رائد العفيف: العملية العسكرية الإيرانية علمت عنها الجن والإنس

يكتب / رائد عفيف
من الواضح أن العمليات العسكرية تعتبر جزءً لا يتجزأ من أي صراع عسكري في العالم. وعندما يتعلق الأمر بإطلاق الطائرات المسيرة واستخدامها في الحروب، فإن معظم الدول تفضل القيام بذلك بسرية تامة. ولكن يبدو أن هناك استثناءً واحدًا لهذا القاعدة، وهي الطائرات المسيرة الإيرانية. فقد تمكنت إيران من تصوير كل خطوة تقوم بها من هذه العمليات بدقة فائقة، وكأنها عرضًا للعالم بأكمله. وليس هذا فحسب، فقد تم إعلام الجن والإنس عن هذه العمليات، وحتى الولايات المتحدة تلقت معلومات مسبقة بأسبوع قبل وقوعها. إنها حقًا عملية عسكرية مدهشة!
إن العجيب في هذه العملية العسكرية الإيرانية هو أنهم لم يكتفوا بتصويرها فقط، بل قدموا أيضًا جدولًا زمنيًا دقيقًا لوصول الطائرات المسيرة إلى إسرائيل. لم يعد أمرًا سريًا بأن العملية ستحدث، بل أصبحت معروفة للجميع. فمن العجيب كيف يمكن لدولة أن تضرب بسرية تامة وتحقق المفاجأة العسكرية المطلوبة، في حين تقوم إيران بالترويج لها مسبقًا وكأنها حدث رياضي ينتظره العالم بفارغ الصبر.
تبدو هذه العملية العسكرية الإيرانية الساحرة وكأنها حرب ما بلا شك، إلا أنها تتمتع بمزايا فريدة. فليس فقط يعلم الجميع عنها، بل يعرفون أيضًا توقيتها، وحجمها، ونوعية الأسلحة المستخدمة، وحتى نوعية الدفاعات التي ستتصدى لها. هل يمكن تصور ذلك؟ إيران تقوم بتوجيه الأنظار إلى إسرائيل، وتحاول إيقاف المظاهرات في تل أبيب وتهدئة الجبهة الداخلية للمستفيد الأكبر “إسرائيل”. إنها حقًا ضربة مذهلة!
ما يجعل هذه العملية العسكرية الإيرانية مثيرة للدهشة هو أنهم لم يكتفوا بالترويج لها فقط، بل قدموا أيضًا تفاصيل دقيقة عن محدودية نطاقها ونتائجها المتوقعة. لا يمكن إلا أن نتساءل: هل هذه حرب حقيقية أم مجرد محاولة للتأثير النفسي وتشتيت الانتباه؟
يبدو أن الهدف الرئيسي وراء هذه العملية العسكرية الإيرانية هو لفت الانتباه العالمي إلى إسرائيل باعتبارها ضحية.وتهدئة الجبهة الداخلية وتحويل الانتباه عن المظاهرات التي تشهدها تل أبيب