إثر تذوقه مرارة الهزيمة مرارا.. الحوثي يستميت انتحارا طمعا بنفط وثروات الجنوب

النقابي الجنوبي/خاص

منذ صمود المقاومة الجنوبية التي تشكلت من مختلف محافظاتها واستبسالها بدعم من التحالف العربي حتى أثمرت تضحياتها بتحقيق النصر المؤزر بطرد مليشيات الحوثي من العاصمة عدن وكل مدن الجنوب في العام 2015 ماتزال المليشيات الحوثية لاتفارق مخيلتها أطماعها تتحين الفرص وتستميت محاولة إعادة غزوها من نافذة التسللات الفاشلة مرارا نحو معظم المواقع العسكرية الجنوبية على مختلف الجبهات الحدودية في حالة من الانتحار اليائس على أسوار الجنوب.

تحشد المليشيات الحوثية تحركاتها الميدانية نحو أراضي الجنوب بكل ترسانتها الحربية من تعزيزات بشرية وآليات عسكرية باتجاه محافظات الضالع، لحج، وشبوة بالتزامن مع تعزيزات أخرى وصلت إلى محافظة تعز اليمنية البوابة الأخرى لمحافظات الجنوب.

في ضوء ذلك قالت مصادر محلية لـ”النقابي الجنوبي” إن مليشيات الحوثي دفعت قبل نحو اسبوعين بتعزيزات شملت آليات عسكرية وعشرات المقاتلين إلى المناطق الحدودية مع محافظة لحج حيث تصدت القوات العسكرية الجنوبية في جبهة عهامة بالمسيمير الحواشب في ساعة مبكرة صباح الجمعة 6 سبتمبر/أيلول 2024 لهجوم غادر شنته مليشيا الحوثي (المصنفة دوليا على قائمة الإرهاب).

وذكرت مصادر عسكرية ميدانية أن مليشيا الحوثي شنت هجوما باتجاه مواقع البرادة ورواحح وعززته بتغطية نارية مكثفة مستخدمةً الأسلحة الثقيلة والمتوسطة فيما قوبلت برد جنوبي عنيف أجبرتها الوحدات العسكرية الجنوبية المرابطة في الجبهة على التراجع وسط تكبيد جماعة الحوثي خسائر فادحة بشرية ومادية في صفوف عناصرها المهاجمة خلال المواجهات العنيفة التي استمرت لساعات.

من جهته قال المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة الجنوبية محمد النقيب في تصريحات صحفية إن “مليشيات الحوثي شنت هجوما مباغثا على مواقع القوات المسلحة الجنوبية في جبهة المسيمير بمحافظة لحج لكن تم التصدي لها بقوة” مشيرا إلى أن القوات الجنوبية تمكنت من إلحاق خسائر كبيرة في صفوف الحوثيين نافيا في الوقت ذاته سيطرة الحوثيين على موقعي البرادة ورواحح في مديرية المسيمير.

المصادر الميدانية أكدت أن مليشيا الحوثي شنت هجوما عنيفا بقذائف الهاون بشكل عشوائي طال قرية عهامة في منطقة المسيمير محافظة لحج.

وأضافت المصادر أن القصف الحوثي الذي تسبب بأضرار مادية كبيرة في المنازل والممتلكات تزامن مع اشتباكات عنيفة اندلعت في المنطقة بين القوات الجنوبية ومليشيات الحوثي.

في سياق متصل أكد مصدر عسكري لفرانس برس أن “القوات المسلحة الجنوبية أحبطت هجوما مباغتا نفذته مليشيات الحوثي على جبهة كرش بمحافظة لحج وتمكنت من صده وتكبيد المليشيات خسائر بشرية”.

وبين حين وآخر تكتسي مليشيات الحوثي ثوب الغدر وتتخطى حدودها في مقامرة منها بفتح معارك مسلحة مع القوات الجنوبية على خطوط التماس في المناطق الحدودية.

تأتي المواجهات في محافظة لحج بعد أيام من اندلاع اشتباكات مماثلة بين مليشيات الحوثي الانقلابية والقوات المسلحة الجنوبية في محافظة الضالع أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف مليشيات الحوثي.

وتشهد مختلف جبهات القتال في المحافظة هجمات متفرقة تشنها المليشيات وقصفا بالطيران المسير أوقع قتلى وجرحى في صفوف المدنيين.

ويعاني البلد للعام العاشر على التوالي صراعا مدمرا للاستحواذ على السلطة بين الشرعية اليمنية ومليشيات الحوثي انعكست تداعياته على مختلف القضايا إذ تسبب بإحداث أزمة إنسانية تصفها الأمم المتحدة بالأسوأ على مستوى العالم.

وتشير الشواهد إلى أن المليشيات تدفع إلى جولة حرب جديدة قد تكون الأخيرة في أجندتها في إغلاق كل أمل في السلام وتجهز على ما تبقى من البنية الاقتصادية المتردية أساسا وما يرجح ذلك اشتعال الحرب المصرفية بين صنعاء اليمنية وعدن الجنوبية بعد سنوات من تبادل الاتهامات بالتسبب في انهيار قيمة الريال وتوقف صرف رواتب الموظفين وارتفاع الأسعار وضعف القدرة الشرائية حيث جاء في مجابهة ذلك القرار الأخير رقم (20) الذي أصدره محافظ البنك المركزي بعدن أحمد غالب المعبقي في مواجهة الأزمات المفتعلة بوقف التعامل مع 6 من أكبر البنوك اليمنية العاملة في مناطق سيطرة المليشيات بهدف تحجيم نفوذ وقدرات الحوثيين الاقتصادية.

إضافة إلى قرار محافظ مركزي عدن رقم (32) بشأن إيقاف تراخيص عدد من شركات ومنشآت الصرافة بناء على المخالفات المثبتة بتقرير النزول الميداني المرفوع من قطاع الرقابة على البنوك والذي سيعمل على عزل القطاع المصرفي في مناطقها ما أثار حفيظة مليشيا الحوثي ورفعت وتيرة إعلان حالة الحرب في مغامرة غير محمودة العواقب واستخدمت نفوذها وتأثيرها وتهديداتها كضغوط على الاقليم لفرض شروطها وإملاءاتها في إلغاء قرارات البنك المركزي بعدن ما دعا المعبقي إلى تقديم الاستقالة التي لم يبث فيها مع إصرارها على الاستمرار بمناوشاتها على الأرض بين الفينة والأخرى في شن هجماتها على محافظات الجنوب.

وجاء تصعيد مليشيا الحوثي الميداني من هجماتها باتجاه محافظات الجنوب عقب تهديدات زعيمها عبدالملك الحوثي في أخر خطبة وصفها بـ «المفأجآت البرية».

فما تشهده نقاط التماس الحدودية من تجاوزات حوثية ومحاولات الاختراق والتسلل في الأراضي الجنوبية بصورة مباغثة في الأونة الأخيرة يقابله عملية تصدي القوات الجنوبية وإفشال مخططات مليشيا الحوثي في تحقيق مآربها إضافة إلى شن هجماتها ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن في ضوء كل ذلك تبددت الأمال في إحداث انفراجة في مسار السلام بعد الاتفاق على خارطة طريق بوساطة السعودية وسلطنة عمان فحصدت إخفاقا غير مأسوف عليه كون مليشيا الحوثي ليس في أجندتها سوى الحرب والدمار كخيار رئيسي في تحقيق أهدافها.

أصبح المشهد وفق رؤية عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي رئيس وحدة شؤون المفاوضات د. ناصر الخُبجي أن أنظار مليشيا الحوثي وأطماعها الحالية تتجه صوب مصادر النفط حيث يلتقي توجهها ذلك مع تواطئ خفي من قبل تيار جماعة حزب الاصلاح في مأرب لتحقيق هدف المليشيات بشرط مواصلة المليشيات تقدمها وزحفها العسكري نحو الجنوب أبتداءً من شبوة وحضرموت والمهرة لاجتياحها والسيطرة على منابع الثروات هناك.

وأضاف بالقول: يبدُو أن للحوثي حساباته السياسية والعسكرية التي تجعله يفكر ملياً في حسابات خسارته وانكساره فاتخاذ قرارات متسرعة قد تجعله يذوق مرارة الهزيمة في الجنوب كسابقاتها، وأعظمها هزيمته وإنكساره في العاصمة عدن عام 2015م، وآخرها في شبوة.

ويؤكد الدكتور الخُبجي أن القوات المسلحة الجنوبية على أهبة الأستعداد والجاهزية القتالية العالية لأي تهديد يُعكر أمن وسلام بلادنا والإقليم والمجتمع الدولي.

وأشار الخُبجي إلى قضية الجنوب منوها أن عدم الاعتراف بقضية شعب الجنوب وحتمية وجود المجلس الانتقالي الجنوبي في المعادلة السياسية وطاولة المفاوضات للوصول إلى الحل الشامل الذي يحقق السلام الدائم للمنطقة إلى أن هناك قوى نافذة من أحزاب الشرعية وحزب الاصلاح جماعة الإخوان المسلمين في اليمن وحلفائهم واتفاقياتهم المكشوفة مع مليشيا الحوثي والتنظيمات الإرهابية ودعمهم لها وتسهيل تحركاتها من محافظة البيضاء التي تقع تحت سيطرة الحوثي إلى أبين ومأرب وشبوة التي تُعرقل جهود الحل الشامل للوصول الى السلام الدائم.

وأكد أن عدم الاعتراف بجذور الصراع في اليمن وحل قضية شعب الجنوب والاعتراف باستقلال الجنوب يُعد السبب الرئيسي في فشل حلول الحرب في اليمن.

ووجه د. الخُبجي رسالة للمجتمع الدولي قائلاً: ما نود أن نخاطب به الدول الراعية للعملية السياسية في اليمن والمجتمع الدولي بشكل عام هو أن يدركوا أن الجنوب ليس كيان أو حزب يتم التعامل معه كطرف من الاطراف اليمنية وإنما هو شعب لديه هوية ووطن ودولة حدودها معروفة ولها تاريخ عريق ولا يمكن تجاوز الجنوب بأي عملية سياسية في اليمن ولكن نحن نتمنى من الدول الراعية للعملية السياسية في اليمن أن تحسم كل الاتفاقيات بحل واحد الذي به سيعم السلام في اليمن والمنطقة بشكل عام وهو حل الدولتين لليمن الشقيق دولتهم وللجنوب دولته.

ويلح سؤال بقوة على مدى السنين الفائتة ليتصدر الأذهان دون أن يلقى إجابة شافية يكمن في..

هل أنجز التحالف العربي مهمته في القضاء على مليشيات الحوثي أم أن أوراق اللعبة تغيرت؟ وكيف لنا أن نقيم وجهته من القضية الجنوبية واستعادة دولة الجنوب؟

وفيما أن سنوات الحرب طالت دون متغيرات في قلب الموازين على الأرض وظل الحوثي يسيطر على محافظاته اليمنية والجنوبيون يحكمون أرضهم ومحافظاتهم الجنوبية آن الأوان أن يفي التحالف العربي بالتزاماته بدعم استعادة الدولة الجنوبية في المحافل الدولية وأن تغلق الحدود بمباركة أممية.

صفقة اتفاق السلام الذي وقع بين السعودية والمليشيات الحوثية برعاية صينية إيرانية وعمانية كان أهم بنوده وقف الطلعات الجوية ضد مليشيا الحوثي مقابل وقف المليشيا عن إطلاق الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية باتجاه الأراضي السعودية ولا تزال هذه الاتفاقية سارية رغم المستجدات الأخيرة في إيران كما وأن ليس من مصلحة السعودية إلغاء هذه المعاهدة مما يكشف أن أي حرب في اليمن ستكون يمنية يمنية أو يمنية جنوبية في الوقت الذي يمد الحوثي بالدعم العسكري الإيراني وتفوق المليشيات الجوي والاستخباراتي.

وتنشط مليشيا الحوثي بالركض خلف أطماعها مكشرة أنيابها نحو حدود محافظات لحج، الضالع، أبين، وشبوة الجنوبية ولا تزال تتدثر بثوب المستجير بالرمضاء من النار أمام قوة وشجاعة وصلابة القوات الجنوبية التي دحرتها وكسرت هجومها وقتلت وأسرت من المليشيات الكثير على أبواب الجنوب.

ولاتزال الآلة العسكرية الحوثية تتمدد بدعم من عواصم القرار الدولي باعتبارها أداة تنفذ أجندات عدة تتداخل مع ملفات متشابكة يتم التحكم بمصير قرارها عبر المركز الرئيسي في إيران.

ويرى الكاتب والصحفي الجنوبي خالد سلمان أن الحوثي بندقية للإيجار السياسي وأن: “الحوثي قرار إطاحته لم يعد يمنياً، ولا يرتبط بالتفاعلات والتوازنات المحلية بل هو قرار مافوق وطني وهو أي الحوثي مجرد هامش ومخلب قِط في تبادل الملفات الكبرى، وصفقات المقايضات وترسيم حدود المصالح”.

وقال في تحليل الوضع: “في الداخل القرار مرتبك، لا يظهر الحوثي قوة لا تُقهر في ميدان المنازلات العسكرية، وغالباً ما يتعرض لهزائم متلاحقة كما حدث مطلع هذا الأسبوع في مواجهة مع القوات الجنوبية، أدت إلى إسقاط عديد المواقع في قلب تحصيناته بتعز، ومع ذلك فإن الطرف الشرعي يتجنب الخوض بتشكيل قوة مشتركة وغرفة عمليات موحدة قاسمها المشترك تنسيق العمليات العسكرية بين مختلف المكونات المسلحة إنتقالي حرس جمهوريّ جيش وطني، وخوض السياسة والدبلوماسية بضرب النار وتغيير المعادلات الميدانية على الأرض”.

وأضاف بقوله: “هذا الإرتباك يحيلنا إلى واقع الكثير يتحاشون الخوض فيه، وهو أن قرار الحرب والسلم ليس يمنياً، وأن إدارة المعركة ضد الحوثي ستظل رهناً لحسابات القوى الإقليمية والدولية والصفقات الكبرى”.

وتابع سلمان: “بحسابات توازنات الداخل، الحوثي يمكن هزيمته، وبحسابات الدبلوماسية الدولية ولعبة الملفات ممنوع هزيمة الحوثي”.

تزخر تحصينات القوات الجنوبية المحمية بشجاعتها وقوة إرادتها بمدى الإيمان ببلوغ الهدف وتحقيق الغاية التي تستشرف حمل الراية وتستنشق من عبق قبسها المتقد رائحة الحرية وتبعث نيران أسلحتها رسالة العزة والكرامة والإباء والشموخ في صورة جمالية تنشد استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة راسمة نصب أعينها حدود وطن يتألق من المهرة إلى باب المندب.

أبطال القوات الجنوبية على خط النار في الجبهات القتالية لحج، الضالع، شبوة، وأبين في جاهزية عالية يسطرون بصمودهم وثباتهم أروع الملاحم البطولية ويهدون شعبهم الجنوبي أجمل التضحيات الفدائية مدركين خطورة المرحلة التي تضفي عليهم عزيمة وإصرارا.

في غضون ذلك أقر قادة الألوية والوحدات العسكرية في جبهات شمال الضالع في الاجتماع الذي عقد برئاسة العميد عبدالله مهدي سعيد رئيس العمليات العسكرية لمحور الضالع القتالي والعميد هادي العولقي قائد محور الضالع العملياتي رفع أعلى درجات الجاهزية القتالية.

وأشاد مهدي والعولقي بثبات وصمود أبطال القوات المسلحة الجنوبية في وجه كل المحاولات المستمرة من قبل المليشيات الحوثية لإحداث أي إختراق عسكري ومجابهة ذلك بكل بسالة وتضحية.

وشدد رئيس العمليات العسكرية المشتركة وقائد المحور العملياتي على أهمية رفع الجهوزية القتالية إلى أعلى مستوياتها والحفاظ على ثبات وتماسك القوات الجنوبية المرابطة في مختلف جبهات القتال مؤكدين على أهمية الاستشعار بحجم المسؤولية الوطنية ورفع اليقظة لاستمرارية تلقين المليشيات الغازية دروساً في الفداء والتضحية وكسر أحلامها بتحقيق أي تقدم في جبهة الضالع وكل الجبهات القتالية في عموم الجنوب.

وأشارا إلى اهتمام القيادة السياسية والعسكرية ممثلة بالرئيس القائد عيدروس الزُبيدي بالمرابطين على خطوط التماس، وتوجيهاته الدائمة بتعزيز حالة الصمود وإسناد الأبطال بكل ما يلزم لمواصلة كسر المشروع الفارسي على أرض الجنوب والمنطقة عموماً.

وتمارس مليشيات الحوثي في حربها على الجنوب وسائل عدة وأدوارا شتىء يتم التصدي لها أو ضبط الخلايا الإرهابية التي تعمد التوغل في الجنوب حيث تبذل القوات الجنوبي الغالي والنفيس في الحفاظ على السياج الجنوبي المنيع. 

يظل صمود القوات الجنوبية في مقارعة مليشيات الحوثي على كل الجبهات وفاءً لدماء الشهداء وتأكيد الولاء لقضية شعب الجنوب وتجسيدا لمعاني الفداء في حماية مكتسبات الثورة الجنوبية وإنجازاتها.