عقب عشر سنين استرخاء بثروات الشعب خارج البلد .. الشرعية الغائبة تستنسخ تكتلا يمنيا بدعوى محاربة مليشيا الحوثي
في خطوة لم تعر اهتماما بوضع بلد متدهور ولم تراعِ حجم الانهيار الاقتصادي الذي يمر به وتردي مستوى الخدمات الأساسية وتفاقم معاناة المواطن اليومية والأعباء التي تتراكم عليه وتفوق قدرته وتتجاوز أبسط مقومات الحياة الطبيعية ودون سابق إنذار تتقمص شرعية الإخوان ارتداء لباس جديد تحت ما تزعم من غطاء إقليمي ودولي شكلي بإقدامها على اشهار مولود مشوه أسمته التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية دون أن تعيد حساباتها مسبقا قبل الإقدام على خطوة كهذه بمعالجة التدهور القائم والتراجع الذي يعيشه البلد ووضع حلول عاجلة لمواجهة التحديات الماثلة خاصة وأن الأحزاب لم تعد محل ثقة وفقدت فاعليتها وأثرها ودورها.
يدعون أن هدف التكتل الوطني هو استعادة الدولة غاضين الطرف عمّا كانوا يصنعون خلال عشر سنين مضت وعن الهدف حينها؟
هل اقتصر على جمع الأموال وتعبئة الأرصدة الشخصية في البنوك الدولية فقط؟
وماهي القوات المسلحة التي كانوا يعتمدون عليها هل اختلفت عن قواتهم اليوم بالنسبة للتكتل المزعوم لاستعادة الدولة؟
أثبت أبناء المحافظات الجنوبية على مدى عشر سنين تميزا في الشجاعة والاقدام منذ بدء المعركة عام 2015م وبرزوا أبطالا جحدلت رؤوس أذناب الفرس.
قادوا المعارك على مختلف الجبهات في معظم المحافظات الجنوبية وشاركوا الأخرى اليمنية معاركهم وانتصروا بفضل من الله وبدأ مكر إخوان اليمن في حرف البوصلة عن مسارها والتقهقر في المعركة وتمييع الهدف وإضاعة القضية اليمنية، لإكمال مسرحيتهم الهزلية وإخراجها بسيناريو يضفي عليها صفة الشرعية عبر الداعم الراعي الأمريكي لتكتلهم المتمثل في المعهد الديمقراطي الأمريكي
المؤتمر المزعوم في واقع الحال هو على خلاف ما يظهر على السطح أسموه التكتل الوطني للأحزاب اليمنية المؤمنة بمحاربة الحوثي بينما في الحقيقة ما تم خلف الكواليس وفي الخفاء بين الأمريكان وبقية قادة الأحزاب والمكونات اليمنية هو لأجل ضم المجلس الإنتقالي ضمن جماعة المنضوين في عداد الأحزاب السياسية اليمنية والمنقادة جميعها بلا استثناء ولا استحياء لذلك المعهد المشؤوم الضامن لهم البقاء والتمدد ما ظلت رقابهم منحنية تحته ويوثقوا ذلك بوثيقة ولوائح تخضعه لما خضع له البقية.
حاولوا بكل جهد ممارسة ضغوط على قيادة المجلس الإنتقالي الجنوبي للمشاركة بإعداد مسودة اللوائح الداخلية لذلك المكون المتمخض من أمهات سبقته فلم تجبهم أو تطعهم قيادة المجلس الإنتقالي ولذا يتضح جليا أن الهدف والبوصلة السياسية انحرفت عن مسارها.
الأستاذ/ (فضل الجعدي)، عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي تطرق إلى ذلك التكتل قائلا: “أحزاب ومكونات لا تعمل وفق برامجها السياسية وإنما تأتمر بأمر من سفير الدولة الكبرى في العالم، الحاصل من هكذا افعال تزيد من التصدعات التي أصابت اليمن ولا تعالجها! ؟”
زعموا اشهار التكتل المشبوه من 22 حزبا ومكونا سياسيا في عدن بدعوى توحيد الصف الوطني والعمل المشترك لاستعادة الدولة وإنهاء انقلاب مليشيا الحوثي وهي ذات الوجوه القديمة البالية تغتسل وتعود من جديد لممارسة بهلوانيتها وخداع الشعب بفقرات الحاوي البارع للعب على أوتار الزمن وعامل الوقت وإطالة الأمد وزيادة استثمار رؤوس الأموال بالرقص على أشلاء الشهداء والعزف على دماء الجرحى والعبث بثروات واستحقاقات الجوعى.
ولخص رئيس الهيئة السياسية رئيس وحدة شؤون المفاوضات في المجلس الانتقالي د. (ناصر الخُبجي) اشهار التكتل بوصفه “ورشة عمل انتهت بولادة فأر أجرب في بيئة طاردة لا تقبل العمل مع الفئران”.
وقال في مقال له: “سيبقى هذا الفأر في حالة فرار، مستهدفاً من القوى الشعبية الحقيقية صاحبة الفعل والحق في الأرض، أينما حلّ أو استقر”.
وأضاف بقوله: “ستبقى أرض الجنوب حصينة وصامدة في وجه كل من يحاول زعزعة استقرارها أو النيل من إرادة أبنائها الأوفياء ومشروعهم الوطني لاستعادة دولة الجنوب الفيدرالية المستقلة كاملة السيادة”.
وتابع أن: “هذا الفأر الأجرب ليس له هدف سوى استهداف قضية شعب الجنوب والمجلس الانتقالي الجنوبي، ويشكل خطراً على جدار التوافق والشراكة مع المجلس الانتقالي الجنوبي، التي لم تعد قابلة للاستمرار بعد ولادة هذا الفأر الأجرب ما يسمى أحزاب اليمن الإتحادي”.
على مدى عشر سنوات لم نرى شيئا قدمه زعماء تكتل الأحزاب اليمنية والجهات الداعمة لها إزاء انقطاع رواتب
الموظفين وانهيار العملة المحلية وانقطاع الكهرباء وانعدام وقود ديزل وتجميع أشباه الرجال ودعمهم أمثال الرديني ومن لف لفهم وإنشاء المراكز الدينية الموالية للحوثي وإعداد قوات عسكرية موازية للقوات الجنوبية لخلق الفتنة وزرع الشقاق في الجنوب بينما تتماشى مصالحهم مع قوى مليشيات الحوثي إضافة إلى
تشجيع الحوثيين ودعمهم ضد الجنوبيين وإطلاق العنان لقوى حزب الاصلاح الاخواني تشجيعا ضد الجنوبيين ونشر الفتن والتعذيب والتجويع والإذلال والحرمان في أراضي الجنوب.
أي إنجاز يمكن أن يحققه اشهار هذا المكون وماذا يمتلك من حلول سحرية وهو فاقد للسلطة والأرض والحاضنة الشعبية ويفتح نافذته تحت حماية المجلس الانتقالي الذي يدير المشهد السياسي والعسكري بحكمة وجدارة واقتدار.
إحدى كوارث العصر أن تتبنى الحكومة تكاليف وصرفيات المشاركين من نزلاء ما يسمى تكتل الاحزاب اليمنية من نقل وفنادق وبدل سفر بما يصل إلى 150 مليون دولار بينما لم تستطع توفير وقود كهرباء العاصمة عدن الذي لا يكلف ربع المبلغ شهريا في الوقت الذي تتجرع فيه العاصمة عدن ويلات ونكبات هذه المهزلة نتيجة انعدام الحلول الجذرية لمعاناتها اليومية.
عناصر ما أسموه التكتل الوطني الذي تم إشهاره في العاصمة عدن لا يعيشون بين أفراد الشعب داخل الوطن ولا يواجهون معاناته ولا يستشعرون بأوجاعه ولا نجد أولادهم جنودا في جبهات القتال ولا يستلمون رواتب 60 ألف ريال يمني كعامة الشعب ولا يضيع يومهم في البحث عن الدقيق والغاز والبترول ولا يرتمون أمام أبواب المنظمات بالساعات بحثا عن معونات أساسية بل يعيشون في أفخم الفنادق في عواصم الدول العربية والأجنبية ويرتدون أشيك الملابس ويتقاضون رواتبهم بالدولار من أكثر من جهة.. فهؤلاء لم يفكروا يوما بدولة واستعادة وطن ولن يعيد الدولة ويبني الوطن إلا من عانى من غياب الدولة.
التكتل اليمني الجديد.. مشروع لإحياء تحالفات ضد إرادة الجنوب؟
شهدت العاصمة الجنوبية عدن، تصعيدًا في التوتر الشعبي إثر تنظيم تكتل سياسي ضم أحزابًا يمنية اجتمعت في فندق كورال، هذا التجمع، الذي حاولت القوى السياسية المنظمة إخفاء أهم تفاصيله، أثار حفيظة الجنوبيين الرافضين لأي محاولات لفرض إرادات سياسية لا تتماشى مع مطالبهم وتطلعاتهم نحو الاستقلال، وأعاد إلى الذاكرة الشعبية أسماء ووجوه تثير الجدل بسبب ما ارتبط بها من اتهامات بالفساد وإثارة الفوضى.
وتعكس الاحتجاجات الواسعة تمسك الجنوب باستقلالية قراره السياسي حيث توافد المئات من أبناء عدن للتعبير عن رفضهم الصريح لهذا التكتل الذي يرون فيه محاولة لتمرير مشروع سياسي قديم يرتكز على استغلال الجنوب ومقدراته لتحقيق مكاسب حزبية لا تخدم سوى نخبة محدودة.
وعبر المشاركون في الاحتجاجات عن استيائهم من اجتماع الأحزاب، معتبرين أن مجرد عقد مثل هذه اللقاءات في العاصمة عدن يحمل رسالة استفزازية تهدف إلى تجاوز مطالب الجنوب ومواقفه الرافضة لعودة القوى السياسية التي وقفت في وجه تطلعاته.
وعكست الشعارات التي رفعها المحتجون مدى رفضهم لهذا التحالف السياسي، حيث هتف أحد المتظاهرين قائلاً: “من خسر ثقة الجنوب لن ينالها مجددًا”، ليجسد بذلك شعورًا عامًا يسود الشارع الجنوبي الرافض لوجود أي محاولات لإعادة الشخصيات السياسية التي أضرت بالقضية الجنوبية في الماضي.
القوى الشمالية تحاول استغلال الجنوب.. والرد الشعبي يؤكد الرفض القاطع
يرى المحللون أن الأحزاب السياسية اليمنية التي اجتمعت في عدن تنتهج أسلوبًا يعتمد على تجاوز الأزمات في مناطق الشمال والبحث عن منصة جديدة لفرض حضورها السياسي عبر الجنوب.
ويقول رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في بروم ميفع، (ناصر التميمي)، إن هذه القوى تحاول إعادة بسط نفوذها عبر محاولات تلتف على إرادة الجنوبيين.
ويرى التميمي أن الجنوب، الذي لا يزال يعاني من تراكمات التهميش والإقصاء، يواجه محاولات مستمرة من قبل هذه القوى التي تعتقد أن عدن منصة متاحة لتمرير مخططات قديمة تحت شعار “التكتل اليمني”.
ويؤكد التميمي أن الشعب الجنوبي قد تجاوز مرحلة قبول الحلول الوسط، متمسكًا بموقفه الرافض لأي تحالفات لا تخدم قضيته الوطنية، مضيفًا أن هذه المحاولات لن تلقى قبولًا في الجنوب، خاصةً وأنها تتجاهل تضحياته من أجل استعادة هويته وتقرير مصيره.
أجندات خفية
ويؤكد عدد من المراقبين أن التكتل الجديد يهدف إلى استخدام ورقة الجنوب لتحقيق مكاسب سياسية في الساحة اليمنية دون مراعاة مصالح الشعب الجنوبي.
الكاتب والمحلل السياسي (شائع بن وبر) وصف هذا التكتل بأنه محاولة لبسط نفوذ القوى الشمالية داخل الجنوب، مشيرًا إلى أن تجميع الأحزاب في عدن يعكس استراتيجية تهدف إلى تقويض القضية الجنوبية عبر إحداث تحالفات سياسية ذات أهداف مبهمة.
وأضاف (بن وبر) أن هذه التحركات تشير إلى محاولات لإغراق الجنوب في مشاريع سياسية قد تكون مقدمة لطمس هوية الجنوب، لافتًا إلى أن المطالب الجنوبية لا يمكن تحقيقها إلا عبر إقصاء تلك القوى التي لا تزال تحتفظ بعدائها التاريخي للقضية الجنوبية.
ويرى (بن وبر) أن تجاهل إرادة الجنوب يبعث برسالة واضحة مفادها أن هذا التكتل يعبر عن مصالح نخبة معينة تسعى لإعادة نفوذها السياسي لا أكثر.
حزب الإصلاح يعيد استراتيجياته
مع بروز هذا التكتل الجديد، يُعاد إلى الواجهة حزب الإصلاح، الذي لطالما عرف بتبنيه مواقف متقلبة واستغلاله للتحالفات السياسية لتحقيق مكاسب خاصة.
وأشار تقرير صحفي سابق إلى أن الحزب، الذي اعتمد أسلوب التحالفات المرحلية لفرض نفوذه السياسي، يسعى لاستغلال الأزمات بعد انتهائها للتوغل في الساحة الجنوبية.
وذكر التقرير أن الإصلاح كثيرًا ما يركب موجات النصر العسكري أو السياسي، محاولاً إبراز نفسه كمكوّن أساسي، دون تقديم أي دعم فعلي يسهم في استقرار الجنوب أو تطور مناطقه.
وفي هذا السياق، يرى مراقبون أن حزب الإصلاح يعيد نشر تكتيكاته القديمة، التي تستند إلى الشراكة المؤقتة بغية استغلال الأحداث، مما يزيد من قلق الشارع الجنوبي حيال النوايا الخفية لهذا الحزب الذي ينشط ضمن التكتل الجديد.
وأعلن فيه المجلس الانتقالي الجنوبي بدوره رفضه للتكتل اليمني، ما يعكس موقفًا موحدًا في الجنوب مناهضًا لمحاولات الهيمنة السياسية.
الجنوب يطالب بالتطهير السياسي
في خطوة تعكس تناقضات التكتل السياسي الجديد، تم الإعلان عن أسماء عدة شخصيات سياسية ذات ماضٍ مثير للجدل، من بينها “أحمد بن دغر”، الذي تلاحقه اتهامات فساد وقضايا شغلت الرأي العام اليمني.
وينظر أبناء الجنوب إلى مشاركة هذه الشخصيات في التكتل الجديد كعلامة على وجود مخططات مشبوهة تسعى إلى استخدام الجنوب كأداة سياسية لا أكثر.
ويرى عدد من الجنوبيين أن محاولة إقحام شخصيات فاسدة ومرتبطة بفساد مالي وسياسي في هذا التكتل تمثل إهانة للشارع الجنوبي، الذي لا يزال يطالب بتطهير الساحة من كل من أضر بمصالحه ومكتسباته.