المصالح الايرانية من أغتيال أسماعيل هنية

كتب/عبدالفتاح فريد ناشر
مثل أسماعيل هنية أحد أبرز القيادات الموسسة لحركة حماس و تميز الرجل بالجانب السياسي و الدعوي للحركة في قطاع غزة من خلال الجامعة الاسلامية ، ويعد هنية الرجل الذي حول مسار الحركة الى العمل السياسي و أوقف الهجمات على أسرائيل في ٢٠٠٧ بعد توليه رئاسة حكومة الوحدة في انتخابات ٢٠٠٦ بيدان الحركة أنفردت بحكم القطاع في إنقلاب ٢٠٠٧ وهو مادفع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى تعيين سلام فياض رئيس للحكومة التي تولت مهامها من رام الله .
من جانب أخر منذ أشتعال الازمة بين حماس و إيران جراء موقف حماس في ٢٠١١ المؤيد للثوررة السورية في فترة صعود الاخوان على الحكم في عدة دول عربية بعد ثورة الربيع العربي ، تحول الدعم الايراني الى حركة الجهاد الاسلامي و غيرت إيران من إسلوب تعاملها مع حماس على أساس جناحين ( سياسي ، عسكري) حيث توقف الدعم الايراني للجناح السياسي من قبل إيران و حلفائها في لبنان و سوريا و غادر رئيس الحركة خالد مشعل دمشق الى قطر .
و أشترط الايرانيين تغيير خالد مشعل لاعادة العلاقات معها أو بمعنى أدق الجناح الاخواني السياسي للحركة والتي تربطه علاقة مع تركيا وقطر و جماعة الاخوان في مصر ، لذا تم تنصيب هنية في ٢٠١٧ رئيس للحركة (جناح سياسي ) بينما سيطر الجناح العسكري على قيادة الحركة في قطاع غزة بقيادة السنوار
غادر هنية القطاع في ٢٠٢٠ في جولة حول عدة دول للتخلص من العزلة المفروضة على حماس ولاعادة العلاقات مع سوريا ولبنان وايران ،في أكتوبر ٢٠٢٣ علق هنية حول عدم معرفته بعملية ٧ أكتوبر التي نفذتها حماس في محيط قطاع غزة وهذا يعكس الانقاسم الحاصل بين الجناحين السياسي و العسكري ، لافائدة تذكر لدى طهران لاسماعيل هنية أو للجناح السياسي للحركة بالنسبة لايران بقدر مايهمها الجناح العسكري الذي يمتلك قرار ميداني عسكري منفصل و يمثل إزعاج كبير للاسرائيليين ، حيث تمول إيران الحركة بالسلاح سابقا عبر السودان ثم الى مصر و من خلال الانفاق الى القطاع المحاصر .
سعى هنية خلال الشهور الماضية الى إيقاف العمليات العسكرية في قطاع غزة من خلال الوساطة القطرية التي نجحت في إطلاق الاسرى بين حماس و تل أبيب ، بينما فشلت في الوصول الى اتفاقية وقف إطلاق النار بين وهو ما كان يمثل هاجس مزعج لطهران التي تسعى الى إستغلال حرب غزة لتحقيق مكاسب سياسية .
باغتيال هنية تحقق لايران عدة أهداف أبرزها أبداء حسن النوايا للامريكان و تمكين قيادة جديدة لحركة حماس موالية لطهران لا توالي تركيا أو قطر (الاخوان) ، بالاضافة الى محاولة طهران تجنيب حليفها الحقيقي حزب الله في لبنان عواقب حرب مفتوحة مع إسرائيل بحرف مشهد المواجهة عن جنوب لبنان خاصة بعد عملية قصف الجولان السورية المحتلة و سقوط عدد من الضحايا وهو الذي دفع تل ابيب الى التلويح بقرب إنطلاق عملية عسكرية تجاه حزب الله المنفذ للعملية .