التميمي يكتب: هنيئاً لمعلمي ساحل حضرموت نقابتهم الجنوبية

 

كتب / ناصر التميمي

بعد الحرب الظالمة على الجنوب من قبل نظام صنعاء واحتلاله في عام 1994م بالحديد والنار ،تم العبث بالجنوب ودمرت أغلب مؤسساته بطريقة همجية من القادمون إلينا من الكهوف الذين استباحوا كل شي جميل حتى التعليم لم يسلم منهم لقد دمروا المدارس وعبثوا بالمنهج الدراسي واستبدلوا أسماء المدارس بأسماء أخرى ليس هذا فحسب ،بل هضموا حقوق المعلم في الجنوب وأثقلوا كاهله بكثير من الأزمات التي لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية ،وساهموا في تحويل المؤسسات التعليمية ملكيات خاصة للعائلات معينة ،بما فيها نقابة المعلمين والتربويين الجنوبيين التي تم صبغها باليمننة وأفقدوها دورها الريادي الذي كانت تؤديها وسلموها لأحزاب صنعاء وتركوا المعلم في الجنوب يعاني الأمرين .

معلمو ساحل حضرموت كغيرهم في الجنوب كانوا يحلمون بإيجاد كيان نقابي جنوبي يضمهم تحت مظلة واحدة يتبنى متابعة حقوقهم المهضومة ،والتي لم تعطى لهم منذ سنوات طويلة وبعد جهود دؤوبة بذلتها مجموعة من الكوادر التربوية من أجل لملمت شتات المعلمين بساحل حضرموت الذين ظلوا لسنوات طويلة تائهين بين المد والجزر الذي تشهده الساحة الجنوبية تمكللت كل هذه الجهود في إشهار النقابة يوم أمس في مدينة المكلا برئاسة الأستاذ سعيد احمد العماري .

طبعاً كلنا نعلم جيداً أن الطريق أمام قيادة النقابة لن يكون مفروشاً بالورود ومرصعاً بالفسيفساء والياجور كما يتوقع البعض ،بل سيكون ملئ بالحفر والمطبات والأشواك ،والكل يعي ذلك جيداً ،لأننا لا زلنا نعيش في بيئة مليئة بالوحوش والذئاب المفترسة ونتعامل مع سلطة وحكومة لا زالت مفاصلها تسيطر عليها لوبيات من الفساد التي لاتزال خيوطها وجذورها مربوطة بالدولة العميقة .

على الجميع أن يكونوا يداً واحدة خلف قيادة النقابة حتى نتمكن من إنتزاع حقوقنا من بين أنياب الذئبة ونحن على ثقة كبيرة في القيادة الذين هم من الكوادر التربوية النزيهة والمشهود لها بالكفاءة والحنكة القيادية،هذا ليساً مدحاً فيهم لقد رأينا ولمسنا مواقفهم الشجاعة في الإضراب السابق في الفصل الدراسي الثاني في العام الماضي من خلال صمودهم الأسطوري في الساحات رغم المضايقات والتهديدات بل والإعتقال الذي طال العديد منهم ،ولم يتزعزوا قيد أنملة ،بل صمدوا صمود الأبطال في ساحات الوغى وثقتنا فيهم كبيرة بأننا سنصل الى ماتصبوا اليه.

يامعلمو ساحل حضرموت اليوم أنتم شكلتوا كيانكم النقابي أسوة بغيركم في المحافظات الجنوبية على طريق انتزاع الحقوق سيروا على بركة الله واتركوا الخلافات البينية جانباً واركبوا في سفينة واحدة وتحت مظلة واحدة ،وحتماً سوف تنتزعون حقوقكم عاجلاً أم آجلاً بإذن الله ،وقيادة النقابة ستكون الى جانبكم وهذا واجب عليها وهنيئاً نجاحكم الكبير في تحقيق حلمكم الذي انتظرتوه على مدى عقود من الزمن ،فإن انتخاب قيادة نقابة المعلمين والتربويين الجنوبيين بساحل حضرموت .. خطوة في الإتجاه الصحيح