كش ملك .. لاتجعلوها معلقة.

صالح الضالعي.
ببساطة نحن نقدم ارواحنا ودماءنا- نحن نموت لكي ينال أبناءنا حريتهم وكرامتهم وعزتهم – نكون سعداء ونرغب ان كان لدى جيلنا الجنوبي رؤية واضحة لتحديد وجهته مابعد استعادة دولته المخطوفة من قبل محتل غاشم وظلوم.
لقد كان القرار صائبا ذلك حينما خرج ثوار الجنوب إلى ساحات الوغى ولم يذروها معلقة البتة – لقد كان قرارا مدروسا من قبل جهابذة وعباقرة العمل الثوري والمطعمة بالخبرات والمتزاوجة بالنزاهة والشرف والمتمتعة بالوطنية ، اجمل ماكان في لحظات اعمارنا أن العكاز كان موضوعا في زاوية منزلنا في حالة انتظار ولكنه لم يحتظر بعد رغم ان المحتل أراد أن نكون في حالة احتظار.
حروفنا المرصوصة الجامعة للكلمة ليست مجرد كلمات عابرة كتبت بمداد جاف وعلى حين غفلة منا ،كلا ، إنما هى استذكارية لماضي في دواخلها تنهدات الزمن واعاصير الاعتصامات والمظاهرات والمسيرات والقمع والتنكيل والقتل نستذكرها هنا وهناك ، إلا أن الغلبة وامتلاك سلاح القضية باتت من نصيب ثوار الجنوب وبذلك تحققت الامنيات حد ان احلامنا تتجسد على أرض الواقع اليوم .. تجري بناء الأيام وتتخطفنا كلمات القائلة لاتجعلوها معلقة .
كلمات بحد ذاتها معبرة عن ان راية تعلو ونشيد جنوبي يردد، وماكنا يوما نحلم أن نصل إلى ماوصلنا إليه يومنا هذا- ضف إلى أننا ماكنا نحلم أن سفينتنا ستبحر قدما نحو تحقيق طموحات واحلام الشعب الجنوبي حتى أصبحت بين قوسين أو أدنى من إعلانها دولة مستقلة بعد احتلال دام لأكثر من ثلاثة وثلاثين سنة او تزيد.
مرت ايام وشهور وتبعتها سنين حتى طوت تجاعيد العمر وجوهنا ، فأصبحنا نتذكر تلك الأيام الخوالي التي قضيناها تحت كنف المحتلون اليمنيون ، ايام لاسعادة فيها ولا إبتسامة جميلة في عين زائر أو ضيف كصدقة جارية منا .. نتساءل هل حقا كنا سعداء لاسيما وأن يدينا كانت مغلولة إلى أعناقنا ، نتحسس الاشياء على حذر خوفا من عسس النظام المثلج اليوم والذي بات شذر مذر تذروه الرياح .. من كان يصدق حينها وهو في قمة نشوة النصر المزعوم أن اشعثا اغبرا جاء من الكهف استطاع أن يخطم ألفا من أدعياء الثقافة في محافظة وصفوها بانهامدينة ثقافية ،من يصدق أن هذا الاشعث الاغبر هو نفسه من تم سحله ومرغت أنفه بالتراب في زقاق وشوراع مدن الجنوب ،اذن لاتذروها معلقة؟.
مرت بناء ايام جعلتنا نشك بأن كل شي في حياتنا ثقيل وعلى صدورنا جاثم الرازم وفي عز صحوتنا مارس طقوسه المعتادة لشيطنتنا ووصمنا بأننا أصحاب مشاريع صغيرة وضيقة ، مضحك بأن يتم يجعل قضية وطن وباثره الرجعي بالمشروع الصغير ،حد وصلت بهم الوقاحة أنهم قالوا لنشرب من البحر أن لم يعجبنا ماء زلال وحدتهم القميئة.. الحقيقة تقول باننا كرهناهم وهم ايضا كرهونا ولهكذا كنا أشبه بالقط والفار حينما نتبارى على حلبات الميادين الثورية العامة لممارستها عيني عينك كاعداء وبتفنن .
اليوم وبعد كل الانتصارات المحققة من قبل جيشنا الجنوبي بقيادة الرئيس القائد ( عيدروس الزبيدي) أنفسنا الصعداء من اعماق أرواحنا وبذلك قررت أن احتفظ في نفسي قدرات ومؤهلات أبناء جلدتنا واحبتنا والاعزاء على قلوبنا – اولئك النفر الذين كانوا ومازالوا قدوتنا في السلوك وعلى خلق عظيم.
أن الإنسان خلق هلوعا وبهكذا نخشى مماتنا يكون سباقا فتطوى قرارات محفوظة بصندوق أعماقنا ،صندوق لانبوح به لمخلوق ،ها نحن على أمل التقاط واغتنام الفرص فلا مجال لنا للاستسلام أو الإحباط الا في حال أن القضاء والقدر يفرض نفسه بعد أن كتب في اللوح المحفوظ – لاتجعلوها معلقة ايها الأحبة ، توكلوا على الله وعقلوها.
نثق تماما بقدرات أولوا العلم وذو البأس الجنوبي من جني ثمار مازرعوه – لقد حان قطاف ثمرة غصن الزيتون.
وأما ربان سفينتنا رئيسنا وقائدنا (عيدروس الزبيدي)فقد عاهد الله ثم رجال الرجال بانه على العهد ماضي ولن يحيد عنه ابدا – لنمضي جميعا خلفه حتى يتم استعادة الدولة الجنوبية ،ارض ،انسان ,هوية .