اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

يمننة الجنوب: خطيئة قاتلة حان وقت الاعتذار عنها!

النقابي الجنوبي/خاص

في ذكرى 7 يوليو،ذكرى اجتياح القوات اليمنية الغازية للجنوب في 1994، كتب سعيد الجريري وهو كاتب جنوبي بارز، مقال عن خطورة استعارة الجنوب لهوية الجيران السياسية، مشيراً إلى أنها تعيق مسيرة الجنوب نحو الاستقلال وتُعيق تحقيق أهدافه.

ويُؤكد الجريري أن استعارة هوية الجيران، سواء كانت قومية أو دينية أو تاريخية، تُغفل الخصوصية الجنوبية وتُضيء الطريق أمام صراعات لا تنتهي.

ويُشير إلى أن وحدة 1990 وحرب 1994 نتاجا عن هذه الخطيئة، حيث تمّت استعارة هوية الجيران دون مراعاة لخصوصية الجنوب.

ويُشدد الكاتب على أن “يمننة دولة الجنوب المستقلة عن بريطانيا خطيئة قاتلة” ويجب الاعتذار عنها، لا أن تُبجّل كجزء من الماضي.

ويُحذر من أن استمرار استعارة هوية الجيران سيُحيل الجنوب إلى “ذو نزعة جهوية” لا قيمة لها على الساحة الدولية.

ويُؤكد الكاتب الجريري أن الجنوب لم يكن ولن يكون “جنوباً يمنياً”، وأن من يرى ذلك لا معنى لاعتراضه على مقولة “عودة الفرع إلى الأصل” أو شعار “الوحدة أو الموت”.

ويختتم الكاتب مقاله بدعوة الجنوبيين إلى التخلي عن استعارة هوية الجيران والعمل على بناء دولتهم المستقلة ذات الهوية الخاصة.

نص المقال

في ذكرى 7 يوليو ….
عن خطيئة استعارة هوية الجيران السياسية!

سوف يشغلوننا بجزئيات وتفاصيل لهم فيها مآرب نعرفها، وسيخرجون من بيننا بين حين وآخر أفراداً أو جماعات تستجيب لتكتيكات الإيديولوجيا السياسية المناسبة لكل مرحلة، فبالقومية حيناً، فالدينية حيناً آخر ، ثم بالتاريخية بين حين وحين، كأن لنا ذاكرة ذبابة!
من يقرأ التاريخ واعياً متجرداً من خرافاته، متخففاً من ضغط الوصول إلى السلطة والنفوذ عبر الإيديولوجيا السياسية، لا تنطلي عليه قوانين اللعبة السياسية اليمنية.

لم يوصلنا إلى إعلان وحدة 1990 ثم حرب 1994 سوى استعارة هوية الجيران السياسية – في سياق نتفهمه الآن – على أننا جزء منها، وما دام بيننا من يظن أنه جزء من تلك الهوية السياسية، فهو يعيق ذاته قبل غيره عن إنجاز هدف الخروج من هوية الجيران السياسية، لأنهم سوف يشغلونه الآن بيومياته حتى تحين لحظة 7 يوليو جديد، وهم في كل الأحوال لن يخسروا شيئاً، وقد يكسبون كما يؤملون.

يمننة دولة الجنوب المستقلة عن بريطانيا خطيئة قاتلة ينبغي لمن تبقى من ممثليها أن يعتذروا عنها، لا أن تظل جزءاً من ماض يفخرون به، كما يفعل بعضهم. أما سوى ذلك فلن يراك العالم يامن كنت جزءاً من دولة الجنوب الميمننة سياسياً سوى ذي نزعة جهوية، يكون الاختلاف والاتفاق معها بحسب المصالح والمتغيرات.

لسنا – ولم نكن – جنوباً يمنياً.
أما من يرى أننا كذلك فلا معنى لاعتراضه على مقولة “عودة الفرع إلى الأصل” القميئة، ولا شعار “الوحدة أو الموت”، إذ لا قضية له سوى أن يكون جزءاً من تقاسم السلطة والثروة. وما أبعد هذا عن الدولة المستقلة عن هوية الجيران السياسية!

سعيد الجريري

زر الذهاب إلى الأعلى