اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.
تحقيقات

مرت « 15» عاما منذ تخرجي الجامعي وسينتهي عام 2019م وأنا أنتظر حقي المسروق.

 

النقابي الجنوبي /حنان فضل

 

بينما تتسابق الوسائل الاعلامية و مواقع التواصل الاجتماعي بالسؤال عن « ما هي الأهداف التي حققتها وماذا تتمنى في العام الجديد 2020م».

 

قبل أن نتحدث عن انجازات الأخرين والتحدث عن تطلعاتهم لنكون منصفين في بالوقوف مع الأشخاص الذين يعانون الامرين في حياتهم لقد ذاقوا مرارة فساد أشخاص آخرين بل سرقوا الفرحة عند تخرجهم من الجامعة بعد مرور أربع سنوات دراسة جامعية والطموح لتحقيق أهداف في حقهم الوظيفي.

 

قصة ليست بغريبة عن أحد ولكنها معاناة تعيشها هذه الإنسانة” سحر ” الذي عصفتها الأيام المظلمة لتبقى أمانيها مدفونة بصندوق يملأه الغبار كثرة الانتظار يوما بعد يوم تكتشف سحر “مدى طمع البشر وقسوتهم وكيف يسرقون شيئا ليس حقهم.

 

سحر تحكي قصتها وليست هي فقط بل هناك الكثير من هذه القصص الواقعية بل تجد في قصص البعض معاناة كبيرة ولكن رغم ذلك يملأهم الأمل أنه أحلامهم ستحقق .

 

تخرجت سحر من كلية التربية قسم احياء كيمياء عام2004- 2005 و كبقية اقرانها اعتقدت أنها ستجد وظيفة بأقصى سرعة وخاصة أن والديها تربويان وتحلم منذ صغرها في أن تكون معلمة لأجيال الغد.

 

و تقول سحر ” و في عينيها بصيص أمل بأن يتحقق ما تبقى من حلمها : لم يتم توظيفي عندما اصدر النظام السابق 2011م بل تم سرقتها من قبل سميرة عقربي التي اخبرتني أنه عددنا نحن بنات كريتر كثير.

وأخذت السنة التي قبلي واحتسبوهم في التوظيف بحجة العدد الكبير.

 

وهي تحكي لنا قصتها ظهرت عليها ملامح الحزن بسبب الظلم”” لقد قيدت في وزارة العمل سنويآ وعندما ذهبت إليهم وأسألهم عن نقاط توظيفي يقومون بإخفاء الملفات وأعود الى المنزل مكسورة الخاطرة بسببهم بالرغم أنني قد عملت في التدريس وتعاقدت بالمدرسة وإحلالي بدل والدي بعد التقاعد ولكن مدير المدرسة التي عملتها فيها طويلا لم يعتمد هذا بل اعتبرها مخالفة و وظف أناس أخرين.

 

وظهرت على ملامحها علامات الاستغراب والتساؤلات : لماذا يتم اقصاؤنا من حقنا وبعد التعب والجهد يذهب لغيرنا بينما نحن لا شيء لنا غير التعب والوجع، والبقية الذين لا يستحقون الوظائف وليس لديهم مؤهل جامعي يتحصلون على مراكز و وظائف ،،بينما انتظرت طويلا ولم افقد الأمل وتزوجت وأصبحت أم لثلاثة أطفال  وتمنيت كبقية الناس أنا أبني لنفسي ولأولادي مستقبل لمواجهة مصاعب الحياة وتعويض اهلي ولو بقليل من جهدهم و تعبهم وصبرهم عليا.

 

لأنني لا املك غير الله سبحانه وتعالى والصبر ،قمت بصنع (السكريم ) يدويا وبيعه على صاحب الدكان ” لكي أساعد ولو بقليل في مصاريف البيت والمدرسة مع زوجي ، الذي يذهب راتبه أغلبه في الايجار المرتفع والديون .

 

وها أنا اتطلع أملا جديدا عندما وجدت من يحب للجنوب خيرا ويريد إعادة الروح اليها في استعادة دولتنا وحقوقنا .

تختم سحر قصتها بأمنية : اتمنى أن تلتفت الجهات المعنية إلينا وتسلط الوسائل الاعلامية الضوء على قصص الإنسان التي لا تخلو من المعاناة و تصنع الأمل بأياديها، رغم الصراعات على الكراسي ونسيان الإنسانية.

زر الذهاب إلى الأعلى