ناصر التميمي يكتب.. حضرموت .. لاتعليم ..لاكهرباء .. لامعاشات
كتب / ناصر التميمي
بالتعليم تبنى الأوطان وترتقي وتتطور وتتقدم نحو العلاء ،فالحضارات السابقة اهتمت بالتعليم لا سيما الحضارة العربية الاسلامية التي بلغت أوج ازدهارها في تلك الفترة ،ونحن اليوم في الجنوب تعاني من انهيار في مجال التعليم غير مسبوق وقد بدأ ذلك الانهيار منذو أن احتلت الجحافل اليمنية الجنوب ،وما يحصل اليوم من معاناة كبيرة يتجرعها المعلم من خلال سياسة التجويع والإذلال التي تمارس ضده من الجهات المعنية ،الغارقة في بحور من النعيم ،وتركت المعلم الغلبان يواجه صنوف العذاب .
مر على اضراب المعلمين في حضرموت الغنية بالنفط والمعادن أكثر من ثلاثة أشهر ،ولم يأت الإضراب من باب الصدفة ،ولكن بعد أن بحت أصواتهم من المطالبة بحقوقهم المشروعة دون أن يلقوا آذانا صاغية ،من حكومة المناصفة ،ولا من السلطة المحلية بالمحافظة التي وقفت موقف الأصنج في الزفة ،وبدلا أن تحل الأمر بهدؤ مع النقابات ،قعشرت وأظهرت عن وجهها الآخر وحاولت التهرب عن المطالب الحقوقية التي يطالبها المعلمين ،وهي بسيطة وبيدها الحل ،ناهيك عن المطالب التي هي من اختصاصات الحكومة ،ونتيجة لإستمرار الإضراب ووقوف المجتمع الحضرمي إلى جانب المعلمين قامت الجهات المعنية بتقديم الفتات كحافز شهري في رواتب المعلمين و التي لم تكن بالمستوى المطلوب ،وهو ما شكل صدمة قوية للمعلمين الذين يعانون معاناة قاسية جراء الغلاء المعيشي الفاحش .
إلى جانب الإضراب من قبل المعلمين والذي أصاب العملية التعليمية بشلل تام ،تتفاقم مشكلة الكهرباء التي أصبحت كابوس آخر على كاهل المواطن في حضرموت البقرة الحلوب كما يسميها البعض ،لكن للأسف الشديد يذهب حليبها إلى غير أهلها بينما شعب حضرموت يرزح تحت جحيم حرب الخدمات التي يكتوي بها الناس ،بينما مسئولينا لم يستطيعوا حلحلت ولو مشكلة الكهرباء ،والله جريمة كبيرة ،ولو كنت أنا على رأس قيادة هرم السلطة ،ولم أستطع إنقاذ أهلي من هذا الويل لقدمت استقالتي وتركت المنصب لأني فشلت ،وتركت الفرصة لغيري لعل وعسى أن ينجح في رفع معناة الناس ،أما مسئولينا اليوم لا يهمهم معاناة الناس بقدر ما يهمه البقاء في المنصب .
شعبنا اليوم يعذب بحرب الخدمات وهي حرب مقصودة تقف خلفها القوى التي لا تريد لشعبنا الخير ،فالشعب يقول لقد بلغ الصيف الزبى ،ولم نستطع الصبر أكثر من ما مضى على سياسة التعذيب والتجويع التي نذبح بها من الوريد إلى الوريد ليلا نهار ،اي كارثة أحلت علينا في هذا الزمن الصعب الذي ذقنا فيه طعم العلقم ،وثرواتنا تذهب لغيرنا ،نحن لنا العذاب وغيرنا له النعيم وحياة البذخ ،ونحن لنا الجوع والفقر ،فلا راتب يكفي لإعالة أسرنا لقد أصبح هذا الراتب الفتاة لا يساوي حتى قيمة قطمة سكر ،بالله عليكم هل هذا عدل ؟ والطامة الكبرى أن هذا الفتات الذي تسميه الحكومة راتب أو معاش ،لم يأت في وقته المحدد مثل ما كان في السابق ،اليوم مرت تسعة أيام في شهر مايو ولا زلنا لم نستلم فتات شهر أبريل ،شوفوا قمة المهزلة والاستخفاف بالموظف البسيط الذي لا حول له ولا قوة ! كيف تتعامل معه الحكومة .
لو سألوك عن حضرموت .. التي ترفد خزينة الدولة بأكثر من ٨٠% قلهم .. لا تعليم فيها .. لا كهرباء .. لا معاشات .. لا .. لا .. لا .. !! يا جماعة هل فهمتوا حاجة أضراب المعلمين مر عليه أكثر من شهرين والسلطة تتفرج والحل بيدها ! الكهرباء حدث ولا حرج والسلطة شاغلة نفسها بمشاريع خرافية لسنا بحاجة لها في الوقت الراهن ،الناس تريد كهرباء .. تريد تعليم لاولادهم .. تريد تحسين الوضع المعيشي ،فاليعلم كل مسئول في سلطتنا المحلية ان الشعب لا ينظر لإستعراضاتكم بالصور ،بل يريد عمل وتنفيذ على الأرض وايجاد حلول لهمومه ومشاكله ،فهل أنتم قادرون على ذلك ؟