الخبير العسكري السعودي احمد الفيفي يكتب “لبنان… بين المطرقة والسندان”

بقلم/ احمد الفيفي
تطورات الأحداث بين اسرائيل وحزب الله في لبنان توحي بكارثة قادمة للبنان
فوضع حزب الله اللبناني يختلف كليا عن وضع حماس والفصائل الفلسطينية في غزة سواء قبل ٧أكتوبر او بعده ..
وبمقارنة سريعة :
•غزة كانت محاصرة ولا زالت وامدادها بالمقاتلين والسلاح من خارجها الجغرافي شبه مستحيل بل نجزم بأنه مستحيل ..
كما ان تسليح حماس والفصائل أقل بكثير من ترسانة حزب الله من مختلف
الاسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة ..
أيضا مسرح العمليات لدى حزب الله اوسع بكثير، فقد يمتد إلى العراق وسوريا
لذلك إسرائيل تعرف أن أي مغامرة في لبنان سيكون ثمنها باهظاً .
من أجل ذلك .
تسعى إسرائيل ومن خلفها الداعم الأقوى أمريكا إلى إيجاد تحالفات عسكرية وسياسية تدعمها في أي حرب قادمة مع حزب الله .
والتحالف العسكري سيكون لوجستي ودعم بالسلاح مباشر .
وبناء على ذلك نشاهد الوفد العسكري الإسرائيلي الموجود حاليا في واشنطن
وكذلك ما نسمعه من الاتحاد الأوروبي
من الوقوف مع قبرص العضو في الاتحاد، والتي هددها حزب الله مؤخرا.
تصريح الإدارة الأمريكية بأنها ستقف مع إسرائيل، وتحافظ على أمنها مهما كانت الظروف،
توجه بعض حاملات الطائرات الأمريكية وغيرها من قطع بحرية هجومية تتبع دولاً كبرى كبريطانيا وفرنسا إلى البحر الأبيض المتوسط،
في المقابل العالم يخاف من توسع نطاق الحرب في المنطقة وخاصة تدخل ايران مباشرة لمناصرة ذراعها الأقوى في المنطقة حزب الله ؟
ففي حالة هزيمته ستفقد إيران أقوى ورقة لها في المنطقة، بل سيتبع ذلك سقوط مدوي لبقية أذرعتها في العراق وسوريا واليمن،
فهل ستدخل إيران الحرب؟
من المعطيات السابقة والحالية وما عرفناه ولاحظناه في غزة .لا نتوقع دخول إيران في حرب مباشرة، بل حتى إمداد حزب الله بالسلاح والمقاتلين (العرب) التابعين لها سيكون مصير ذلك التدمير قبل وصوله إلى لبنان،
البعض يراهن على الجيش اللبناني وانه سيكون إلى جانب حزب الله في اي حربا قادمة ..!!
ونتوقع عدم تدخله إطلاقا بل سيسعى لعدم تدمير أسلحته وقياداته بأي ثمن ..
خلاصة ما فات ذكره ..
في حالة طمأنة الدول الكبرى (أمريكا وبريطانيا وفرنسا) والاتحاد الأوروبي لإسرائيل بأنها ستكون إلى جانبها ..فإن الحرب على حزب الله قادمة لا محالة ..
وفي حالة عدم ضمان ذلك، فسيكون هناك مفاوضات شبيه بما سبقها بين الجانبين، ولكن مع نزع الأسلحة الثقيلة من حزب الله وإبقاءه حامي فاصل بين الجماعات المتطرفة في العراق وسوريا وبين إسرائيل ،