لن ننساكم

النقابي الجنوبي|| كتب: امجد الابجر ابو عيدروس
حَلَّتْ فُصُول السَّعَادَة، وَحَطّ الْعِيد رَحْلِه وَرَحَل، وَزُيِّنَتْ الِابْتِسَامه الْوُجُوهِ؛ مِنْهَا مَا يَرْتَسِمْ عَلَى الْوُجُوهِ بِصِدْق، وَمِنْهَا مَا هُوَ مُزَيَّفٌ يَفْتَقِر لِلشُّعُور، كَتِلْكَ الَّتِي تَرْتَسِمُ عَلَى وُجُوهِنَا، فَإِنِّي لِلسَّعَادَة أَنْ تَجِدَ طَرِيقَهَا إلَيْنَا وَزِحَام الْأَعْيَاد يُذَكِّرُنَا بِالْفَرَاغِ الَّذِي خَلْفَهُ أُولَئِك الْعُظَمَاء، وَتَعَاقُب الزُّوَّار يُذَكِّرُنَا بِحَدَث رَحِيلِهِمْ، فَيَغْلِب ضَجِيج الذِّكْرَيَات عَلَى هُدُوء الْوَاقِع، وَتَحِلّ حَرَارَة الدُّمُوع دُون زَيْف الِابْتِسَامه، وَنَبْكِي كَان مَشْهَد الرَّحِيل يُعَاد عَرْضَهُ، وَلَا سَبِيلَ لِلْهَرَبِ مِمَّا تَمَّتْلا بِهِ الْقُلُوبُ، وَتَعِجّ بِه الذَّاكِرَة؛ مِنْ أَشْوَاق وَذِكْرَيَات.
مُنْذ رَحِيلكم عَنْ أَرَاضِينَا، صَارَتْ تُقَام الْمَأْتَم بِأَعْيَادِنا، وَغَابَتْ مُظَاهِر السَّعَادَة، فَكَيْف لِلنَّفْسِ أَنْ تَسْعَدَ، وَالسَّعَادَة قَدْ اخْتَارَتْ أَنْ تَسْكُنَ بَاطِنِ الْأَرْضِ وَظَلَامِهَا.
لن أَنَسٍاكم، وَسَاظل أَنْعِي رَحِيلكم، كُلُّ مَا مَرَّ طِيف ذَكَرَاكم، أَيُّهَا الْعُظَمَاء.
رَحِمَهُ اللَّهُ تَغْشَاكُمْ عَلَى أَرْوَاحَكُمْ السَّلَام .!!