حضرموت.. بين انتزاع الحقوق وإخراج قوات الاحتلال اليمني

محمد علي رشيد النعماني

حضرموت هذه المحافظة الشامخة بتاريخها وثقافتها العريقة عانت لسنوات طويلة من تهميش مقصود واستغلال ممنهج لثرواتها ومقدراتها واليوم يقف أبناء حضرموت في صفوف موحدة رافعين أصواتهم في مطالبة مشروعة لانتزاع حقوقهم وإنهاء وجود قوات الإحتلال اليمني في المنطقة العسكرية الأولى .
لقد عبر أبناء حضرموت في أكثر من مليونية عن إرادتهم الصلبة والمتمثلة في تأكيد جنوبية حضرموت ورفض أي محاولات لتزييف إرادتهم وهويتهم هذه الإرادة التي تنبثق من عمق التاريخ والهوية الحضرمية الجنوبية ترى في المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي الممثل الشرعي لقضيتهم والسند الوحيد في رحلة استعادة حقوقهم المهضومة .
إن الدعوات المستمرة من أبناء حضرموت لدعم قوات النخبة الحضرمية ليست مجرد مطالب أمنية فحسب بل هي خطوة استراتيجية تهدف إلى تثبيت الاستقرار وضمان الأمن في هذه المنطقة الحيوية هذه القوات التي استطاعت في عام 2016م طرد الجماعات الإرهابية من ساحل حضرموت أثبتت أنها الحامي الحقيقي لمصالح أبناء المحافظة وأن انتشارها في وادي حضرموت وكل ربوع المحافظة يعد مطلباً حتمياً لإخراج قوات الاحتلال اليمني واستعادة السيطرة على الأرض.
وفي ظل هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها حضرموت نجد أن وحدة الصف الحضرمي والجنوبي باتت ضرورة ملحة لمواجهة التحديات الراهنة فالنزاعات الداخلية لن تخدم سوى أعداء الجنوب الذين يتربصون لاستغلال أي انقسام أو تشرذم في الصفوف ومن هنا يأتي دور المجلس الانتقالي الجنوبي في لم الشمل وتوحيد الكلمة مؤكداً وقوفه مع كافة مطالب أبناء حضرموت في حقهم بالعيش الكريم وتوفير الخدمات الأساسية .
إن حضرموت التي كانت منطلق النضال الجنوبي بعد حرب صيف 1994م لا تزال اليوم تقدم قوافل الشهداء من أجل استقلال الجنوب واستعادة دولته وهويته هذه التضحيات تستوجب على الجميع الوقوف مع حضرموت ودعم قواتها (النخبة) والعمل على تحقيق الهدف الأكبر المتمثل في إنهاء المعاناة وبناء مستقبل يليق بتضحيات أبناء الجنوب كافة.
وفي ختام القول إن حضرموت لن تقبل بعد اليوم أن تكون ساحة لتصفية الحسابات أو سلب ثرواتها فالإرادة الحضرمية الجنوبيّة واضحة وثابتة “لا مكان لقوات الاحتلال ولا مجال للعبث بثروات ومقدرات حضرموت” إن أبناء حضرموت قد قرروا مصيرهم ولن يتركوا حقهم مهما كانت التحديات .