سالم الدياني يكتب: 7 يوليو إيذانًا بميلاد جديد

سالم الدياني
استطاع الجنوبيون تحويل يوم 7 يوليو من يوم للانكسار والهزيمة إلى يوم للنصر. ففي مثل هذا اليوم من العام 1994م، تم احتلال أراضي الجنوب بقوة السلاح من قبل منظومة حكم الجمهورية العربية اليمنية التي دخلت مع الجنوب في وحدة اندماجية في 22 مايو 1990م. سرعان ما انقلب النظام في صنعاء على مضامينها، ليجيش كل أدواته العسكرية والأمنية ويقوي تحالفاته مع الجماعات الجهادية المتطرفة لتلك الحرب التي لم تكن متكافئة مع الطرف الجنوبي الساعي إلى الوحدة.
إلى أن حال دون ذلك الرفض لواقع ما بعد 7 يوليو 1994م، الذي كان نتائجه مؤلمة للجنوبيين، حيث تم تسريح الجهازين العسكري والمدني، مما نتج عن ذلك عشرات الآلاف من العاطلين عن العمل، ونهب كل المؤسسات الحكومية. كل تلك الأخطاء بعثت روح المقاومة والرفض لتلك الرؤية القاصرة التي تعامل بها نظام صنعاء ضد الجنوبيين.
فمن موج إلى حتم إلى اللجان الشعبية 1998م، إلى تاج محطات رفض لواقع الاحتلال، لتأتي أهم المحطات المسرعة لبركان الانفجار الجنوبي بانطلاق ملتقيات التصالح والتسامح الجنوبي من جمعية ردفان 2006م، على يد كوكبة من نخبة الجنوب، مما نتج عنه إيجاد أرضية صلبة للوقوف عليها والدفع بالنضال الوطني الجنوبي التحرري إلى خطوات أكثر تقدمًا.
وهذا ما حصل لاحقًا، ففي صبيحة يوم 7 يوليو 2007م، ومن خلال حشد غير مسبوق نظمته جمعية المتقاعدين العسكريين والمسرحين قسرًا، وأشكال نضالية جنوبية أخرى، أُعلن عن ميلاد الحراك السلمي الجنوبي، وبقناعات تعززت يومًا بعد يوم بأن الجنوبيين يمتلكون تاريخًا وهوية تم محوها بالقوة.
وبدأت الشعارات تتطور من مطالبات إصلاحية إلى شعارات تطالب باستعادة الدولة الجنوبية. وسرعان ما انتشر الحراك مثل انتشار النار في الهشيم في كل أرجاء الجنوب، محدثًا صداعًا لمنظومة نظام صنعاء التي واجهته بالقمع والقتل والزج بالمئات في المعتقلات. إلى أن هذه الإجراءات لم تزد الحراك إلا قوة وصلابة وديمومة.
ليأتي الغزو الثاني للجنوب بنسخته الثانية، الحوثي وحلفاؤه في العام 2015م، والحراك قد أوصل شعب الجنوب إلى مرحلة متقدمة ومفصلية من التنظيم وخلق واقع مقاوم أدى إلى الانتصار ودحر قوة المحتل من عدن وأغلب المحافظات.