اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

“لا أحد يرى الضباب”

 

 

كتب/ بسمة نصر

 

 

في مكان ما… هناك نافذة مغلقة، تطل على سماء لم تعد زرقاء، وعينان مفتوحتان منذ زمن… لا تغمضان.

أعيش بين الهمس والسكون، أخاف من الصوت، وأخاف من الصمت…

كأن العالم كله قد اتفق أن يلقي بثقله على صدري.

لي يد ممدودة… لا تلوح، لا تصافح، فقط… تنتظر شيئا ما.

ربما مفتاح، أو صدفة، أو أحدهم يقرأ ما لا يقال.

لا تسألني كثيرا… أنا بخير كما يقولون دائما.

فقط أجد صعوبة في التنفس…

ليس بسبب الهواء، بل لأن شيئا ما… جالس فوق قلبي.

ابدو عادية… أمشي بين الناس وأبتسم، لكنني أسقط كل ليلة داخل نفسي،

وأصرخ بلا صوت، كأنني أغرق في كوب ماء… ولا أحد يراه.

لو مررت بجانبي، فانتبه… قد تلمح ظلا خفيفا يقول:

“الضوء ليس بعيدا… فقط، لا تتركني هنا طويلاً”.

وربما… إن صادفت هذه الكلمات ذات مساء،

فلا تمر كمن يقرأ حلما غامضا في صحيفة قديمة.

توقف!  اقرأها بعين قلبك، لا بعينك فقط.

هناك نفس أخير… ينتظر من يسمعه قبل أن يذوب في العدم.

وصوت خافت… كاد ينسى كيف ينادى عليه.

لا أطلب كثيرا…  ربما يد لا تمسك بي،

لكن تشير لي أنني ما زلت هنا،

أو نظرة… لا تعبرني كما تعبر الريح النافذة.

إن ضللت الطريق ذات يوم، وتعثرت في ظلي،

فأرجوك… لا تتركني معلقا بين الغياب والاحتمال.

أعرف أن الضوء ليس وعدا، لكنه أحيانا…

يكفي أن يظنني أحدهم ما زلت أبحث عنه.

زر الذهاب إلى الأعلى