قصة قصيرة.. الفتاة (الوردية) للاديبة الجنوبية (روعة جمال).. الجزء« 2»

كتب/ روعة جمال
وافقت الفتاة ورد الورود على هذه الفكرة وفرحت كثيرا لكونها ستساعد والدها وتدرس
توسع وكبر ذلك الدكان، وفرح الجد احمد بوجود الفتاة معه في وقت كانت عائلته مشغولة بحياتها فكانت ورد مثل الزهرة اليانعة بين الازهار، ومرت الايام وورد تكبر وتحلو ووالد ورد يمر ويشكر احمد لوقوفه معه
يوسف: اشكرك كونك اسعدت عائلة كاملة بوقوفك معنا، تجلى هذا بان ابنتي اراها اليوم سعيدة في عملها ومتفوقة في دراستها وقد رفعت حملا ثقيلا عن ظهري لن انسى لك هذا المعروف
الجد احمد: اتشكرني في سعادة نفسي_ ان وجود ورد اسعدني واعاد لي الحياة بعد ان باعدت بيني وبين اولادي فلم اكد اراهما الا في مناسبات حتى احفادي تركوني وقد اتيت لاجلهما،اذ انهما انشغلوا عني وغرتهم الدنيا بمشاغلها.. يا ابني يوسف انني اشكرك انت كونك اسعدتني بوجود ورد لتقوم بمساعدتي وتخفف عني فراق احبتي.. ومرت السنوات بسرعة وكبر الاحفاد واصبحوا مشغولين بدراستهم الجامعية ولازالت ورد تعمل في دكان الجد احمد
وفي احد الايام وبينما كانت ورد تصفف وترتب الورد ليكون في قمة التناسق والروعة والجمال يأتي شابان بنت وولد وهما يحملان الشوق والحب للجد احمد فكانا يسألان ورد
امير: عفوا ايتها الفتاة اين صاحب هذا المحل الجد احمد
ورد: لقد ذهب منذ قليل وسوف يعود
ميرا: من تكونين انت بكسر التاء
ورد: انا
ثم. يعود الجد احمد ويتفاجأ بوجودهما ويرتميان في حضنه ويعانقانه بكل حب وشوق لم يتحمل الجد احمد فأخذ يبكي من حبه الشديد لهما
وكانت ورد تنظر اليهما فشعرت بغيرة في قلبها كاضمة غيضها
الجد احمد: انظرا هذه ابنتي ورد.. ياروحي هولاء احفادي امير وميرا طالما حكيت لك عنهما
كانت ورد مبتسمة وارادت ان تسلم عليهما فرأت منهما عدم قبول واستلطاف ثم رحلت ورد تاركة المحل متحججة بعمل اخر لديها..
الجد احمد: الى اين يا ابنتي؟
ورد: لدي بعض العمل اتركنا نغلق المحل اليوم بمناسبة عودة حفيداك
وحين رحلت اخذت معها قلب امير فقد شدت انتباهه فاخذ هو الاخر يحادث جده عنها طوال الوقت
وبعد مرور اشهر لم يترك امير جده احمد فكان يتعلق في ورد اكثر واكثر وكذلك ورد كثيرا ما اهتمت في امير ونشئ بينهم حب شديد
اما الجد احمد كان خائف من حفيده امير وحينما اعترف امير بحبه للجد احمد
امير: ياجدي اني معجب بورد واريد تخطبها لي وقد كلمت ابي وامي فقالا انهما سيأتيا بعد اسبوع
الجد احمد: يابني امير انا لست موافق ارجوك ياابني لاتحرمني من ورد مثلما ابويك حرموني منك ودمعة عيناه
امير: ياجدي لاتفكر اني سأرحل بعيد عنك بعد اليوم فأني باقي هنا فلم اجد الحنان والحضن الدافي غير معك ولم اجد الحب والعشق الا بعيون ورد
الجد احمد: توعدني انك ستبقى ولن ترحلا بعيدا عني ياامير جدك لن يقوى على تحمل الفقدان بهذا العمر وان ورد عوضتني عن غيابكما
امير: لن اغيب عنك مرة اخرى
وحين جاء والد امير ووالدته واخته ميرا فتم العرس مع اعتراض والدته ولكن تصميمه لم يستطيعا الا ان يباركان ذلك الزواج فكان امير وورد يعيشان مع الجد احمد في سعادة وفرح فكان يكبر وقد توسعا وبعد مرور سنوات مات الجد احمد وهو بين احفاده سعيدا.
وفي يوم من الايام ذهبا امير، وورد لزيارة قبر الجد احمد وبينما كانا يقرأن الفاتحة عليه فسمعا بالجوار لفتاة تبكي وهيا تحدث اباها ووجهها شاحب وملابسها رثة وحالها يفطر القلب وهي تقول ياأبتي لاتخف اننا بخير ولقد وفرت لاخوتي كل مايحبانه لم ينقصني شي ياأبتي فأستغربت ورد من ذالك الحديث الذي لايطابق ماتراه عينيها ثم انتظرت الفتاه الصغيرة على اخر المقبرة فقالت لها ان حالك لايدل على ماقلتيه قبل قليل لاباك المرحوم فقالت الفتاة التي تدعئ ياسمين لم ارد اشغل باله فأردت ان يرتاح في قبره وانا حقا ياسيدتي لم اقصر مع اخوتي فهم لايزالون يدرسون في مدارسهم
فقالت لها ورد: وانتي تدرسين؟
فأجابت ياسمينه: لا لم اعد ادرس وان درست من سيوفر مصاريف اخوتي
احتضنتها ورد وقالت: لها ياعزيزتي انتي وصيت الجد احمد فقد جأنا اليوم لنزور قبر الجد احمد وسمعناك وهذا توافق الهي وانه ارسلنا اليك ورب العالمين لنقف معك ونحن سنقوم بتعليمك وتوفير العمل لكي مثلما ساعدني الجد احمد فأنتي امانة الله والجد احمد يحب ان يكون له عمل صالح حتى في وفاته ثم عاشت ياسمين الى جانب ورد يعملان بفرح وسعادة