حديث رمضان .. رائد عفيف يكتب عن غزوة بدر الكبرى: معركة فاصلة في تاريخ الإسلام( 18 )

 

 رائد عفيف

في سماء التاريخ الإسلاميّ، تلمعُ نجومُ غزوة بدر الكبرى، معركةٌ فاصلةٌ هزّت أركان قريش، وأثبتت قدرة المسلمين على هزيمة أعدائهم. حكايةٌ عن إيمانٍ وصبرٍ وتوكلٍ على الله تعالى، تُلهم الأجيال عبر الزمن.

خرج النبيّ محمد صلى الله علية وسلم، وأصحابه في غزوة بدر الكبرى لاعتراض قافلة قريش التي كانت عائدة من الشام محملة بالبضائع، وذلك ردًّا على أذى قريش للمسلمين وفرضهم حصارًا اقتصاديًا عليهم، ممّا زاد من صعوبة حياتهم.

كان عدد جيش المسلمين 313 رجلًا، بينما كان عدد جيش المشركين 950 رجلًا، ممّا يُظهر تفوق قريش العدديّ على المسلمين. لكنّ المسلمين اتّكلوا على الله تعالى، وواجهوا أعدائهم بشجاعةٍ وإيمانٍ راسخٍ.

بدأت المعركة بمبارزة بين ثلاثة من المسلمين وثلاثة من المشركين، انتصر فيها المسلمون. ثم اشتعلت المعركة بين الجيشين، حيث أظهر المسلمون شجاعةً وبسالةً فائقةً، واستخدموا التكتيكات الحربية بذكاء، ممّا ساعدهم على هزيمة جيش قريش، وقتل 70 رجلًا وأسر 70 آخرين، بينما لم يُقتل من المسلمين سوى 14 رجلًا.

كان لغزوة بدر أثر كبير على مسار الدعوة الإسلامية، حيث زادت من هيبة المسلمين وقوتهم، ودفعت العديد من الناس إلى الإسلام، ممّا ساعد على نشر رسالة الإسلام وفتح آفاق جديدة للمسلمين.

تُعلّمنا غزوة بدر أهمية الصبر والثبات في وجه الأعداء، وفضل التوكل على الله تعالى، وضرورة الاعتماد على الله تعالى في النصر، واتّخاذ النبيّ قدوةً في جميع جوانب الحياة.

غزوة بدر الكبرى هي معركة فاصلة في تاريخ الإسلام، فقد أثبتت قدرة المسلمين على هزيمة أعدائهم، وأكدت على صحة رسالة الإسلام، وخلّدت ذكرى النصر الإلهيّ الذي ألهم المسلمين عبر الزمن

زر الذهاب إلى الأعلى