الذكرى الـ57 لعيد الاستقلال 30 نوفمبر
د. صدام عبدالله
في كل عام في الثلاثين من نوفمبر، يحتفل شعبنا الجنوبي، بذكرى عزيزة على قلوب أبنائه، ذكرى انتزاع الحرية والاستقلال من براثن الاستعمار البريطاني، هذا اليوم الخالد في ذاكرة التاريخ الجنوبي يمثل تتويجا لنضال طويل وشجاع امتد لعقود، نضال سطر فيه أبناء الجنوب أروع ملاحم البطولة والتضحية.
في الثلاثين من نوفمبر عام 1967م، وبعد نضال طويل ضد الاستعمار البريطاني تحقق حلم الجنوبيين بالاستقلال وخرج آخر جندي بريطاني من أرض الجنوب، كانت هذه اللحظة فجرا جديدا، ولكنها لم تكن نهاية المطاف، بل بداية مرحلة جديدة من النضال من أجل بناء دولة مستقلة ذات سيادة، اليوم وبعد مرور 57 عاما، لا يزال أبناء الجنوب يجددون عهدهم بالاستقلال، ويسعون بكل قوة لاستعادة دولتهم، تلك الدولة التي انتزعوها بعرق جبينهم ودماء شهدائهم، إن تجديد الدعوة إلى الاستقلال ليس مجرد حنين إلى الماضي، بل هو تأكيد على حق شعب في تقرير مصيره، وحقه في العيش بسلام وكرامة على أرضه.
ان نضال شعب الجنوب هو نضال مشروع، نضال من أجل الحرية والكرامة، نضال من أجل بناء دولة عادلة ديمقراطية، هذا النضال مستمر ولن يتوقف حتى تحقيق الأهداف المنشودة، إن ما يميز هذا النضال هو أنه نضال سلمي يعطي كل ذو حق حقه ، نضال يعتمد على قوة الحق وقوة القانون، إن أبناء الجنوب يؤمنون بأن الحوار هو السبيل الأمثل لحل الخلافات، وأن التعاون هو الأساس لبناء مستقبل أفضل للجنوب وان هذا السلام ليس من باب الضعف وانما سلام الشجعان وان فشل الحوار والسلم في تحقيق اهداف شعب الجنوب فان كل الخيارات مفتوحة لاستعادة الحق ولن تستطيع اي قوة على فرض شروطها على ابناء الجنوب مهما كان الثمن.
في الاخير نجدد العهد للشهداء الأبرار الذين ضحوا بأغلى ما يملكون من أجل الحرية واستقلال الجنوب، ونحيي صمود قواتنا المسلحة الجنوبية، ونؤكد على أن قضية شعب الجنوب هي قضية عادلة، وقضية شعب بأكمله واننا على ثقة بأن النصر حليف الحق، وأن شعب الجنوب سيحقق أهدافه مهما طال الزمان، ومهما عظمت التحديات.