اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.
مقالات الراي الجنوبي

(عيدروس الزُبيدي) يقود معركة وجودية من أجل كرامة الجنوب

جلال باشافعي

الجنوب اليوم يقف على مفترق طرق تاريخي، حيث تتكالب عليه قوى إقليمية ودولية تهدف إلى تمزيق هويته، تدمير بنيته، وتكبيله تحت الهيمنة اليمنية. هذه القوى، وعلى رأسها قطر وإيران وعُمان، تتبنى سياسات عدائية هدفها الأساسي إبقاء الجنوب غارقاً في الصراعات لضمان مصالحها الخاصة.

ولكن، في وسط هذه العاصفة السوداء، يبرز عيدروس الزبيدي كقائد جنوبي يواجه هذه التحديات بشجاعة، متكئاً على دعم شعبه ووحدته، ومصمماً على حماية الهوية الجنوبية من أي محاولات لطمسها أو تشويهها.

ما الذي تسعى إليه هذه الدول من الجنوب؟

1. قطر: وقود الإرهاب
قطر، المعروفة بدورها في تغذية النزاعات، تضخ ملايين الدولارات لدعم الجماعات الإرهابية والمتطرفة في الجنوب. تستغل أذرعها في الإصلاح والجماعات المسلحة لضرب النسيج الاجتماعي الجنوبي، وزرع الفوضى التي تهدد أمن واستقرار الجنوب.

2. إيران: مشروع طائفي مقيت
إيران ترى في الجنوب عقبة أمام تمدد مشروعها الطائفي في المنطقة. لذا، فإن دعمها للحوثيين لا يقتصر على الشمال فقط، بل يمتد ليطال الجنوب، بهدف تحويله إلى ساحة دائمة للصراع، ومنصة لتحقيق أطماعها التوسعية.

3. عُمان: مصالح مشروطة بالصمت
عُمان، التي تتبنى سياسة الحياد ظاهرياً، تفضل بقاء الجنوب تابعاً لليمن، خوفاً من قيام دولة جنوبية قوية قد تغير موازين القوى في المنطقة. عبر هذا الصمت، تغض عُمان الطرف عن التهديدات التي تحيط بالجنوب، ما يعزز من معاناة شعبه.

لماذا يُحارب الجنوب من كل الجهات؟

رغم اختلاف توجهاتهم، فإن القوى المناهضة للجنوب، مثل الإصلاح، الحوثيين، وبعض أجنحة الشرعية، تتفق على هدف واحد: استنزاف الجنوب ومنعه من تحقيق استقلاله.

الإصلاح يسعى للسيطرة على الجنوب لأنه يدرك أن خسارته تعني نهاية نفوذه في اليمن.

الحوثيون يرون في الجنوب بوابة لتمددهم نحو البحر، ومصدر قوة لمشروعهم الإيراني.

قوى الشرعية ترى في استقلال الجنوب تهديداً مباشراً لطموحاتها ومصالحها الضيقة.

كل هؤلاء يستخدمون الجنوب كأداة لتصفية حساباتهم، غير مكترثين بحياة الجنوبيين وكرامتهم.

الجنوب: مفتاح الصراعات الاستراتيجية

الجنوب ليس مجرد جغرافيا، بل هو مركز استراتيجي تتحكم به ممرات بحرية عالمية وثروات طبيعية هائلة. هذه الحقائق تجعله هدفاً لكل القوى الطامعة.

إن وجود قائد مثل عيدروس الزبيدي يعني أن الجنوب لديه صوت حقيقي يدافع عن حقوقه، ويعمل بجد لحمايته من الانزلاق في أتون مشاريع التقسيم والتبعية.

رسالة إلى أبناء الجنوب

إن المؤامرات التي تواجه الجنوب اليوم لا تستهدف فرداً أو جماعة، بل تستهدف هوية أمة بأكملها. لذا، فإن الرد يجب أن يكون عبر الوحدة والوقوف صفاً واحداً خلف قيادتكم.

لا تسمحوا للمال القطري أن يشق صفوفكم.

لا تنخدعوا بالدعاية الإيرانية التي تهدف إلى تفكيك الجنوب من الداخل.

لا تنجروا وراء مشاريع تستنزف مواردكم وتُحكم قبضتها على مستقبلكم.

عيدروس الزبيدي يقود معركة وجودية من أجل كرامة الجنوب وحريته. فهل أنتم مستعدون للوقوف معه حتى النهاية؟

الجنوب لن يُكسر ما دامت إرادة أبنائه صلبة كجباله، ووحدتهم سلاحهم الأقوى في وجه كل المؤامرات.

جلال باشافعي
الاتحاد العام لنقابات الجنوبية

زر الذهاب إلى الأعلى