وجهاً لوجه.. شيخ قبلي حوثي يكشف : أمير قطر سألنا مع من وضد من أنتم ؟!.. أجبناه ضد السعودية

صالح الضالعي
آن الأوان لكشف الاوراق وفضح المؤامرات التي أرتكبتها قطر وحاكمها آنذاك الشيخ حمد آل الثاني والمتمثلة في دعم وتقوية مليشيات الحوثي الإرهابية، وكذلك تقديم الدعم المادي والمعنوي للجماعات الإرهابية والإخوان المسلمين، الجماعة الأم التي منها يولد المتطرفون والارهابيين الجدد.
اعلم جيداً بأن تلك الأسرار التي سأكشفها لن تمر مرور الكرام، وأدرك جيداً أن عواقبها خطيرة على حياتي كونها تضرب في صميم الحجج والبراهين، متحدياً من يكذبنا والدلائل والاثباتات مازالت مسجلة في مكان آمن.
هُنا سأستعرض نموذجاً من بحر غيض لشيخ قبلي يتبع الحوثيين ومازال حياً يرزق يصول ويجول في باحات صرخات التكبير الموت لأمريكا، وهو يعلم جيداً بأن شعاره يتنافى مع الفعل، يدرك أن من قتلهم جنوبيين ادعوا ذات يوم بأننا مظلومين وأصحاب حق وقضية عادلة، ثمَ ما أن أستولوا على صنعاء سرعان ماتنكروا لقولهم، فتبدلت وأضحت قبلتهم أرض الجنوب لإستباحتها فخذلهم الله، وكان النصر لأهل الجنوب وبذلك تمرغت أنوفهم في شوارع وأزقة وطن، وصف ذات يوم من قبلهم بأنه مستباح ليقولون من حقنا كجنوبيين إستعادة دولتنا المحتلة من قبل اليمنيين ..هكذا قال القائد الميداني للمليشيات الحوثية حينما كان حاكماً لصعدة وفي لقاء تلفزيوني معه ولكنه سرعان ماتراجع عن اللقاء متحججاً بأنه مطلوباً أمنياً من قبل نظام صنعاء حينها، وأنه لايريد أن يظهر في وسائل الإعلام، الأمر الذي جعلنا نطلب منه إحالتنا إلى قيادي من جماعته للرد على ماقاموا به من قتل للطلاب السلفيين في معهد دماج وذلك في عام ٢٠١٣م.
تغطية أحداث دماج
تلقيت مكالمة تلفونية من المسؤول الاعلامي لحسين الاحمر طالباً منا التوجه إلى صعدة لمرافقة موكب شيخه آنف الذكر وذلك لتغطية ماكلف به من جهات خارجية ومن هادي نفسه لصنع مؤامرة أستهدفت السلفيين في دماج وأجزم أن هادي كان على تواصل مع تلك الجهات تجلى ذلك من خلال الدعم السخي لما أسميت بلجنة الوساطة التي حوت موكباً قدر بخمسمائة سيارة أو يزيد.
توجهت إلى إدارة قناة السعيدة وأخبرتهم بما تمَ أشعاري به، وافقت الادارة والتي بدورها صرفت لنا تكاليف السفر وبسخاء كي لانحتاج لأحد وحتى لا نذل ويتم إستغلالنا لتوظيفنا لصالح جهة ما.
تغطية أحداث دماج وبإحترافية مهنية.
في الأحداث التي دارت فصولها في صعدة، حاولت البحث عمّن يقف وراء تلك الحرب، ولمدة أثنى عشر يوماً اكتشفت أسرار هامة وخطيرة جداً، إذ حاولت وبقدر مارسمت هدفي مسبقاً معرفة قصة حرب عنوانها حرب دماج والتي أنتهت بمسرحية هزلية اصدار قرار من قبل هادي برحيل طلاب العلم في دماج وتشتيتهم.
في تلك القصة التي سأسردها مع الشيخ القبلي التابع لمليشيات الحوثي ذو التوجه الإيراني ويدعى (ض.أ.ر) أحد أعضاء لجنة الوساطة بين الحوثيين والنظام اليمني، في صدفة جمعتني به بصنعاء قبل أن أتوجه إلى صعدة وبها تمكنت من أخذ رقم جواله، ثمَ أننا بعد ذهابنا إلى صعدة التقيت به هُناك أثناء تواجده في القصر الجمهوري (صعدة)، دار بيننا حديث حول حصار دماج وماتقوم به المليشيات إتجاه طلاب عام عزل من السلاح، كان الشيخ متخفياً ولا يظهر إنتماءه للمليشيات وحينما يعرف عن صفته يقول بأنه منتمياً للمؤتمر وأن ولاءه لعفاش، حاولت إستدراجه بإبدا كرهنا وعدائنا لعفاش وآل الأحمر كجنوبي ناقم جراء ارتكابهم جرماً وظلماً بحق الجنوبيين.
أبتسم الشيخ واطمأن بأن سره وضع في مكان آمن، فأفصح أنه قيادياً في صفوف المليشيات منذُ وقت ليس بقصير.
بادلته الابتسامة وأستطعت إنتزاع منه اعترافات خطيرة حول حقيقة الحرب مع مليشياته وما الهدف منها ومن يقف وراءها.
وجهت إلى الشيخ القبلي الحوثي عدد من الأسئلة، فأجاب عنها وبشفافية، بعد ذلك سألته هل بإمكانه التحدث معنا عبر حوار تلفزيوني لبثه في قناة السعيدة، وافق على الطلب ولكنه وضع شرطاً يقول فيه سأجري الحوار معك وبشرط أن لاينشر إلا حينما أمنحك الموافقة، وافقت على شرطه كي يتم توثيق كلامه كي لايتنصل منه وأكون قد حققت جزء مما رسمت مسبقاً، لهدف في نفسي.
اعترافات خطيرة عن مؤسس الجماعة
تمَ تحديد المكان والزمان، المكان مقر إقامتنا في فندق صعدة بقلب المدينة، الوقت العاشرة صباحاً، تمَ التجهيز والإعداد الجيد من قبلي والمصور، حينها رحبت فيه معرفاً بأنه شيخ قبلي مستقل وبذلك تمَ اختياره كعضو في لجنة الوساطة بين السلطة والحوثيين، طلبت منه تعريف الناس من هو حسين بدر الدين الحوثي الصريع الذي لم يعرف عن قبره الناس؟.
– أجاب بأن حسين بدر الدين مؤسس الجماعة وهو صاحب من أطلق الشعار الموت لأمريكا، بدوري قاطعته بسؤال ولكن مؤسس الجماعة ليس (حسين الحوثي) إذ أن مؤسسها «محمد عزان» حسب تأكيدات قيادات حوثية، وحسين بدر الدين الحوثي أنقلب عليه وأختطف منه الجماعة بالقوة وذلك أثناء قدومة من إيران وتحديداً من (قم)؟، صرع الشيخ وبدأ مرتبكاً ولكنه ايّد سؤالي وقال ليس انقلاباً وإنما تسليماً سلساً.
سؤال آخر وجهته إليه عن إسم الجماعة عند تأسيسها بالاسم المستحدث من قبل الصريع حسين الحوثي؟ – كان رده: نعم كان تسميتها من قبل (الشباب المؤمن) وعند تقلد حسين الحوثي لقيادة الجماعة تمَ تغير إسمها إلى جماعة انصار الله،
أبتسمت وسألته هم (أنصار الله) ونحن ماذا بوجهة نظرهم، هل أنصار الشيطان والعياذ بالله، فأجاب لالا هذهِ تسمية لاتعني ذلك وانما تعني من ينتمي إليها والذي يسلك سلوك القدوة الحسنة.
غيرت مسار أسئلتي لكي أغوص في عمق ماكنت أبحث عنه، ثمَ سألته صف لنا أسباب اندلاع المعركة بين السلطة والحوثيين ومن كان وراءها ومن بوجهة نظرك المتسبب في عدم تنفيذ قرارات ايقاف الحرب رغم الاعلان عن ذلك من قبل السلطة.
أكد لنا بأن السلطة تتقاسم أدوار الاحداث، إذ أن عفاش يظهر أمامهم بأنه الحمل الوديع، رجل السلم بينما كلف علي الأحمر ممارسة دور المتعنت بالإضافة إلى جهات أخرى، وتابع ولكن الذي أريد أن ااكده بأن الأحمر علي محسن لديه خط تواصل مع قيادة الجماعة عبر وسيط خارجي تابع لدولة عربية غنية، ومن تحت الطاولة تدار المعركة بين السلطة والحوثيين، قاطعته كيف ومن هي تلك الدولة العربية؟، طلب منا التوقف عن التصوير كون الأمر خطيراً، فأمرت المصور إغلاق الكاميرا، نفذ المصور الأمر ثمَ جلس على الكرسي.
وبتصجر وجه الشيخ القبلي عتاباً شديد اللهجة مفاده: اسمع يـ (ضالعي) أنت يبدو بأن أسئلتك خرجت عن مااتفقنا به مسبقاً والمتعلقة بالوساطة وأحداث الحرب، أجبته ولكن ياشيخ أعلم أن كل صحفي دوماً يبحث عن المثير وعن السبق الصحفي والجديد فيما أستجد، قال حسناً سأجيب ولكن اجاباتي ستكون لك سراً وغير قابلة للنشر، وواصل عند الانتهاء من الحوار سأخبرك عن كل ماتريد، ووعداً منا لك، وافقت على طلبه وواصلت بتقديم أسئلتنا إليه عمّن بدأ بالحرب ولماذا، إذ أكد بأن من بدأ بالحرب السلطة بسبب رفع شعار الموت لأمريكا، مسترسلاً بأن المحافظ العمري محافظ صعدة أرسل وفداً لحسين بدر الدين الحوثي يطلب منه ايقاف الشعار والذي بدوره رفض رفضاً قاطعاً إيقافه كونه شعاراً سياسياً ليس إلا، وقال الشيخ حينها غضب العمري وهدد وتوعد بإستخدام القوة العسكرية وهذا ماحدث فعلاً.
وأضاف الشيخ القبلي : استمرت المعركة بين الجانبين وكانت غير متكافئة نتاج أن الجماعة لاتملك الإمكانات العسكرية وكذلك إن الجماعة عدد مقاتليها لايتجاوز الخمسين مقاتلاً.
ثمَ يفيد الشيخ بأن توقف المعركة كانت بسبب أن هُناك قوى داخل السلطة تؤيد الحوثيين وحينما رأت انهيارها سارعت إلى وقفها لإعادة ترتيب صفوفها.
وأوضح إلى وقوف جهات رفضت ايقاف الحرب ولكنه ذكرها أثناء إغلاقنا للحوار، إذ حدثني بها منفرداً.
وفي الحوار الانفرادي معه أكد لنا بأن هُناك قيادات عسكرية وأمنية كانت تقف إلى جانب الحوثيين، أنها أي تلك القيادات هي من فجرت المعركة وأرادت بذلك تقوية الجماعة وتزويدها بالسلاح عبر الحرب بمعنى الاستيلاء على السلاح من قبل الحوثيين والمتمثل بإسقاط المعسكرات في حرب ضروس، بينما في حقيقة الأمر هو تسليم السلاح تحت حجة الكر والفر بالحرب.
وأكد الشيخ القبلي بأن اكبر مشكلة واجهت الحوثيين، دخول القوات التابعة للجيش الجنوبي في خط النار بقيادة (جواس وفضل حسن العمري)، كونها قوات كانت تقاتل بصدق وأمانة وبذلك خسروا الجنوبيين أشجع الجنود وضربوا أروع البطولات.
وزاد: لم يكن من خيار أمام قيادة الجماعة إلا تدارس الأمر لإقناع الجنوبيين انسحابهم من القتال وذلك عبر التنسيق مع قيادات وجنود شماليين، إذ تتمثل بالابلاغ عن تواجد القوات الجنوبية ونصب الكمائن لها لاحداث عدم ثقة وهذا ماكان يحصل، ثمَ إصدار قرار تغيير جواس وسحب قوات القائد فضل حسن إلى كتاف واستبدالها بقوات شمالية.
مقتل الصريع (حسين بدر الدين الحوثي)
يعترف الشيخ القبلي (ض .أ .ر) أن القوات الجنوبية أحرزت نصراً متمثلاً بمقتل حسين الحوثي وإنهاء الجماعة وشل حركتها تماماً، الامر الذي أغضب قيادات عسكرية رفيعة في الجيش اليمني ومن هُنا بدأت فصول معركة أخرى تتمثل بكيفية التآمر على أبناء الجنوب وايقاعهم في فخ الكمائن ونصب لهم شراك التفخيخ وإحداث فجوة بين الجنوبيين والشماليين بعد ان تمَ نقل القائد جواس ونقل قوات فضل حسن إلى كتاف ووالخ.
وتحدث الشيخ بأن عفاش كان يمارس دور رجل السلم والاحمر دور رجل الحرب بينما الحقيقة عكس ذلك تماما.
وأستطرد الشيخ بأن الفرقة الأولى مدرع بقيادة علي محسن كانت وفية في عهدها الخفي وبذلك فقد أنتهت تماماً في صعدة وسلمت أسلحتها للحوثيين.
نهاية الفرقة بصعدة وتدخل الحرس الجمهوري
من جانبه أكد الشيخ القبلي بأن دور الفرقة انتهى في صعدة بعد أن استطاع الحوثيون من السيطرة على صعدة وباتت الاوضاع العسكرية شبه منتهية، وهكذا أرسل احمد علي صالح قوات الحرس الجمهوري تحت حجة أن الفرقة غير وفية وغير صادقة في القتال، بينما الحقيقة المؤكدة التي رسمت من قبل بأن هُناك دور لتلك القوات مستقبلاً وهذا ماحدث بعد قيام ثورة الشباب، إذ أوكل للحرس الانضمام للحوثيين بصورة علنية ورسمية فتمَ إسقاط صعدة بيد الجماعة وتمَ تنصيب محافظاً وحاكماً عسكرياً للمحافظة وفرض أمراً واقعاً لامفر منه.
التنسيق مع الجهات الخارجية
يكشف الشيخ القبلي بأن الحرب في الأساس فتحت لدعم الجماعة وتقويتها من قبل دولة خارجية عربية، وأكد بأن حاكم قطر حمد بن جاسم آل خليفة كان المتبني والداعم للحركة مادياً ومعنوياً.
موضحاً بأن ذلك تجلى من خلال تنسيقه مع الجنرال علي الاحمر ومع علي عفاش.
وعن السبب الذي جعل أبو “تميم” الوقوف مع الجماعة قال الشيخ القبلي : في الحرب الخامسة بين السلطة والحوثيين تمَ استدعاءنا إلى قطر وهُنا تمَ استقبالنا من قبل الأمير القطري كفاتحين.
أنتم مع من وضد من ؟
أثناء مقابلتنا للامير بصورة انفرادية بارك الأمير إحراز انتصارات الجماعة ولكنه وجه لهم سؤالاً انتم مع من وضد من؟، فكانت إجابة الوفد نحن مع مشروع المقاومة، فقال الشيخ بأن أمير قطر تبسم وقال والنعم فيكم.
وأشار الشيخ بأن أمير قطر ردد سؤاله وهل مشروعكم يتقاطع مع المملكة، فرد الوفد بكل تأكيد كونها عدونا الأول بصفتها محتلة للأراضي اليمنية ولن تنجو منا حتى نستعيد أراضينا.
الشيخ (تميم) يتعهد بالدعم
وصف الشيخ فرحة وسعادة الأمير القطري بأنها لاتوصف إذ أكد للوفد الحوثي وقوفه مع الجماعة ومواصلة مشوار دعمه لها حتى آخر ريال قطري.
النقابي الجنوبي/خاص/صالح الضالعي.

