مطيع مساعد يكتب.. لامجال للضعف فقد رحل الاعمق حبّا

كتب/مطيع مساعد
لا شيء أشدّ ألماً من الفراق والرحيل..ويشتد الألم والحزن إذا كان الراحل هو أصدق مربي لنا..ويعظم الأمر ويكبر الحزن إذا كان الرحيل والفراق فراق أبدي .. ويعم الحزن أكثر إذا كان الراحل له سيرة عطرة مفعمة بالحب والاخلاق .وتصل الفاجعة منتهاها وذروتها إذا كان الراحل هو الدكتور عبدالله قايد صالح. ابوحاتم
رحيل الدكتور غصة قلب لا تموت حتى نموت نحنا ، وموت المربي فاجعة لكلّ الأبناء حيث كان عمود من عمود الحياه في المنطقه ، وشبه انتهاء للسعادة ، وسيغلق باب من أبواب النور،لاسيما إذا كان رحيل الدكتور عبدالله..لقد كان أبٌ شهم مات في عزِّ شبابه وعطاءه . هنا يأتي الموقف برسالة مبطنة محتواها لا مجال للضعف فقد رحل الأعمق حبًّا والأصدق قولاً والأكثر خوفاً وحرصًا علي التعليم !! نعم هذه سنة الحياة وأمر ربنا جلّ في علاه ولا نقول إلاّ ما يرضيه سبحانه انا لله وانا اليه راجعـون واليه الأمر مبتدآه ومنتهاه
ولا نقول إلاّ ما يرضيه سبحانه انا لله وانا اليه راجعـون واليه الأمر مبتدآه ومنتهاه.
بالأمس القريب رحلت عن هذه الدنيا ” الدكتور عبدالله ابوحاتم ” إحدى الدكاتره الافاضل .. رحلت مربي ولا كل المربيان ، رحل الدكتور عبدالله بألف رجل في الاخلاق ولا أبالغ ان قلت أنه لم يكن مدرسة في الاخلاق فحسب ! بل جامعة خرَّجت أجيال ورجال أكفاء في الاخلاق والعلم صدقوا ما عاهدو ا الله عليه نحو دينهم و وطنهم ومجتمعهم نهلوا منها الأدب قبل العلم ، والعمل بعد العلم.
أنها المغفور له بإذن الله. الدكتور/ ابوحاتم فرغم انه عاش جلّ عمره في خدمة لمن يحتاجه في مرضه إلاّ ان ذلك لم يحول بينها وبين أن يكون نعم الأبن، البارة للوللده والمربي الفاضلة لأبنائه، والأخ لصاحابه وجيرانه توفاه الله راضية مرضية بإذن الله .. ماتت ولن تموت سيرتها العطرة ، وذكرها الطيب .. فهو أرض طيبة أنبتت لنا رجال كالأشجار , ثابتين في مواقفهم.
اشجارٌ اعتنت بها وسقتها بكل ما تملك حتى بالدموع على من فارق الحياة قبلها في عزّ شبابه وعطاءه .. ومن هذه الأشجار الزكية على سبيل المثال حتى لا أطيل وإلاّ فكلهم طلعه نضيد و فريد عبدالله رحمه الله
نِعم الرجال هم ، ونعِم الأب أبوهم ، ونعِم الأم أمهم ، فقد كانوا لي شخصيا أخوان وأصدقاء وزملاء دراسة ولم تغيرهم. الزمن، لا عليّ ولا على كل من يعرفهم .
حفظ الله الحي ، ورحم الله الميت برحمته الواسعة .. ولهم منَّا ومن وطنهم ومجتمعهم كل الشكر و التقدير على ما قدموه وعسى أن يجعله في ميزان حسناتهم ويرحم والديهم الـلذان احسن تربيتهم . وفي هذه المناسبة الحزينة وفي هذا المصاب الجلل دعوني في هذه السطور القليلة أن أودعه بلسان حال أبنائة البررة . وبلسان حال كل أقارب وذويةِرجالاً ونساءً وكباراً وأطفالاً فـــ أقول لها.
مضى وقتاً وكنّتا لنا أهل وإخ وأصديقاً وكنا طلاباً لك ، وعزيزاً علينا أن نودِّعَكِ وأن نعطيَكِ حقَّكِ من الإجلال والتقدير بدمعةٍ نذرِفُها بلحظةِ الوداع ، فإنْ ماتَ جسدُكِ الطاهر فرُوحُكِ ستبقى ثروةً لنا وللأجيال التي نشأتْ وترعرعتْ ؛ فهنيئاً لكِم يا ايهوالحبيب ما اختَرْتِهِ لنفسِكِ من طريقٍ سلكتيه بكلِّ عزمٍ وإرادةٍ حتى وصلت إلى نهايته ، فقد أحلتِ الجهلَ علماً والظلامَ نوراً ، فقد عرفك الأبناءُ أُمّاً مُحِبَّةً ، وعرفكِ الأحفاد معلمةً وديعةً ، وعرفَكِ الكبارُ فأكبروا فيكِ حُسنَ الخُلُقِ وبشاشةَ الوجهِ ؛ فقد منحْتِ كلَّ مَن كان تربطكِ بهم صلةٌ رحمةً وإحساناً وعطفاً وحناناً.
لقد كُنتِ مربي وأكبرَ من مربي ، كُنتِ وحدَكِ أستاذ في الأخلاق والقيم ، عاهدتِ نفسَكِ على إنجازِ عملٍ عظيمٍ في تربية النشء فأنجزتِه ورَحَلت صامتةً دون ضجيج . لقد كنتي كالنبع المصفى الذي نرتوي منه حين تحيط بنا جفاف المشاعر من كل ألمحيطين بنا , لقد كنتِ نبعٌ لا يجف ولا ينضب حتى رحلت روحك لبارئها فإلى جَنّات الخُلد يا أبو المكارم والاخلاق سِرتِ بإذن الله ونحن على إثرِك قادمين لا محالة وعسى أن نجتمع بكِ في جنات النعيم .. سائلين المولى سبحانه أن يتقبلكِ عنده القبول الحسن ويتغمّدك برحمته ومغفرته الواسعة ، وأن يحسن عزاء أبنائك وذويك ومحبّيك ويرزقهم الصبر والسلوان .
رحم الله أرواحاً لا تعوَّض ولا تولد مرة أخرى ..رحم الله أروحا لا تُنسى، وملامح لا تغيب عن البال
وحًـًًـــــــديثا اشتقنا لسماعه. رحم الله من عشنا معهم أجمل السنين، وهزنا إليهم الحنين. رحم الله كل روح غالية تحت الثرى..اللهم برِّدْ علـى قبـور موتانا ببرد الجنة وارحمهم برحمتك يا رب العالمين.
مٌطِيَْع مٌسِاْعدِ