الكاتب والصحفي الجنوبي خالد سلمان يكتب “الحوثي حاجة إمريكية”

 

بقلم / خالد سلمان

خارج دائرة إستيلاد الحروب وصناعة أسباب بقاء الحرب مستعرة، لا مجال لبقاء الحوثي مهيمناّ على كل خارطة الشمال ، بإستثناء بعض الجيوب هنا وهناك ، وهي مناطق تعتبر محيدة أو ساقطة نيرانياً.

لا جدية في التعاطي مع الحوثي كخطر مميت، لا من الاقليم ولا حتى من المجتمع الدولي ،حيث أبواب التواصل معه مفتوحة على مصراعيها، وقنوات الحوار مشرعة والتعاطي معه كجماعة سياسية لا ارهابية أو ظاهرة مليشاوية إنقلابية، ماضية على قدم وساق.

حوارات مع الرياض وتبادل الزيارات المعلنة والسرية بينهما ، تكسر العزلة من حول الحوثي وتفرغ قرار تصنيفه كجماعة إرهابية من قوة التأثير، وتجعل من هذا التوصيف بلا معنى.

وعلى الضد مما ينبغي أن يكون اي إضعاف الحوثي ، هناك إضعاف ممنهج للسلطة الشرعية ،وتجريدها من ممكنات الإستعداد لخوض المواجهة المسلحة ، عبر نزع قرار الحرب من يدها وعدم الإنفتاح جدياً على تسليحها، بصورة تكسر الخلل بميزان القوى ، وتضيق الخيارات أمام الغطرسة الحوثية تسقط من يده أوهام القوة ،وتجعل السلام المتوازن الذي لا يلغي أياً من الأطراف، هو المتاح الوحيد كآلية ملزمة لطي ملف الحرب في اليمن.

الإدارة الإمريكية الديمقراطية لم تحسم قرار المواجهة الصفرية مع الحوثي، هي تضربة بقاعدة ردع رخوة لا تجفف قدراته العسكرية ، ولا تُحكِم الحصار الصارم على شبكات تهريب السلاح النوعي، وتعويض بدل الفاقد ، لتبقى بنيته التحتية العسكرية خارج الإستهداف بقرار سياسي إمريكي.

الحوثي لايمكن عقلنة تهوره إلا عبر خيارين السلام العادل دون ترجيح كفته ، والإستعداد للحرب والحسم المسلح كخيار بديل،أو بالإثنين: الإحتواء بالسلام والإستعداد للحرب في آن معاً ، وهو مالم يحدث على الأرض، وكأن الحوثي حاجة إمريكية.

من غير توحيد المواقف الداخلية للمكونات السياسية العسكرية ، ومن غير وضع خارطة تسليح للشرعية، موازية لخارطة الطريق ومسودة الحل ، يبقى لا معنى لشعار تحقيق السلام سلماً او حرباً، في وضع مختل وميزان قوى منحاز بتواطؤ لطرف الحوثي ، جراء التعامل الإقليمي الدولي غير العادل تجاه تسليح الأطراف المناهضة له ، شرعية ومكونات مسلحة.
الحوثي سيسقطه وحدة الداخل، وسلام بجاهزية عسكرية قصوى تستطيع وقت الضرورة أن ترفع في وجهه البندقية.

زر الذهاب إلى الأعلى