لا يعمل يظل متفرجًا على فشل الآخرين.
رسالتنا واضحة: التصالح والتسامح ليس ضعفًا ولا تنازلًا، بل هو إعلان صريح بأننا أقوى بوحدتنا، وأن الجنوب لن يكون ساحة للفتن بعد اليوم. سنبني وطننا بأيدينا، ونتجاوز الماضي بكل جراحه لنُرسي دعائم مستقبل مشرق يسع الجميع. الجنوب لنا جميعًا، واليد التي تمتد للإصلاح والبناء أقوى من أي يد تهدم أو تخرب.
جلال باشافعي
الاتحاد العام لنقابات الجنوبيه