اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.
تحقيقات

(احمد المعبقي) متيما بأغنية غلط ياناس تصحوني وأنا نائم.. وياجانيات العناقيد

هند بنت مسلم العثماني

فسفسة اقتصادية

بعد مرور أكثر من سبعة اشهر ونيف على تعيين الأستاذ/ “احمد عوض بن مبارك”، رئيس مجلس الوزراء في مايسمى الحكومة الشرعية، وبعد سلسلة الزيارات التي قام بها لعدد من المؤسسات والدوائر الحكومية في عدن وحضرموت ولحج، إلى جانب بعض الاجراءات والقرارات التي اتخذها الرجل، خطر في ذهني في هذا الصباح الباكر تساؤلا بسيطا والذي كالعادة سوف يخطر في عقول وخواطر أيا من الباحثين والمهتمين بالشأن الاقتصادي والوضع المعيشي لسكان هذا الكوكب (كوكب ما في حل إلا بدعم) أو يا حوثي عند الله وعندك خلينا نصدر النفط والامور سيتم حلها؟!
وتناسى هؤلاء الموهوبين للغناء، والعاشقين لاغاني عطروش من خان لاكان.. وان سنوات مضت تزيد عن الخمس، باعت فيها حكومة علي بابا والاربعين حرامي. أكثر من 73 مليون برميل نفط بمتوسط سعر 64 دولار للبرميل وبما يزيد عن 4.6 مليار دولار لم تؤتي اكلها في خلق فرص حقيقية لتنمية ورخاء مايزيد عن 8 مليون نسمة بما فيها الملايين من اللاجئين اليمنيين في الجنوب، إلى جانب عدد من المنح التي قدمتها دول التحالف في هيئة مشتقات نفطية بأكثر من 4 مليار دولار، إلا أننا عدنا إلى نفس الموال السابق.
في المقابل مازال هنالك اصحاب مواهب الغناء والذين مازالت اصواتهم تدندن بأغنية «حرام يا ناس تصحوني وأنا نائم»، وبأن هناك دعم وودائع وتسهيلات قدمت منها وديعة بملياري دولار امريكي لازال كل مواطن في الجنوب يتحمل حصتها من عباء مديونيتها، ضف إليها مئتين مليون دولار امريكي منحت للبنك المركزي في عدن لتعزيز مركزه المالي خلال العام 2018م، ومن ثم حقوق السحب الخاصة والتي تم بيعها في مزادات علنية كتب عليها بالرسوب في المراحل الاولى، وبما لا يقل عن 650 مليون دولار امريكي، مضافا اليها بعض الاحتياطيات المسحوبة من حسابات البنك المركزي في الخارج، كما ساهمت منحة قدمها الأشقاء في المملكة العربية السعودية بمبلغ مليار دولار امريكي لاستكمال موال ودان الفنانين الموهوبين في رقصة البرع والاشتراح لاستكمال بقية الاغاني التي بلغت قيمتها الفعلية ما يقارب 2 مليار دولار خلال فترة سيادة غياب القانون ومحاسبة المسؤول.. كنا نتمنى من قيادة البنك المركزي الاعلان عن الفائزين بالجوائز ولكنها لم تفعل فكان الناتج ذلك التدهور في قيمة سعر صرف الريال امام العملات الاجنبية.
وسؤالنا _ اليوم لعله يخطر في بال رئيس حكومتنا الذي ابدى تفاعل غير مسبوق مقارنة بنظيره المقال وذلك في الآونة الأخيرة محاولته تلمس اوضاع واحتياجات الناس :
هل سألت نفسك يا أستاذي العزيز “احمد بن مبارك” حول امكانية أن تتبنى حكومتك وذراعيها الأيمن والايسر اتجاه أي برنامج اقتصادي كان من الواجب تقديمه إلى معاليكم دون الحاجة إلى أن تقدم طلبك إلى كلا من البنك المركزي في عدن أو وزارة المالية اتجاه نظرتهم لامكانية إيجاد أي حلول أو برامج تساهم ولو في حدها الادنى والمعقول في استمرار ارتفاع سعر الصرف وتهاوي قيمة الريال اليمني، إضافة إلى ارتفاع مؤشرات التضخم وارتفاع المستوى العام للاسعار خلال الشهرين الماضيين؟
ألم يتبادر إلى ذهنك في ظل هذا العجز ولو حتى بالافكار والمقترحات التي من الممكن أن يكون لها أثرا حقيقيا ليعيش الناس حتى نهاية هذا السنة الكبيسة دون كوارث أخرى قد تكون احداها توقف مرتبات الموظفين في القطاع الحكومي، أو أن يكون الاخر انهيار سعر الصرف واقفاله نهاية العام مقابل الدولار 2000 ريال ان لم يكن أكثر.
سعادة رئيس الوزراء خذها نصحية من شخص محب – وزي ما يقول المثل الذي مانفع امه ما بينفع خالته :
أن قيادة البنك المركزي في عدن عاجزة عن تقديم مقترح من صفحة واحدة يحمل في طياته تفعيل أداة من أدوات السياسة النقدية وليكن الاحتياطي الالزامي كأقرب مثال حقيقي يحاكي واقعنا المصرفي والنقدي الحالي، هل تعلم يا عزيزي بأن قانون البنوك والمصارف إضافة إلى قانون البنك المركزي يمنع احتفاظ البنوك التجارية والاسلامية بأكثر من 10٪ من سيولتها النقدية في مراكزها أو فروعها العاملة في السوق المحلي وان الواجب عليها توريد ذلك الفائض في السيولة إلى خزائن البنك المركزي؟! الزاما وقانونا كما كان عليه حال البنك المركزي في صنعاء ولا زال حتى اليوم ؟!
لا تغرك عنتريات وتصريحات من استنفذوا ما يزيد عن 2 مليار دولار في سوق المزادات لبيع الدولار، ومن دون جدوى أو مردود ايجابي.. وكل ما صدر منهم من قرارات اتجاه نقل مراكز البنوك إلى عدن، كون هذا المنهج يكاد يكون من سابع المستحيلات ادراكه واستيعابه من قبل مدير مدرسة البنك المركزي ونائبه وطلابه المتفوقين في الفشل والفشل المستمر.
عزيزي الأستاذ/”احمد عوض بن مبارك” من فشل في مراحل الاعدادية لن ينجح في مراحل المتوسطة والفشل الذي تجره قيادة البنك المركزي منذ اليوم الأول لقرار نقل البنك إلى عدن تستطيع أن تسترجعه ذاكرتك، وحينها يجب أن تدرك بأن المشكلة ليست في قيادة الصف الأول لهذا البنك العقيم ولكن ما يجب أن تعلمه وتدركه وهذا ما اريدك أن تركز عليه في قيادات الصف الثاني والجهات التنفيذية في مختلف قطاعات البنك والذين تنطبق عليهم الاية القرانية (أن الملوك إذا دخلوا قرية افسدوها) وأما بالنسبة للدمى التي تتصدر مشهد نقل البنوك أو فرض أي اجراءات اتجاه امكانية تحقيق أي اختراق حقيقي اتجاه عمل القطاع المصرفي أو تحقيق استقرار شكلي لسعر الصرف دون مطالبتها بالحصول على دعم فإن ذلك من سابع المستحيلات لكون الفاشل يراهن على شراء الحقيبة وليس على وجود القلم.
أما بخصوص وزارة المالية فهي على نفس الخطى والمنهج الذي يدرسه طلاب البنك المركزي إلا أن ما يميز مالية الحكومة هي نزاهة ونظافة وامانة الأستاذ/ “سالم بن بريك” وعدد من مسؤولي الوزارة الشرفاء، ولكن للاسف الشديد حلت عليهم دعوات القوم وبيئة الطالب الفاشل.
رسالتي الأخيرة والله ثم والله إن لم تضع حدا لهذا العبث بل وقبلها ارشيف البنك المركزي الاسود ومن سار على نهجهم من أصحاب قرار ٩ ديسمبر ٢٠٢١م والذين كانت بدايتهم بأن سربوا لنا نسخة من رواتبهم التي لم تتجاوز المليون ريال بهدف ذر الرماد على العيون وايهام هذا الشعب بانهم شرفاء، بل مطالبتهم بتقديم رؤيتهم في ظل الامكانيات الحالية والمحدودة في ظل فرضية أن لا دعم خارجي ولا مبيعات نفط قد تأتي في الاشهر القادمة سوف تجد بأن الورقة البيضاء التي قدمتها لهم – عادت ادراج الرياح التي أتت بها وان القلم الذي منحته لهم لتفريغ ما في رؤوسهم قد اصبح في حراج مسجد النور.. وحينها سوف تدرك بأن المدرس وطاقمه وطلابه فاشلون وبدرجة تحت الصفر.

زر الذهاب إلى الأعلى