عن التعليم في< الجنوب>

كتب /وقاص النعمي
منذ فترة مابعد تحرير العاصمة عدن ومعظم مناطق الجنوب..تشهد العملية التعليمية تدهورا مؤسفا شمل كل أركان العملية التعليمية من مدارس ومعلمين وطلاب وكل ركن منها له قصة طويلة ..فوضعية المدارس وعلى رغم قيام الهلال الأحمر الإماراتي مشكورا بترميم ماتضرر منها في الحرب الأخيرة إلا أن الإهمال والتصحر زحف عليها واعادها إلى وضعية أسوأ من وضعية الحرب..المعلمين حدث ولا حرج..رواتب ضئيلة لا تسد رمق أقل أسرة وتأخر في استلامها حتى منتصف الشهر التالي ..وطلاب لايجدون في المدرسة ما يشبع رغبة أغلبهم في تلقي العلم وبناء المستقبل وتحقيق الاماني…تفتح صفحات وسائل التواصل الاجتماعي تجد اغلب المدارس تشتكي من نقص المعلمين والمعلمات إلى درجة أن الكثير منها أصبح يسمح للطلاب بمغادرة المدرسة في الحصة الثالثة أو الرابعة على أقصى تقدير
نسبة المعلمين والمعلمات الأساسيين في كل مدرسة لا تزيد عن ثلاثين في المئة في أفضل الظروف والباقي متعاقدين ومتعاقدات أغلبهم نازحين يقبلون بالفتات طالما سيحقق حلمه بالبقاء في عدن وقضم مساعدات المنظمات ومشي الحال
وكل عام دراسي يأتي بما هو أسوأ من قبله ولا نية لدى أحد في التغيير ..حتى المجلس الانتقالي الجنوبي شكل دائرة للتعليم مهمتها الاشراف على العملية ومد يد العون لمن يحتاج لكنها دائرة لا تقوم بدورها على أكمل وجه..مازال طلابنا يدرسون مناهج الاحتلال اليمني التي تكرس الهيمنة والتسلط وايضا التكفير ضد الجنوب ومن لا يصدق مااقول فليفتح كتاب الوطنية للصف السادس الابتدائي وسيقرا بأم عينه عبارات انتصار الشعب اليمني على دعاة الردة والانفصال في 94 وواحدية الشعب وغيرها من العبارات التي لا اعتقد ان اي جنوبي حقيقي يرضى بها كمادة لتعليم اولاده
لا اظن ان مسألة رفع علم الجنوب على أسطح المدارس وترديد النشيد الجنوبي هي أولوية في الوقت الحالي فنصف عدد طلاب المدارس الحكومية وأكثر هم من النازحين وبالتالي لا يهمنا مسالة ترديدهم للنشيد من عدمها ..تغيير المناهج وانتشال العملية التعليمية بكل أركانها أظنها ضرورة ملحة في الوقت الحالي والنجاح هو في ترتيب اولويات الاشياء نحو استعادة حرية وطننا وتعليم أجيالنا أن الجنوب وطن يحيا فينا ولا نحيا فيه ..
وقاص فيصل نعمي
ناشط سياسي ومجتمعي جنوبي
عدن 20/9/2024