كاك بنك

ضحاياه العرب وضم أراضيهم.. سيناريو الصراع الاسرائيلي الايراني وحرب الوكلاء

ثورة إيران التي ابتلعت أبناءها وعاثت دمارا بمعظم الدول العربية حيث أعادت أربع دول إلى حظيرة الاستعمار تعيش وطأة احتلال صفوي تتنفس بأمر الباب العالي الإيراني كما هو حاصل اليوم في العراق وسوريا ولبنان واليمن.

قوانين اللعبة الدولية تغيرت في المنطقة فإشراك مليشيات الحوثي ذراع إيران في اليمن في الوصول إلى هرم السلطة وبسط نفوذها على مؤسسات الدولة أوقف ساعة الزمن في اليمن نحو عشر سنين منذُ العام 2015 وجعلتها خارج الخدمة.

في الأول من فبراير 1979 عاد الخميني إلى طهران قادما من منفاه في باريس بعدما تعهد بالحفاظ على مبادئ اتفق عليها الإيرانيون الذين كانوا يتوقون للتخلص من حكم الشاه محمد رضا بهلوي.

بعد الثورة توقع الجميع أن إيران ستشهد بناء نظام ديمقراطي يحمي حقوق الإنسان بينما الخميني كان لديه مشروعه الخاص الذي تخلى من أجله عن وعوده. 

فمنذُ فبراير 1979 حتى أبريل 2024، حوالي 45 عاماً من العداء الناعم بين إيران وإسرائيل.

خلال هذه الفترة لم يدخل البلدان في مواجهة مباشرة ومعلنة منذُ تولي الخميني سدة الحكم بعد انتصار الثورة الإسلامية الايرانية.

وتعتبر إيران إسرائيل عدوا تاريخيا في المقابل تتهم إسرائيل الجمهورية الإسلامية الإيرانية بزعزعة استقرار المنطقة عبر نشر العنف وتصدير الأسلحة لـ”أذنابها”، والأيدلوجية المعادية للوجود الإسرائيلي.

كانت الصواريخ والمسيرات التي أطلقتها إيران على إسرائيل في الرابع من أبريل هذا العام رداً على ما قالت إنه استهداف قنصليتها في دمشق أول مواجهة عسكرية مباشرة من نوعها بين البلدين في سيناريو تمثيلي جذب أنظار العالم وشكك بجدية الموقف عدم إصابتها جنديا اسرائيليا أو حتى بهيمة ترعى ثم تلا ذلك رد هزيل من إسرائيل أخذ مشهدا شكلياً. 

وفي استعراض ثورة إيران قال حسين داعي الإسلام عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في تصريحات لموقع الحرة: “سرق خميني الذي كان ملأ متخلف ومتطرف ثورة الشعب الإيراني ضد دكتاتورية الشاه وأفرغها عن جوهرها أي الحرية والديمقراطية اللي كان يطالب بهما الشعب الإيراني”.

ويضيف: “لذلك استمرت الدكتاتورية بل في حالة أشدّ، ضد الشعب ولكن على شاكلتها الجديدة تحت عنوان ”ولاية الفقيه“ على يد خميني وخلفه خامنئي اللذان دمرا إيران وأغرقا المنطقة في التطرف والإرهاب والحروب الضارية. 

إشكالية رئيسية تحوم حول المشهد الاسرائيلي الايراني مضمونها..
هل هُناك جدية في مواجهة قادمة بين إسرائيل وإيران؟ وهل الأخيرة مستعدة لخوض غمار مواجهة عسكرية مباشرة؟

يُنظر لاغتيال حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله على إثر ضربة إسرائيلية ضخمة استهدفت قلب الضاحية الجنوبية لبيروت باعتباره نقطة تحول جيوسياسية في الحرب.

على إثر ذلك شهدت المواجهة جولة ثانية من القصف الصاروخي الباليستي الإيراني الذي وصفته صحيفة “وول ستريت جورنال” بأنه “الأكبر من نوعه” في تاريخ الحروب “رداً” على مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية واغتيال أمين عام حزب الله حسن نصر الله مع ضابط إيراني رفيع هو نائب قائد العمليات في الحرس الثوري الإيراني من قبل إسرائيل في الوقت الذي لم يظهر هذا القصف تأثرا موجعا على الأرض سوى براءة الذمة. 

على الرغم من أن مراقبين يرون أن الهجوم الإيراني على إسرائيل كان رسالة روسية بامتياز مع تباين الأراء في ذلك إلا أن القصف الإيراني على إسرائيل تجاوز حده في التضخيم من خلال إبلاغ إسرائيل عبر وسيط ثالث بموعد الضربة الإيرانية ومكانها وكأن تنفيذها ذر للرماد ليس إلا.

في كل الصراعات العسكرية عبر التاريخ يظل أي عمل عسكري من قبل أي بلد على بلد اخر طي الكتمان يتسم بالعمل المفاجئ وعنصر المباغتة والقوى الذي يؤدي الى شل قدرات الخصم فيما تظهر ايران وفق فقه ولاية الفقيه غيرت هذه المفاهيم التاريخية واصبحت الصراعات العسكرية لديها قائمة على تحديد موعد الضربة بدقة وتدع وقتا كافيا للخصم مع تحديد المواقع التي ستوجه إليها الضربة العسكرية ومراعاة نعومتها بحيث لا تحدث خسائر بشرية ومادية، فقط تصيب العدو بالقلق.

على ضوء ذلك ينتظر العالم اليوم ردا إسرائيليا يعتمد على دور الإدارة الأمريكية في تضييق بنك الأهداف تتخللها مقايضة إيران بالتضحية بأذرعها في المنطقة مقابل تأطير الضربة وتخفيفها.

تظل المغازلة الإسرائيلية الإيرانية في وقت ينفذ فيه الاحتلال الإسرائيلي أجندته في شن غارات عنيفة على العاصمة اللبنانية بيروت والضاحية الجنوبية وتدمير البنية التحتية وقتل الأبرياء بذريعة عمليات ضد حزب الله اللبناني المدعوم إيرانيا.

ويعد أحد أهم خيارات الرد العسكرية الاستراتيجية المتاحة أمام إسرائيل ضد إيران والذي أخذ طريقه في المواجهة هجوم سيبراني واسع النطاق يشل أنظمة المؤسسات الإيرانية بما في ذلك منشآت نووية حساسة بحسب تقرير نشرته مجلة “ذي إيكونوميست”.

عقود طويلة تبنى خوض المواجهة ضد اسرائيل وكلاء إيران في المنطقة حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي ثم مؤخراً المليشيات العراقية والحوثية.

تتقدم إيران في الأرقام والترتيب العالمي للجيوش الأكثر تسليحاً وقوة على إسرائيل فحسب موقع “globalfirepower”، تحتل إيران الترتيب الرابع عشر لعام 2024، فيما تأتي إسرائيل في المركز الـ17.

ووفق ورقة بحثية نشرها المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في مايو من هذا العام، لا يمتلك أي من الجيشين، الإيراني والإسرائيلي، قدرات عسكرية كافية لخوض صراع مستمر ومباشر مع الآخر وباستثناء القدرة النووية الإسرائيلية غير المعلنة فإن الطرفين، حسب المعهد يفتقران إلى القدرة على سحق الآخر عسكرياً.

المعهد ذكر أيضا أن إسرائيل تتمتع بتفوق جوي، وأسطول من الطائرات المقاتلة المتطورة مثل “إف 15″ و”إف 16″ و”إف 35”. ومع ذلك يرى أن “استهداف عمق إيران يشكل تحدياً لوجيستياً يتطلب دعماً كبيراً”. 

وبالمقارنة مع إسرائيل تفتقر إيران للإسطول الجوي الحديث ولا تمتلك سوى طائرات قديمة تعاني من نقص في قطع الغيار إلا أن التفوق الإيراني يبرز في الصواريخ الباليستية والصواريخ المجنّحة والمسيّرات التي تُعتبر حسب المعهد ركيزة أساسية لاستراتيجية الردع الإيرانية مما يمكنها من ضرب عمق الخصم حيث استثمرت إيران بكثافة في تطوير ترسانتها الصاروخية، وأصبح لديها صواريخ بمدى يصل إلى 2000 كيلومتر. 

بدأت إسرائيل اليوم تنتهج سياسة تقليم الأظافر من خلال ضرب الأذرع الخارجية لإيران خصوصاً حزب الله وحماس في ذات الوقت الذي تتجه فيه عين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نحو برنامج إيران النووي.

في خضم ذلك ترى الولايات المتحدة وإسرائيل أن ضرب المفاعل النووي الايراني قد يشكل نهاية هيمنتها وضياع مصالحها في المنطقة باعتبار إيران تمثل العصا الأمريكية التي تحافظ على استمرار اختلال المنطقة وعدم توازنها ودوام صراعاتها وكذا تحبذ تجنب منابع النفط باعتباره حق أمريكي مستقبلي وإن كان لابد من ضربة لحفظ ماء الوجه بأي حال كان ستتم بمشاركة الغرب.

الولايات المتحدة تفرض العقوبات الدولية على من تشاء دون استثناء تدرج من تشاء في القائمة السوداء وتعاقب من تشاء بحكم سيطرتها على
الأمم المتحدة والمحكمة الدولية والقانون الدولي فمعظم الدول مجرد أدوات تنفذ أجندتها.

من المفارقات ان من يدافع عن الإرهاب الأمريكي وزير دفاع يعود أصله إلى أفريقيا ومندوبة أمريكا في الأمم المتحدة يعود أصولها إلى أفريقيا كما أن احد متحدثي الخارجية الامريكية من أصول أفريقية بينما التاريخ الأمريكي يكشف أن أجدادهم كانوا عبيدا لا حق لهم وهجروا كالبضاعة لخدمة الرجل الأبيض.

في غضون ذلك أعلن نعيم قاسم نائب أمين عام حزب الله الاسبوع الفائت تأييد الحزب للجهود الرامية إلى التوصل لوقف إطلاق النار بين الحزب وإسرائيل دون أي اشتراطات بعد اشهر من ربطه ذلك بوقف الحرب في غزة.
 
وذكر في خطاب استمر 30 دقيقة وبثه تلفزيون الحزب أن حزب الله يؤيد جهود رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري حليف الجماعة الرامية إلى وقف القتال الذي احتدم في الأسابيع القليلة الماضية مع التوغل البري الإسرائيلي ومقتل بعض من كبار قادة حزب الله وعلى رأسهم الأمين العام حسن نصر الله.
 
وأضاف قائلا “لدينا ملء الثقة بقيادة ‘الأخ الأكبر‘ نبيه بري… نؤيد الحراك الذي يقوم به بري لوقف إطلاق النار”.

وتابع قاسم “على كل حال بعد أن يترسخ موضوع وقف إطلاق النار وتستطيع الدبلوماسية أن تصل إليه كل التفاصيل الأخرى تُناقش وتُتخذ فيها القرارات بالتعاون”.
 
وظل كبار قادة حزب الله يكررون على مدى العام الماضي أن الجماعة لن توقف إطلاق النار على إسرائيل حتى يتم التوصل إلى هدنة في غزة ضمن سياسة تطلق عليها إيران ومليشياتها باسم “وحدة الساحات”، لكن خطاب قاسم أظهر أن حزب الله تراجع عن هذه السياسة على ما يبدو بعد مقتل زعيمه حسن نصر الله قبل أيام في غارة إسرائيل على الضاحية الجنوبية لبيروت.

عام مضى من القتل والتنكيل والإبادة وما تزال غزة تقاوم منفردة مثخنة بجراحها من جرائم الاحتلال الاسرائيلي بدعم أمريكي وتإن جرحا اشد ايلاما من تخاذل من كانت تعدهم سندا وقوة من العرب.

7 أكتوبر 2023 اعتبرها البعض مغامرة حمساوية لأهداف داخلية وخارجية نجر نتائجها إلى اليوم فيما البعض الآخر حسمها بعملية فدائية نفذتها المقاومة الفلسطينية وبين ذا وذاك نشاهد المجازر اليومية التي يقوم بها جيش الاحتلال وداعميه في واشنطن ولندن وبرلين وباريس وغيرها.

أثبتت الحرب على قطاع غزة أنها مؤامرة كبرى ليس للقضاء على حماس (الإخوانية) بل للقضاء على العرب جميعا فما تتعرض له غزة من إبادة جماعية وما تشهده من دمار في البنية التحتية سيصل الينا والمسألة مسألة وقت لدى العدو كون الهدف ليس حماس ولا حتى حزب الله في لبنان بل كل الدول العربية حتى تحقيق الشرق الأوسط الجديد الذي تنشده الولايات المتحدة ونادت وزير الخارجية الأمريكية الأسبق كوندوليزا رايس بتطبيقه على الواقع بأدوات محلية.

مخطط شرق أوسط جديد الذي تردد على ألسنة مسؤولين إسرائيليين أبرزهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحمل إعادة ترتيب موازين القوى ورسم خارطة سياسية مختلفة للمنطقة وفق مخاوف ما يسميه البعض التطلعات التوسعية نحو ما يُعرف بإسرائيل الكبرى في ظل من يرى في إسرائيل أنه بات أقرب للتطبيق من أي وقت مضى في ظل التطورات المتسارعة والمواجهات المستمرة مع ما يُعرف بمحور المقاومة الذي تقوده إيران في المنطقة منذُ هجوم حماس في 7 أكتوبر تشرين الأول 2023.

إلى ذلك قال الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ إن إيران ووكلائها يظلون “تهديدا دائما” لإسرائيل بعدما أعد الجيش الإسرائيلي الرد على الهجوم الإيراني.

من جانبه اعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت خلال زيارة لشعبة الاستخبارات أن: “الهجوم الإيراني كان عدوانيا لكنه غير دقيق، من ناحية أخرى هجومنا سيكون فتاكا ودقيقا وفوق كل شيء مفاجئا، لن يفهموا ماذا حدث وكيف”.

وأضاف: “لقد رأيتم الهجمات هاجمنا الإيرانيون منذ فترة ليست بالقصيرة، كانت هذه الهجمات عدوانية، لكن هذه الهجمات فشلت لأنها لم تكن هجمات دقيقة، ولم يصب سلاح الجو بأذى، ولم تتضرر طائرة واحدة، ولم يصب جندي واحد، ولم يصب مدني واحد بأذى”.

وتابع الوزير الإسرائيلي قوله: “سيكون هجومنا مميتا ودقيقا وفوق كل شيء مفاجئا، فلن يفهموا ما حدث وكيف حدث وسيرون النتائج”.

وتزعم إسرائيل أنها تحارب في سبع جبهات في المنطقة تشمل غزة والضفة الغربية ومليشيات في كل من لبنان، واليمن، وسوريا، والعراق مدعومة من إيران ضمن ما يُعرف بـ”محور المقاومة”. فما بدأ قبل عام كحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة سرعان ما دخل لاعبون إقليميون على خط المواجهات كحزب الله ومليشيات الحوثي في اليمن.

في ظل صراعها المتزايد مع إسرائيل بعد القصف الإيراني الصاروخي تحاول طهران إعادة حساباتها وإدخال أوراق جديدة خليجية لتخفيض بنك الأهداف الاسرائيلية حيث التقى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بالرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في الدوحة مطلع الشهر الجاري.

وفي ذات السياق قال الكاتب والصحفي الجنوبي خالد سلمان “عراقجي في السعودية في زيارة مزدوجة الأهداف، فهي رغبة إيرانية بدخول الرياض على خط تعطيل الإستعدادات الإسرائيلية لمهاجمة إيران، ولو بتخفيض سقف بنك الأهداف، وهي وساطة مع الإسرائيلي إن لم تكن متاحة مباشرة، فهي تتم كما ترغب طهران بواسطة العلاقات الحميمة بين المملكة والولايات المتحدة”.

وأضاف سلمان: “إذا كان هذا البعد الأول فإن البعد الثاني لزيارة عراقجي، تتمثل في توجيه إلتماس بعدم سماح دول الخليج للطائرات والصواريخ الإسرائيلية المرور عبر أجوائها، وإستخدام القواعد الإمريكية من على الأراضي السعودية الخليجية، لإسناد عمليات الإغارة الإسرائيلية” لافتا إلى أن “في حالة القواعد الإمريكية لا يد للرياض ولا قدرة على إملاء ما على هذا التواجد الإمريكي فعله أو عدم فعله، وفي المجمل هذه قرارات سيادية تعني الدولة نفسها”.

وتابع بالقول: “اللافت أن هذه الزيارة حملت عناويناً مزدوجة متصادمة، فهي تنشد الوساطة من جهة والحل على قاعدة ترابط الساحات، والحديث بالنيابة عن شيء لم يعد قائماً أي محور المقاومة، وهي من جهة ثانية زيارة متزامنة ومسبوقة بهجوم سياسي وتهديد صارخ معلن، أطلقه المتحدث بإسم خارجية إيران، يتوعد فيها المملكة ودول الخليج مجتمعة، بضربها في حال مرت الطائرات الإسرائيلية من أجواء أحدى دولها، مفسراً ذلك بالوحدة الإقليمية أي أن تواطؤ دولة واحدة تعني أن كل دول الخليج في السلة ذاتها وتحت مرمى نيران القصف الإنتقامي”.

ولخص سلمان بقوله “وهنا يبرز الحوثي مجدداً كشرطي إيراني تحت الطلب، سيتم تكليفه باستهداف الداخل السعودي، حال وجهت إيران بذلك، بحجة السماح بمرور الإسرائيلي لضرب كعبة مرجعيته طهران”.

وتواصل إسرائيل هجومها المستمر على لبنان بما في ذلك قصف جنوب بيروت وتوغلات الكوماندوز النخبة عبر الحدود ما زاد من حدة المخاطر في المنطقة.

وتوجد حاليا قوات لـ 16 دولة من الدول الأعضاء الـ 27 في الإتحاد الأوروبي في لبنان كجزء من مهمة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في البلاد وتخشى عواصم الإتحاد الأوروبي من أزمة اللاجئين المحتملة التي قد تسببها حرب كبرى طويلة الأمد في لبنان.