اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

فنانو الجنوب.. مشروع ” جمهرة نقاش “

محمد صالح حويدر

قرات موضوعا _ غاية في الاهمية بقلم الاستاذ محمد محمد السوداني تحت عنوان “جمهرة نقاش ” وقد تطرق في طرحه العقلاني المتزن إلى أهم وأبرز ما شهده المخزون الفني الهائل للفنون بكافة مسمياتها وانواعها واشكالها وما تعرض له من تغييب وتهميش متعمد احيانا وتحريف وتزييف احيانا اخرى ولفترة تمتد من بداية تسعينيات القرن الماضي وحتى اليوم ولا يزال الحبل على الجرار .

وتجلا ذلك من خلال نهب كلما تحتويه مكتبات الإذاعة والتلفزيون أثناء حرب الغزو في صيف العام 1994م من اغاني ومسرحيات وموسيقى وشعر والأدب عموما وكلما يتعلق بالفلكلور الجنوبي الغني بالتنوع بدءا بالدان والرقص الحضرميين ومرورا بالعدني واللحجي واليافعي وليس انتهاء بالمهري والسقطري حتى افقروا تلك المكتبات لرفد وساىل إعلامهم في صنعاء وتعز واب والحديدة وغيرها وذلك للتوقف عن إذاعتها من هذه الوسائل من جهة والتعرف عليها من قبل البعض من فنانيهم وادبائهم لغرض تحريفها أو العمل. على غرارها أو قريبا منها من جهة أخرى .
ولم يكتفوا بذلك بل إن معظم فنانيهم أخذوا كثيرا من الألحان لاغان هي جنوبية اصلا فنسبوها لهم دون خجل أو حتى إشارة إلى مؤلفيها كحق ادبي .

والمؤسف أن أغلب الاناشيد والأعمال الفنية الكبيرة نفذها فنانون جنوبيون تلحينا وعزفا وأداءا بمقابل فتات من المال لم يفي حتى للصرفة او بدل التنقلات من محافظات المشاركون إلى صنعاء وعلى سبيل المثال خيلت براقا لمع لحن مقاطعتها الاستاذ/ احمد صالح بن غوذل، وتصميم الرقصات والغناء والرقص والأداء كان غالبية منفذيه فنانون جنوبيون بنسبة 80% علواة على أن اناشيد دعايات الانتخابات للرئيس السابق علي عبدالله صالح ومناسبات أخرى معظمها اخراجا والحانا وأداءا لفنانين جنوبيين .

ولا يفوتني هنا الإشارة إلى أن غنائهم ورقصهم وغالبية أعمالهم الفنيه تعتمد أساسا في ادائها على آلة العود والطبل ولم تدخل الآلات الأخرى الا نادرا فيما بعد وحدتهم المشؤومة بعد مايو عام 1990 وهوا مايعني أن مشوارهم الفني بداء بالتحسن بفضل الترهيب والترغيب الذي مارسوه تجاه فناني الجنوب لإجبارهم على إعطاء وتقديم خبراتهم الفنيه لفناني اليمن .

ولعل ماجرى من ظم وإلحاق لم يشمل الجوانب الفنية فحسب بل طال كافة مناحي وصعد حياة المجتمع الجنوبي الثقافية والاجتماعية والعسكرية والسياسية بهدف محو هويته وطمس تاريخه من الوجود

كل ذلك يستدعي وقفة جادة من جميع الفنانين والأدباء والكتاب والمثقفين والنخب لوضع اليد على ما يخص الجنوب من تراث فني فلكلورية جنوبي اصيل وإعادة تجميعه وفصله وتحريره من التبعية الالحاقية سبيلا نحو إعادة إرساء قواعد الفن الجنوبي الاصيل وتراثه .

هذه مشاركتي المتواضعة في مشروع ” جمهرة نقاش ” واملي كبير في مساهمات المختصون الاكثر الماما واطلاعا لاغناء هذا المشروع بغية حشد اكبر قدر ممكن من الجهود لتشكيل رؤية توصل المعنيين إلى طرق وأساليب فرز وإعادة تجميع كلما يتعلق بالفنون والتراث الجنوبي وتوثيقه وارشفته بعد تحريره من الدم والالتحاق والتبعيه.
والله الموفق

زر الذهاب إلى الأعلى