“مليونية الهوية الجنوبية: تجسيدٌ لإرادة الصمود وانتصارٌ للكرامة”

كتب/مروان قائد محسن
مليونية الهوية الجنوبية التي أقيمت في سيئون حضرموت تمثل حدثًا عظيمًا يعكس قوة الإرادة والعزيمة التي يتمتع بها أبناء الجنوب إن هذا الحدث الذي تابعته قناة عدن المستقلة على الهواء مباشرة أظهر للعالم أجمع مدى قوة الهوية الجنوبية ومدى تمسك الشعب الجنوبي بأرضه وحقوقه وكرامته إن الشعب الجنوبي اليوم يؤكد من جديد أنه لا يمكن لأي محتل أن ينال من إرادته ولا يمكن لأي عميل أو خائن أن يشوه تاريخ هذا الشعب العظيم الذي ضحى بالغالي والنفيس من أجل حريته وكرامته إن المليونية الأكتوبرية التي أقيمت بمناسبة الذكرى الحادية والستين لثورة الرابع عشر من أكتوبر الخالدة جاءت لتكون صفعة قوية في وجه كل من راهن على فشلها أو حاول تقويضها إن هذه الفعالية الكبرى التي شهدتها سيئون حضرموت لم تكن مجرد تجمع جماهيري بل كانت تعبيرًا حقيقيًا عن روح المقاومة التي لا تموت عن الأمل الذي ينبعث من كل قلب جنوبي ينبض بحب الوطن لقد أظهر أبناء الجنوب اليوم أنهم قادرون على تحقيق ما يسعون إليه مهما كانت التحديات ومهما كانت الصعاب إن الاحتفالية الأكتوبرية في سيئون كانت رسالة واضحة للعالم أجمع بأن الجنوب يقف اليوم أقوى من أي وقت مضى يقف متماسكًا متكاتفًا من أجل بناء مستقبل أفضل من أجل الحفاظ على هويته وحقوقه إن كل من حاول النيل من هذه الهوية وكل من سعى لتفتيت هذه اللحمة الوطنية خاب أمله وذهبت جهوده أدراج الرياح إن الاحتفال بمثل هذا اليوم التاريخي يعد استحضارًا لكل معاني التضحية والكرامة إنه يوم لا ينسى في ذاكرة الشعب الجنوبي الذي عرف كيف يخرج من تحت رماد الاحتلال قويا شامخا لا يعرف الانكسار إن الاحتفالية الكبرى في سيئون تؤكد أن اليمنيين المحتلين الذين حاولوا أن يفسدوا فرحة الشعب الجنوبي قد باءوا بالفشل وأنهم يموتون كمدا وحسرة وهم يرون هذا الشعب العظيم يحتفل بحرية وكرامة إن هذه المليونية ليست مجرد تجمع بل هي تأكيد على أن الجنوب ماضٍ نحو الحرية ماضٍ نحو استعادة كل حقوقه المسلوبه وأن هذه الإرادة الصلبة التي تجسدت في وجوه الحاضرين تعكس الروح الحقيقية للشعب الجنوبي الذي لم ولن يقبل بالذل أو الخنوع تحت أي ظرف من الظروف إن المليونية الأكتوبرية في سيئون لم تكن مجرد حدث عابر بل كانت محطة فارقة في تاريخ الجنوب المعاصر حيث أكد من خلالها أبناء الجنوب على تمسكهم بالهوية الجنوبية الأصيلة وعلى وحدة الصف والهدف تجاه كل ما يمس أمنهم واستقلالهم
لقد كانت سيئون في هذا اليوم شاهدة على عظمة هذا الشعب الذي خرج بكل فئاته ليعبر عن تطلعاته وآماله في استعادة دولته وحقوقه المشروعة لقد تجسدت في تلك الحشود معاني الصمود والمقاومة التي لطالما كانت عنوانًا للشعب الجنوبي منذ انطلاقة ثورته المجيدة قبل واحد وستين عامًا ولقد أثبتت تلك الحشود أن الجنوب لا يزال حيًا في قلوب أبنائه وأنه لن يقبل بأي حلول جزئية أو تسويات تلتف حول طموحاتهم في الحرية والاستقلال
إن هذه المليونية جاءت لتكون رسالة مدوية إلى العالم أجمع بأن الجنوب لا يزال متمسكًا بحقوقه وبأن شعبه لن يرضخ لأي محاولات لإعادة عجلة التاريخ إلى الوراء إنها رسالة لكل من يظن أن الشعب الجنوبي قد ينسى تاريخه أو يساوم على مستقبله لقد كانت هذه الفعالية تعبيرًا حيًا عن رفض أبناء الجنوب لكل أشكال الاحتلال والظلم والاضطهاد وتأكيدًا على أنهم سيواصلون نضالهم حتى تحقيق كل ما ناضل من أجله الشهداء الأبطال الذين ضحوا بدمائهم من أجل أن يبقى الجنوب حراً عزيزاً
وفي هذه اللحظة التاريخية تتجلى قوة الشعب الجنوبي ووحدته وعزمه على تجاوز كل المحن إن هذا الحضور الجماهيري الحاشد يعكس مدى التلاحم بين القيادة والشعب وبين الماضي والحاضر إنها لحظة تذكير ببطولات الأجداد الذين صنعوا المجد وجعلوا من الجنوب نموذجاً في الكرامة والعزة والاستقلال واليوم يكمل الأبناء مسيرة البناء ويضعون اللبنات الأولى لنهضة الجنوب الجديدة التي ستكون قائمة على العدل والحرية والمساواة
ولا يمكن أن نتجاهل هنا أن المحتلين اليمنيين الذين حاولوا بث الفرقة بين أبناء الجنوب واستخدموا كل الوسائل لإفشال هذا التجمع قد خابوا في مساعيهم ووجدوا أنفسهم أمام شعب صلب لا ينكسر وأمام إرادة لا تقهر لقد كانت هذه المليونية ردًا عمليًا على كل من حاول تقويض عزيمة الجنوب وعلى كل من اعتقد أن بإمكانه أن يفرض إرادته على شعب حر
إن ما شهدته سيئون في هذه المليونية التاريخية يعد انتصارًا ليس فقط للجنوب بل لكل الشعوب الحرة التي تناضل من أجل حقوقها والتي ترفض الذل والاستبداد واليوم نقف جميعاً في الجنوب أمام لحظة تاريخية فارقة نتطلع فيها إلى مستقبل مشرق يحمل معه الأمل والتحرر والكرامة