اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.
اخبار وتقارير

الحديدة ..تعرف على اسباب تكثيف غارات التحالف الغربي على منطقة الصليف

بات واضحا مؤخرا أن هناك تركيزا قويا من قبل طيران التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية على ضرب المواقع الحوثية في مدينة الصليف شمال غرب اليمن ..وهذا الوضوح يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن هناك أسبابا قوية تقف وراء هذا التركيز .. ماهي هذه الأسباب ؟..

تعدّ مساحة مديرية الصليف الواقعة شمال غرب محافظة الحديدة 154 كيلو مترا مربعا، صغيرة مقارنة بمعظم مديريات الحديدة، إلا أن موقعها الجغرافي المطلّ على مياه البحر الأحمر، منحها أهمية اقتصادية لاحتوائها على ميناءي:”الصليف” الإستراتيجي الطبيعي، و”رأس عيسى” النفطي، البعيدين عن ميناء الحديدة الرئيس بمسافة تصل إلى 60 كيلو مترًا…

وخلال الأسابيع الأخيرة من عمر العمليات العسكرية الدولية التي انطلقت في 12 يناير الماضي، باتت الهجمات مركزة بشكل أكبر على مديرية الصليف، شمالي غرب محافظة الحديدة، إلى جانب الضربات الوقائية ضد أهداف عسكرية متحركة في البحر أو الجو…

ومنذ مطلع الشهر الجاري، أعلنت القيادة الأمريكية عن 11 عملية هجومية في الحديدة وشريطها المائي، منها 5 هجمات طالت أهدافا على الأرض، وقع معظمها في مديرية الصليف؛ ما أدى إلى تدمير منظومة رادار ومحطة تحكم أرضية، ومنصة إطلاق صاروخي وسفينة سطحية غير مأهولة، إضافة إلى الغارات المتكررة على المديرية خلال الأشهر الماضية، والتي قتل في إحداها العشرات من عناصر الحوثيين، بينهم 4 خبراء محليين..

وارجعت تقارير عسكرية محلية ودولية اسباب تركيز وتكثيف طيران التحالف الغربي على منطقة الصليف إلى قيام الحوثيين على مدى 10 سنوات من سيطرتهم على الحديدة، إلى تحوّيل مديرية الصليف، إلى منطقة عسكرية مهمة، على الرغم من وجود مواقع عسكرية سابقة تتبع قوات الدفاع الجوي الحكومية بميناء الصليف…

وتذكر التقارير أنه خلال الأعوام الستة الأخيرة، عملت ميليشيا الحوثي، على تعزيز ترسانتها العسكرية في المواقع المطلّة على مياه البحر الأحمر، بمساعدة خبراء من الحرس الثوري الإيراني وآخرين من ميليشيا “حزب الله” اللبنانية، مستغلة التضاريس الطبيعية التي توفر الحماية لمديرية الصليف…

وقال المتحدث العسكري باسم القوات اليمنية المشتركة التابعة لجيش وحكومة الشرعية في الساحل الغربي العقيد وضاح الدبيش في تصريحات صحفية له أن مناطق الصليف ورأس عيسى وجزيرة كمران الرابضة قبالتهما، بالنسبة للحوثيين هي “مركز الرقابة والرصد والتتبع للحركة الملاحية في البحر الأحمر ونقطة الاتصال مع السفن المارّة، مزودة بمحطات أرضية ومنظومات رادارية، إلى جانب كونها غرفة عمليات للتواصل والتنسيق مع مواقع انطلاق الهجمات المختلفة تجاه السفن”…

وأشار الدبيش، إلى أن الهجمات الصاروخية ضد السفن، تنطلق من المرتفعات الجبلية في محافظات ريمة أو تعز أو غيرهما، لكن ذلك لا يأتي إلا بعد توجيهات وإحداثيات دقيقة يقدمها مركز العمليات التابع للحوثيين في سواحل الحديدة، “المجهّز منذ أعوام بتقنيات حديثة وإمكانيات متطورة..

وأكد أن فقدان سيطرة الحوثيين على هذه المناطق الساحلية الإستراتيجية من محافظة الحديدة، سيؤدي إلى شلّ قدراتهم وانهيار قبضتهم على ممرات الملاحة الدولية في البحر الأحمر، وما دون ذلك فإن ضربات التحالف الدولي المحدودة، لن تكون ناجعة في مواجهة التهديدات الحوثية، ولن تتمكن من تقويضها..

زر الذهاب إلى الأعلى